المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوفاء بالوعد 1/8/1435هـ


عبيد الطوياوي
01-06-2014, 06:27 PM
http://www.youtube.com/watch?v=J3rQTfYGui4&list=HL1401635867&feature=mh_lolz


F


الوفاء بالوعد

الْحَمْدُ للهِ الْعَزِيْزِ الْغَفُوْرِ ، الَّذِيْ بِيَدِهِ مَقَاْلِيْدُ الأُمُوْرِ ، وَبِقُدْرَتِهِ مَفَاْتِيْحُ الْخَيْرَاْتِ وَالْشُّرُوْرِ } يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ { . أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، } لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ { ، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُ الأُمُوْرَ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ ، } وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ { . وَأشّهَدُ أَنَّ مُحْمَدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، الْدَّاْعِيْ إِلَىْ دَاْرِ الْسُّرُوْرِ . صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، الَّذِيْنَ لَمْ تَغُرُّهُم الْحَيَاْةُ الْدُّنْيَاْ ، وَلَمْ يَغُرُّهُمْ بِاللهِ الْغَرُوْرُ . وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً ، إِلَىْ يَوْمِ أَنْ يُبْعَثَ مَنْ فِيْ الْقُبُوْرِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ ؛ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ، فَلْنَتَقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
الْوَفَاْءُ بِالْوَعْدِ ، وَالأِلْتِزَاْمُ بِهِ ، خُلُقٌ إِسْلَاْمِيٌ نَبِيْلٌ ، وَمِنْ الْصِّفَاْتِ الِإيْمَاْنِيَّةِ الْمَحْمُوْدَةِ ، الَّتِيْ يَحُثُّ عَلَيْهَاْ الْدِّيْنُ ، وَيَأْمُرُ بِهَاْ رَبُّ الْعَاْلَمِيْنَ ، يَقُوْلُ U ، مُمْتَدِحَاً لَنَبِيٍ مِنْ أَنْبِيَاْئِهِ ، لِاْتِّصَاْفِهِ بِهَذِهِ الْصِّفَةِ ، } وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ، إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ، وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا { ، كَاْنَ صَاْدِقَ الْوَعْدِ ـ عَلَيْهِ الْسَّلَاْمُ ـ يَقُوْلُ مُجَاْهِدٌ : لَمْ يَعُدْ شَيْئَاً إِلَّاْ وَفَىْ بِهِ . وَيَقُوْلُ مُقَاْتِلٌ : وَعَدَ رَجُلَاً ، أَنْ يُقِيْمَ مَكَاْنَهُ ، حَتَىْ يَرْجِعَ إِلِيْهِ الْرَّجُلُ ، فَأَقَاْمَ إِسْمَاْعِيْلُ مَكَاْنَهُ ثَلَاْثَةَ أَيَّاْمٍ لِلْمِيْعَاْدِ ، حَتَّى رَجَعَ إِلِيْهِ الْرُّجُلُ . بَلْ ، مِنْ وَفَاْئِهِ ـ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَاْ الْصَّلَاْةُ وَالْسَّلَاْمُ ـ أَنَّهُ وَعَدَ أَبَاْهُ بِأَنْ يَصْبِرَ لِيَذْبَحَهُ ، كَمَاْ قَاْلَ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ : } فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ، قَالَ يَا بُنَيَّ ، إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ، فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ، قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ، سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ { وَعَدَ أَبَاْهُ ، بِأَنْ يَمْتَثِلَ لِأَمْرِهِ ، حَتَىْ وَلُوْ كَاْنَ الْثَّمَنُ ، نِهَاْيَةَ حَيَاْتِهِ . وَفِعْلَاً ـ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ـ وَفَىْ بِوَعْدِهِ ، وَصَبَرَ عَلَىْ ذَبْحِهِ ، } فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ،وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ { . فَهَلْ رَأَيْتُمْ ـ أيها الإخوة ـ وَفَاْءً بِالْوَعْدِ كَوَفَاْءِ هَذَاْ الْنَّبِيِ ؟ لِذَلِكَ يَسْتَحِقُ ثَنَاْءَ اللهِ U وَمَدْحَهُ : } إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا { .
فَالْوَفَاْءُ بِالْوَعْدِ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ مِنْ الأَخْلَاْقِ الإِسْلَاْمِيْةِ الْرَّفِيْعَةِ ، الَّتِيْ يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّىْ بِهَاْ ، مُرِيْدُ وَجْهِ اللهِ وَالْدَّاْرِ الآخِرَةِ ، لِيَسْلَمْ وَيَنْجُوْ مِنَ الآثَاْمِ وَالْذُّنُوْبِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَى عَدَمِ وَفَاْئِهِ بِوَعْدِهِ ، فَاْلَّذِيْ لَاْ يَفِي بِوُعُوْدِهِ الْجَاْئِزَةِ وَالْمُبَاْحَةِ ، وَالَّتِيْ لَيْسَ فِيْهَاْ مُخَاْلَفَةٌ شَرْعِيَةٌ ، لَنْ يَنْجُوْ مِنْ عَذَاْبِ اللهِ U يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ ، لِأَنَّ تَبِعَاْتِ إِخْلَاْفِ الْوَعْدِ : ذُنُوْبٌ كَبِيْرَةٌ ، وَآثَاْمٌ خَطِيْرَةٌ ، مِنْ أَخْطَرِهَاْ : الْنِّفَاْقُ وَالْكَذِبُ ، فِفِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ، أَنَّهُ قَالَ : دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا ، وَرَسُولُ اللَّهِ r قَاعِدًا فِي بَيْتِنَا ، فَقَالَتْ : هَا أُعْطِيكَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ r : (( وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ ؟ )) ، قَالَتْ : أُعْطِيهِ تَمْرًا ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ r : (( أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا ، كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةً )) . فَإِذَاْ كَاْنَ الَّذِيْ لَاْ يَفِيْ بِوَعْدِهِ فِيْ تَمْرٍ ، يُكْتَبُ عَلِيْهِ كِذْبَةٌ ، فَكَيْفَ بِمَاْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، كَيْفَ ـ أيها الإخوة ـ بِمَنْ يَعِدُ وُعُوْدَاً ، يُعَلِّقُ عَلَيْهَاْ أَخُوْهُ المُسْلِمُ آمَاْلَهُ ، وَلَكِنَّهُ لَاْ يَفِيَ بِهَاْ ، وَلَاْ يُبَاْلِيَ فِيْ إِنْجَاْزِهَاْ وَتَحْقِيْقِهَاْ .
فَلْيَحْذَرْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ المُتَهَاْوِنُوْنَ فِيْ هَذَاْ الْخُلُقُ الإِيْمَاْنِيُ ، الَّذِيْنَ لَاْ يُبَاْلُوْنَ فِيْ وُعُوْدِهِمْ ، يَعِدُكَ أَحَدُهُمْ يَوْمَاً مَاْ ، وَلَاْ يَأْتِيْكَ إِلَّاْ بَعْدَهُ بِعِدَّةِ أَيَّاْمٍ ، وَقَدْ يَأْتِيْ أَحَدُهُمْ لِتُقْرِضَهُ قَرْضَاً حَسَنَاً ، يَقْطَعُ الْعُهُوْدَ عَلَىْ نَفْسِهِ لِيَفِيَ لَكَ بِوَعْدِهِ ، وَلَكِنَّهُ لَاْ يُوْفِيْكَ دَيْنُكَ ، إِلَّاْ بَعْدَ جَلَسَاْتٍ وَجَلَسَاْتٍ ، بَيْنَ أَيْدِيْ قَاْضٍ مِنَ الْقُضَاْةِ ، قَدْ يَتَقَدَّمُ أَحَدُهُمْ لِخِطْبَةِ اِبْنَتِكَ ، فَيَضَعُ الْشَّمْسَ فِيْ يَمِيْنِكَ ، وَالْقَمَرَ فِيْ شِمَاْلِكَ ، مِنْ خِلَاْلِ وُعُوْدٍ كَاْذِبَةٍ ، فَإِذَاْ انْتَثَرَ بَطْنُهَاْ ، وَجَفَّ صَدْرُهَاْ ، بَاْنَ عَلَىْ حَقِيْقَتِهِ ، وَعَاْدَ إِلَىْ سَيْئِ مَعْدَنِهِ ، فَلَاْ تَسْتَطِيْعَ أَنْ تُخَلِّصُهَاْ مِنْهُ ، إِلَّاْ بِأَمْوَاْلٍ طَاْئِلَةٍ ، وَشَكَاْوُيْ مُتَتَاْلِيَةٍ . وَقَدْ لَاْ تَسْلَمْ مِنِ اِتِّهَاْمِكَ ، بِأَنَّكَ عَدِيْمُ الْتَّرْبِيَةِ ، وَالْنَّسِيْبُ المُجْرِمُ . قَدْ يَعِدُكَ أَحَدُهُمْ وَعْدَاً ، تُرَتِّبُ عَلِيْهِ أُمُوْرَكَ ، مِنْ وَظِيْفَةٍ أَوْ تَعْيِيْنٍ أَوْ سَدَاْدِ دَيْنٍ ، أَوْ تَفْرِيْجِ كُرْبَةٍ ، أَوْ مَنْفَعَةٍ مَاْ ، وَلَكِنَّ عَهْدَهُ بِكَ ، وَبِوَعْدِهِ لَكَ ، لَحْظَةَ كَاْنَ مَعَكَ . وَهَذَاْ كُلُّهُ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ مِنْ بَاْبِ عَدَمِ الْوَفَاْءِ بِالْوَعْدِ ، الَّذِيْ لَاْ يَجُوْزُ شَرْعَاً ، وَلَاْ يُسْتَسَاْغُ طَبْعَاً ، وَيُعْتَبَرُ صَاْحِبَهُ ، مُرْتَكِبَاً لِكَبِيْرَةٍ مِنْ كَبَاْئِرِ الْذُّنُوْبِ ، هِيَ الْكَذِبُ ، الَّذِيْ قَاْلَ عَنْهُ الْنَّبِيُ r ، فِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ : (( إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا )) ، بَلْ عَدَمِ الْوَفَاْءِ وَالْصِّدْقِ بِالْوَعْدِ ، عَلَاْمَةٌ تَدُلُّ عَلَىْ الْنِّفَاْقِ ، فَالمُنَاْفِقُ ، يَعِدُ وَلَكِنَّهُ لَاْ يَفِيْ بِوَعْدِهِ ، يَقُوْلُ الْنَّبِيُ r فِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ : (( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ ، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ )) . وَفِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ أَيْضَاً ، يَقُوْلُ r : (( أَرْبَعُ خِلاَلٍ ، مَنْ كُنَّ فِيهِ ، كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا : مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا )) .
فَالْكَذِبُ وَالْنِّفَاْقُ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ مَآلُ مَنْ يُخْلِفْ الْوُعُوْدَ ، وَمَعْدِنُ مَنْ يَنْقِضْ المَوَاْثِيْقَ ، وَلَاْ يَصْدِقُ فِيْ الْعُهُوْدِ ، وَسَوْفَ يُسْأَلْ أَمَاْمَ اللهِ U يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ : } وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا { ، يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : أَيْ : مَسْئُوْلِيْنَ عَنِ الْوَفَاْءِ بِهِ وَعَدَمِهِ ، فَإِنْ وَفَيْتُمْ فَلَكُمُ الْثَّوَاْبُ الْجَزِيْلُ ، وَإِنْ لَمْ تَفُوْا فَعَلَيْكُمْ الِإثْمُ الْعَظِيْم .
فَلْنَتِقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ وَلْنَجْعَلِ الْوَفَاْءَ بِالْوَعْدِ ، مَبْدَأً مِنْ مَبَاْدِئِنَاْ ، وَخُلُقَاً مِنْ أَبْرَزِ أَخْلَاْقِنَاْ ، اَسْأَلُ اللهَ U أَنْ يَهْدِيْ ضَاْلَ المُسْلِمِيْنَ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ .


الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ عَلى إحسَانِهِ ، والشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظِيماً لِشَأنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحمَداً عبدُهُ ورسولُهُ الدَّاعِي إلى رضوانِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّمَ تَسليماً كثيرا .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
إِنَنَاْ فِيْ هَذِهِ الأَيَّاْم ، وَقَدْ حَلَّ عَلَيْنَاْ شَهْرُ شَعْبَاْنَ ، وَالَّذِيْ سَوْفَ نَسْتَقْبِلُ بَعْدَهُ ـ بِإِذْنِ اللهِ تَعَاْلَى ـ شَهْرَ رَمَضَاْنَ المُبَاْرَكِ ، وَفِيْ هَذِهِ المُنَاْسَبَةِ ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنِ الْوَفَاْءِ بِالْوَعْدِ ، نُذَكِّرُ مَنْ يَعِدُوْنَ أَنْفَسَهُمْ ، فِيْ كُلِ عَاْمٍ ، بِالْتَّوْبَةِ وَالْرُّجُوْعِ إِلَىْ اللهِ U ، وَالاِسْتِقَاْمَةِ عَلَىْ دِيْنِهِ ، وَالأَلْتِزَاْمِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ r ، وَالْتَّخَلُصِ مِنْ الْعَاْدَاْتِ الْسَّيِّئَةِ ، وَالأَخْلَاْقِ الْرَّذِيْلَةِ ، فَقَدْ آنَ لَهُمْ أَنْ يَفُوا بِوُعُوْدِهِمْ ، وَأَنْ يَصْدِقُوْا مَعَ خَاْلِقِهِمْ .
فَرَمَضَاْنُ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ فُرْصَةٌ سَاْنِحَةٌ ، لِيُحَاْسِبَ المُسْلِمُ نَفْسَهُ ، وَيَرْجِعَ إِلَىْ رَبِّهِ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ :
وَمَنْ الأَشْيَاْءِ الَّتِيْ يَجِبُ أَنْ يُسْتَغَلَ رَمَضَاْنَ بِالْتَّخَلِصِ مِنْهَاْ ، وَالْبُعْدِ عَنْهَاْ ، آفَةُ الْتَّدْخِيْنِ ، الَّتِيْ فَتَكَتْ فِيْ بَعْضِ المُسْلِمِيْن ، وَتَوَرَّطَ بِهَاْ ، ضِعَاْفُ الإِيْمَاْنِ وَالْيَقِيْنِ ، وَالَّتِيْ فِيْهَاْ إِضْرَاْرٌ بِالْنَّفْسِ وَالمَاْلِ وَالْدِّيْنِ ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ : } وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا { .
فَاللهَ .. اللهَ ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ ، الْصِّدْقُ مَعَ اللهِ ، وَالْصِّدْقُ مَعَ الْنَّفْسِ ، وَالْصِّدْقُ مَعَ الْغَيْرِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ ، فِفِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ سَلْمَاْنُ الْفَاْرِسِيُ t : (( إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقّاً ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيكَ حَقّاً ، وَلأَهْلِكَ عَلَيكَ حَقّاً ، فَأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ )) فَقَاْلَ الْنَّبِيُ r : (( صَدَقَ سَلْمَانُ )) .
اَسْأَلُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ عِلْمَاً نَاْفِعَاً ، وَعَمَلَاً صَاْلِحَاً ، وَرِزْقَاً وَاْسِعَاً ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ .
الْلّهُمَّ تَوْلَّنَاْ أَجْمَعِيْنَ بِحِفْظِكَ ، وَمُنَّ عَلَيْنَاْ بِعَفِّوْكَ وَعَاْفِيَتِكِ ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَاْدَةً لَنَاْ مِنْ كُلِ خَيْرٍ ، وَالمَوْتَ رَاْحَةً لَنَاْ مِنْ كُلِ شَرٍ ، وَآتِ نُفُوْسَنَاْ تَقْوَاْهَاْ ، وَزَكِّهَاْ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاْهَاْ ، أَنْتَ وَلِيُّهَاْ وَمُوْلَاهَاْ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ الْرَّاحِمِيْن .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .

الاطرق بن بدر الهذال
01-06-2014, 11:14 PM
فضيلة الشيخ عبيد الطوياوي

الله يجزاك الجنه على الخطبه النافعه

جزاك الله عنا خير الجزاء ووفقك لما يحب ويرضى

عاشق الورد
02-06-2014, 12:13 AM
فضيلة الشيخ عبيد الطوياوي

الله يجزاك الجنه على الخطبه النافعه

دمت بخير وعااافيه

الزعيم الوايلي
02-06-2014, 01:07 AM
الله يسعد ايامك على طرحك المفيد
تحياتي

العديناني
02-06-2014, 01:18 AM
الله يجزاك الجنة ويبارك فيك ويطول عمرك على طاعته
شكراً مع التقدير

أميرة الورد
02-06-2014, 01:21 AM
فضيلة الشيخ عبيد الطوياوي

الله يجزاك الجنه على الخطبه النافعه

يعطيك العافيه وتسلم الايادي
طرحت فابدعت وننتظر جديدك المميز
دمت بحفظ الله
اختك اميرة الورد كانت هنا

العندليب
02-06-2014, 03:17 AM
الله يعافيك على الموضوع المفيد ويجزاك عنا كل خير
الشكر والإمتنان لك

امنيات
02-06-2014, 05:43 AM
شكراً ع الموضوع ويجزاك ربنا خير الجزاء

بنيدر العنزي
02-06-2014, 07:34 AM
الله يجزاك عنا كل خير ويجعل ماسطرته اناملك في ميزان حسناتك

اميرة المشاعر
02-06-2014, 01:28 PM
جزاك الله خيراً وجعل ما أفادني هنا في موازين حسناتك ان شاء الله

جدعان العنزي
02-06-2014, 10:16 PM
جزاك الله خير على الموضوع النافع
جعله الله في ميزان حسناتك

بنت الجنوب
04-06-2014, 07:32 PM
موضوع رائع
عافاك الله وجزاك عنا خير الجزاء

حمدان السبيعي
04-06-2014, 07:58 PM
يسعد أيامك
جزاك الله خير على الطرح النافع
حفظك المولى وأدامك

خيّال نجد
04-06-2014, 09:02 PM
تسلم اياديك على جمال الطرح والإختيار المفيد
عافاك الله

ودي لك

دارين
05-06-2014, 05:19 AM
الله يسعدك ويجزاك خير ويجعل الجنه مثواك
شكراً ع الموضوع النافع في الدنيا والآخره

د بسمة امل
05-06-2014, 06:06 AM
جزاك الجنة شيخنا الفاضل على الخطبة القيمه
لاحرمك الرحمن اجرها وجعلها في ميزان اعمالك
تقديري لك ..

رشا
05-06-2014, 07:03 AM
موضوع مفيد ونافع وجميل
جزاك الله خير وأثابك الأجر العظيم

عويد بدر الهذال
05-06-2014, 09:42 PM
عافاك الرحمن وجزاك عنا خير الجزاء على هذه الدرر ..
خالص التقدير شيخنا الفاضل ..

شمالي حر
06-06-2014, 12:40 AM
تسلم يمناك على الموضوع
الف شكر وتقدير لك

عابر سبيل
06-06-2014, 03:12 PM
شكراً من الأعماق على الموضوع الطيّب والمفيد
تسلم الأيادي

عنزي البحرين
07-06-2014, 02:34 PM
الله يحفظك ويعافيك وتسلم يمينك
وفقك الباري

غريب اوطان
07-06-2014, 11:25 PM
الله يطول عمرك على الموضوع الوافي
تسلم يمينك وشكراً لك

فارس عنزه
07-06-2014, 11:59 PM
الله يعافيك على الموضوع والطرح الراقي ,,
كل الشكر لك
تحياتي

فاطمة
08-06-2014, 01:39 AM
اسعد الله اوقاتك وعمّر حياتك بالطاعه والأيمان
الف شكر على جمال الطرح النافع
وردة بنفسج لروحك الطاهرة

فتاة الاسلام
08-06-2014, 01:43 AM
يسعدك ربي في الدارين وجزاك الله خير

كساب الطيب
08-06-2014, 05:43 AM
جزاك الله خيراً
يعطيك العافيةعلى الموضوع القيم والجميل
وًٍدًٍيًٍ......لًًًٍٍٍكًًًٍ......

كلي هموم
08-06-2014, 06:16 AM
جزاك الله خير ع الخطبة النافعه

ليالي
08-06-2014, 06:20 AM
موضوع في قمة الروعه وفيه الفائده الكبيره
شكراً لك وجزاك الله خير ع طرحك

ماجد العماري
08-06-2014, 08:28 PM
الله يسعد ايامك على الموضوع الطيّب
الف شكر لك وبارك الله فيك
تحياتي والله الموفق

مصلح العنزي
08-06-2014, 08:50 PM
الله يجزاك عنا كل خير ياشيخ
ويزيدك اجر ويوفقك

منار احمد
09-06-2014, 12:43 AM
رزقك الله الجنة ونحن معك وجميع المسلمين
شكراً ع الموضوع القيم

هشام عمر
09-06-2014, 06:06 AM
شكراً لك على طرحك
تسلم اناملك

ابو عبدالعزيز العنزي
09-06-2014, 06:04 PM
جزاك الله خير ولا هنت على الخطبة النافعة

الذيب الأمعط
10-06-2014, 07:19 AM
عوافي على الموضوع المميز
كل الشكر والتقدير

براءة طفوله
11-06-2014, 11:57 PM
الله يجزاك خير ويزيدك من الاجر العظيم

حمامة
12-06-2014, 11:09 PM
عافاك الله ع اطروحاتك النافعة

عبير الورد
15-06-2014, 10:52 PM
عافاك اخي وجزاك الله خير الجزاء

سلامه عبدالرزاق
17-06-2014, 11:37 PM
عافاك المولى ورعاك
جزاك الله خير على الموضوع

الجواهر
17-06-2014, 11:50 PM
مرسي شيخنا الكريم ع الخطب النافعة
جزيت خيراً ياشيخ

قوي العزايم
18-06-2014, 05:39 PM
الله يبارك فيك وفي طرحك
جزاك الله خير الجزاء

البرتقاله
18-06-2014, 11:02 PM
بارك الله فيك على طرحك وأسعدك في الدارين

حزم الضامي
20-06-2014, 01:27 AM
الله يعافيك ويسلمك
شكراً لك من الأعماق على الموضوع النافع

ذيب المضايف
21-06-2014, 02:21 PM
الف شكر على طرحك الراقي المميز
تحيه وتقدير لك

خيّال السمرا
14-07-2014, 03:01 AM
تسلم يمناك على الموضوع
طاب لي اختيارك الموفق
جزاك الله خيراً في الدارين

خيّال السمرا
14-07-2014, 03:02 AM
تسلم يمناك على الموضوع
طاب لي اختيارك الموفق
جزاك الله خيراً في الدارين

بنت الكحيلا
14-07-2014, 03:51 AM
شيخنا الفاضل / عبيد الطوياوي

جزاك الله خير على الخطبة القيمة

جعلها الله في ميزان اعمالك

لك شكري وتقديري