عبيد الطوياوي
13-08-2014, 06:36 AM
F
الدليل على عداوة يهود إسرائيل
http://www.youtube.com/watch?v=K7JVQmpfT3I&feature=youtube_gdata
الْحَمْدُ للهِ الْقَوِيِ الْعَزِيْزِ ، الْفَعَّاْلِ لِمَاْ يُرِيْد ، ذِيْ الأَخْذِ الأَلِيْمِ الْشَّدِيْدِ ، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ ،
}لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ { .
وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ ،
} لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ { ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، الْبَشِيْرُ الْنَّذِيْرُ ، والْسِّرَاْجُ المُنِيْرُ ،
صَلَى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَى يَوْمِ الْدِّيْنِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ :
} وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ،
فَلْنَتَقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ :
} لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الْنَّاْسِ عَدَاْوَةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا الْيَهُوْدَ وَالَّذِيْنَ أَشْرَكُوْا ،
وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا الَّذِيْنَ قَاْلُوْا إِنَّاْ نَصَاْرَى ،
ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيْسِيْنَ وَرُهْبَاْنًا وَأَنَّهُمْ لَاْ يَسْتَكْبِرُوْنَ {
يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : مَاْ ذَاْكَ إِلَّاْ لِأَنَّ كُفْرَ الْيَهُوْدِ كُفْرُ عِنَاْدٍ وَجُحُوْدٍ ، وَمَبَاْهَتَةٍ لِلْحَقِ ،
وَغَمْطٍ لِلْنَّاْسِ ، وَتَنَّقُصٍ بِحَمَلَةِ الْعِلْمِ ، وَلَهَذَاْ قَتَلُوْا كَثِيْرَاً مِنْ الأَنْبِيَاْءِ ،
حَتَىْ هَمُّوْا بِقَتْلِ رَسُوْلِ اللهِ e غَيْرَ مَرَّةٍ وَسَمُّوْهُ وَسَحَرُوْهُ ،
وَأَلَّبُوْا عَلِيْهِ أَشْبَاْهَهُمْ مِنْ اَلْمُشْرِكِيْنَ عَلِيْهِمْ لَعَاْئِنُ اللهِ اَلْمُتَتَاْبِعَةُ إِلَىْ يَوْمِ اَلْقِيَاْمَةِ .
قَاْلَ رَسُوْلُ اللهِ e :
((مَاْ خَلَاْ يَهُوْدِيٌّ بِمُسْلِمٍ قَطْ إِلَّاْ هَمَّ بِقَتْلِهِ أَوْ إِلَّاْ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِقَتْلِهِ )) .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
فَعَدَاْوَةُ اَلْيَهُوْدِ إِخْوَاْنِ اَلْقِرَدَةِ وَاَلْخَنَاْزِيْرِ ، وَاَلَّذِيْنَ يَتَجَاْوَزُ عَدَدُهُمْ اَلْيَوْمَ ، ثَلَاْثَةَ عَشَرَ مِلْيُوْنَاً ،
مِنْهُمْ أَكْثَرُ مِنْ سِتَّةَ مَلَاْيِيْنَ فِيْ إِسْرَاْئِيْلَ ، وَاَلَّتِيْ تُمَثِّلُ دَوْلُتُهُمْ ،
فَعَدَاْوَتُهُمْ لِلْمُسْلِمِيْنَ أَمْرٌ لَاْ يُنْكَرَهُ عَاْقِلٌ ، وَلَاْ يَجْهَلُهُ إِلَّاْ جَاْهِلٌ فِيْ كِتَاْبِ اللهِ U ،
بَلْ لَاْ يُكَذِّبُهُ إِلَّاْ كَاْفِرٌ بِاْللهِ وَبِكِتَاْبِهِ ، لِأَنَّ مَنْ كَذَّبَ بِعَدَاْوَتِهِمْ ، فَقَدْ كَذَّبَ اللهَ U ،
} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ { .
وَعَدَاْوَةُ اَلْيَهُوْدِ لِلْمُسْلِمِيْنَ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ تَأَتِيْ مِنْ بَاْبِ وَمُقْتَضَيَاْتِ مَبَاْدِئِهِمْ ، وَمِنْهَاْ اَلْعُدْوَاْنُ وَاَلْحَسَدُ ،
أَمَّاْ اَلْعُدْوَاْنُ فَهُوَ طَبِيْعَةٌ وَمِيْزَةٌ لِلْيَهُوْدِ ، يَقُوْلُ U :
} وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { ،
يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ :
أَيْ : يَحْرُصُوْنَ ، وَيُبَاْدِرُوْنَ اَلْمَعَاْصِيْ اَلْمُتَعَلِّقَةَ فِيْ حَقِ اَلْخَاْلِقِ وَاَلْعُدْوَاْنَ عَلَىْ اَلْمَخْلُوْقِيْنَ .
وَيَقُوْلُ اِبْنُ عَبَّاْسٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : اَلْعُدْوَاْنُ ؛ اَلْظُّلْمُ وَاِلاعْتِدَاْءُ عَلَىْ اَلْنَّاْسِ .
وَأَمَّاْ اَلْحَسَدُ ، فَهُوَ أَيْضَاً سِمَةٌ مِنْ سِمَاْتِ اَلْيَهُوْدِ ، وَخَاْصَةً لِلْمُسْلِمِيْنَ ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ :
} مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {
يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : أَنَّهُمْ مَاْ يَوَدُّوْنَ
} أَنْ يُنزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ {
أَيْ : لَاْ قَلِيْلَاً وَلَاْ كَثِيْرَاً ، حَسَدَاً مِنْهُمْ ، وَبُغْضَاً لَكُمْ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
إِنَّ هَذِهِ اَلْعَدَاْوَة ، وَذَلِكُمَاْ اَلْعُدْوَاْنِ وَاَلْحَسَدِ ،
هُوَ مَاْ تُطَبِّقُهُ ، دَوْلَةُ اَلْيَهُوْدِ ؛ إِسْرَاْئِيْل ، اَلْيَوْمَ عَلَىْ اَلْمُسْلِمِيْنَ فِيْ فِلِسْطِيْن ،
وَهُوَ مَاْ تَدُلُّ عَلِيْهِ بَعْضُ جَرَاْئِمِهِمْ فِيْ حَقِّ بَيْتِ اللهِ اَلْمَسْجِدَ اَلأَقْصَىْ
وَقِيَاْمُهُمْ بِإِحْرَاْقِهِ وَمَحَاْوَلَاْتِ هَدْمِهِ وَحَفْرِ اَلأَنْفَاْقِ اَلْكَثِيْرَةِ تَحْتَهُ ، وَكَذَلِكَ هَدْمُ اَلْمَسَاْجِد ،
وَلَاْ يُسْتَغْرَبُ مِنْهُمْ ذَلِكَ ، فَقَدْ أَمْتَدَّ أَذَاْهُمْ إِلَىْ ذَاْتِ اللهِ U ، وَإِحْرَاْقُ اَلْمَسْجَدِ اَلأَقْصَىْ ،
وَهَدْمُ بُيُوْتِ اللهِ ، لَاْ يُقَاْرَنُ بِمَاْ قَاْلُوْهُ عِنْ اللهِ U ، وَلَاْ بِمَاْ فَعَلُوْهُ بِرُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ ،
فَقَدْ قَاْلُوْا : } يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ { أَيْ بَخِيْل ،
وَقَاْلُوْا : } إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ { ،
وَقَاْمُوْا بِقَتْلِ عَدَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ ،
يَقُوْلُ U عَنْ اَلْيَهُوْدِ :
} وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ { ،
يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : إِنَّهُمْ قَتَلُوْا جَمَّاً غَفِيْرَاً مِنْ اَلأَنْبِيَاْءِ عَلَيْهِمْ اَلْسَّلَاْمُ ،
بَلْ حَتَّىْ اَلْنَّبِيِ مُحَمَّدٍ e ، مَاْتَ بِسَبَبِ سُمِّهِمْ ، اَلَّذِيْ دَسُّوْهُ فِيْ طَعَاْمٍ قَدَمُوْهُ لَهُ ،
فَفِيْ صَحِيْحِ اَلْبُخَاْرِي ، تَقُوْلُ عَاْئِشَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَاْ ـ : كَانَ النَّبِىُّ e يَقُولُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ :
(( يَا عَائِشَةُ ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِى أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِى مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ ))
وَاَلْطَّعَاْمُ اَلَّذِيْ أَكَلَ بِخَيْبَر ، يَقُوْلُ عَنْهُ أَنَسُ t : أَنَّ اِمْرَأَةً يَهُوْدِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ e بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ ،
فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ : أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ ، قَالَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ .
فَإِذَاْ كَاْنَ ، هَذَاْ مَاْ يَقُوْلُهُ اَلْيَهُوْدُ عَنْ خَاْلِقِهِمْ وَرَاْزِقِهِمْ ، وَهُوَ اللهُ U ، وَهَذَاْ مَاْ يَفْعَلُوْنَهُ بِرُسِلِهِ ـ عَلَيْهِمْ جَمِيْعَاً اَلْصَّلَاْةُ وَاَلْسَّلَاْمُ ـ
فَإِنَّهُ لَاْ يُسْتَغْرَب ، هَدْمُهُمْ لِبُيُوْتِ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، فِيْ فَلِسْطِيْنَ عَلَىْ رُؤُسِهِمْ ، وَقَتْلُهُمْ لِشُيُوْخِهِمْ وَنِسَاْئِهِمْ ،
وَتَمْزِيْقُ أَجْسَاْدِ أَطَفَاْلِهِمْ ، اَلَّذِيْنَ لَمْ يَجِدُوْا لِحِفْظِ أَشْلَاْئِهِمْ ، إِلَّاْ ثَلَّاْجَاْت اَلْطَّعَاْمِ ،
فَاْلَّذِيْ يُرُيْدُ قَتْلَ نَبِيٍ مِنْ أَنْبِيَاْءِ اللهِ ، يَسْتَحِيْلُ أَنْ يَتَوَرَّعَ عَنْ قَتْلِ إِمْرَأَةٍ عَجُوْزٍ ،
أَوْ شَيْخٍ كَبِيْرٍ مُقْعَدٍ عَلَىْ عَرَبَتِهِ ، فَضْلَاً عَنْ قَتْلِ رَجُلٍ مَسْلُوْبَ اَلإِرَاْدَةِ ، يُوَاْجِهُ قَذَاْئِفَ اَلْدَّبَاْبَاْتِ ،
وَصَوَاْرِيْخَ اَلْطَّاْئِرَاْتِ ، بَصَدْرٍ عَاْرٍ ، وَيَدٍ فَاْرِغَةٍ .
فَهُمْ اَلْيَهُوْدُ وَإِنْ تَسَمَّوْا بِإِسْرَاْئِيْل ، هُمْ أَعْدَاْءُ اللهِ ، وَأَعْدَاْءُ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ ، وَأَعْدَاْءُ عِبَاْدِهِ اَلْمُؤْمِنِيْنَ .
اَسْأَلُ اللهَ U أَنْ يُرِيَنَاْ بِهِمْ ، عَجَاْئِبَ قُدْرَتِهِ ، وَفُجَاْءَةَ نِقْمَتِهِ ، وَأَلِيْمَ عَذَاْبِهِ ، إِنَّهُ قَوُيٌ عَزِيْزٌ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ،
وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
لَاْشَكَّ أَنَّ تَسَلُطَ اَلأَعْدَاْءِ ، عُقُوْبَةٌ مِنْ اللهِ ، وَهَذِهِ سُنَّةٌ مَاْضِيَةٌ ثَاْبِتَةٌ ،
تُحْدُثُ كُلَّمَاْ اِبْتَعَدَتْ اَلأُمَّةُ عَنْ دِيْنِهَاْ وَتَعَلَّقَتْ بِحُطَاْمٍ زَاْئِلٍ وَدُنْيَاً فَاْنِيَة ،
وَأَعْرَضَتْ عَنْ شَرْعِ رَبِهَاْ ، وَتَرَكَتْ سُنَّةَ نَبِيْهِاْ e ،
وَلَاْ شَكَّ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ أَنَّ مُصَاْبَ إِخْوَاْنِنَاْ فِيْ فَلِسْطِيْن ، هُوَ مُصَاْبٌ لَنَاْ ،
وَجِرَاْحُهُمْ جِرَاْحُنَاْ ، وَقَتْلَاْهُمْ قَتْلَاْنَاْ ، وَمُعَاْنَاْتُهُمْ مُعَاْنَاْتُنَاْ ،
وَمِنْ أَقَلِّ وَاْجِبَاْتِهِمْ ، مُشَاْرَكَتُهُمْ آلَاْمِهِمْ ، حَتَّىْ لَوْ بِالْدُّعَاْءِ ،
نَدْعُوْا اللهَ أَنْ يُنَفِّسَ كُرْبَتَهُمْ ، وَأَنْ يَخْذُلَ عَدُوَهُمْ .
وَلَكِنْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ نَحْذَرُ أَنْ تَكُوْنَ قَضِيَتُهُمْ ، فِتْنَةً مِنْ اَلْفِتَنِ ،
اَلَّتِيْ يَفْتِنُ اللهُ U بِهَاْ مَنْ شَاْءَ مِنْ عِبَاْدِهِ ، فَنُصْرَتُهُمْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ
لَاْ تَكُوْن إِلَّاْ حَسَبَ مَاْ يَقْتَضِيْه وَيَأَمُرُ بِهِ شَرْعُ رَبِنَاْ ، فَالْحَذَرُ أَنْ تُسَيَّرَ هَذِهِ اَلْقَضِيَةِ
إِلَىْ أَهْدَاْفٍ دَعَوُيَّةٍ لِمَنَاْهِجَ مُخَاْلِفَةٍ أَوْ أَحْزَاْبٍ بَاْطِلَةٍ أَوْ جَمَاْعَاْتٍ مُنْحَرِفَةٍ ،
وَعَلَيْنَاْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ أَنْ نَلْتَفَّ حَوْلَ وُلَاْةِ أَمْرِنَاْ ، وَأَنْ نَرْجِعَ إِلَىْ عُلَمَاْئِنَاْ اَلْمَوْثُوْقِيْنَ فِيْمَاْ يُشْكِلُ عَلَيْنَاْ ،
وَأَنْ نَكُنْ يَدَاً وَاْحِدَةً ، نَتَمَسَّكُ بِكَتَاْبِ رَبِنَاْ ، وَ نَعْمَلُ بِسُنَّةِ نَبِيِّنَاْ ، وَنَسِيْرُ عَلَىْ مَاْ سَاْرَ عَلِيْهِ ، مَنْ صَلُحَ مِنْ أَسْلَاْفِنَاْ .
اَسْأَلُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ اَلْفِقْهَ فِيْ اَلْدِّيْنِ ، وَالإِقْتَدَاْءَ بِسَيِّدِ اَلْمُرْسَلِيْنَ . وَنَصْرَ الإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ،
اَلْلَّهُمَّ اَنْصُرِ الإِسْلَاْمَ وَأَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ وَاحْمِيْ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنِ ،
اَلْلَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذَاْ اَلْبَلَدِ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَنْصُرَ عِبَاْدَكَ اَلْمُؤْمِنِيْنَ ، وَأَنْ تُذِلَّ اَلْشِّرْكَ وَاَلْمُشْرِكِيْنَ ،
اَلْلَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُوْدِ اَلْمُعْتَدِيْنَ ، وَأَذْنَاْبِهِمْ اَلْحَاْقِدِيْن ، وَمَنْ كَرِهَ اِلإِسْلَاْمَ وَاَلْمُسْلِمِيْنَ ،
اَلْلَّهُمَّ عَلِيْكَ بِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَاْ يُعْجِزُوْنَكَ ، اَلْلَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُمْ وَأَوْهِنْ عَزْمَهُمْ ،
اَلْلَّهُمَّ أَرِنَاْ بِهِمْ عَجَاْئِبَ قُدْرَتِكَ ، وَفُجَاْءَةَ نِقْمَتِكْ ، وَأَلِيْمَ عَذَاْبِكَ ، إنَّكَ عَلَىْ كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٍ .
اَلْلَّهُمَّ وَاحْفَظْ بِلَاْدَنَاْ وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتِنَاْ ،
اَلْلَّهُمَّ وَحِّدْ عَلَىْ اَلْحَقِ كَلِمَتَنَاْ وَقُوِيْ عَلَىْ عَدُوِنَاْ شَوْكَتَنَاْ يَاْ رَبَّ اَلْعَاْلَمِيْن .
اللَّهُمَّ ارْحَمْ فِي الدُّنْيَا غُرْبَتَنَا ، وَفِي القُبُورِ وَحْشَتَنَا ،
وَيَوْمَ العَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ وُقُوفِنَا بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ الْرَّاْحِمِيْنَ .
.} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {
فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
الدليل على عداوة يهود إسرائيل
http://www.youtube.com/watch?v=K7JVQmpfT3I&feature=youtube_gdata
الْحَمْدُ للهِ الْقَوِيِ الْعَزِيْزِ ، الْفَعَّاْلِ لِمَاْ يُرِيْد ، ذِيْ الأَخْذِ الأَلِيْمِ الْشَّدِيْدِ ، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ ،
}لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ { .
وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ ،
} لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ { ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، الْبَشِيْرُ الْنَّذِيْرُ ، والْسِّرَاْجُ المُنِيْرُ ،
صَلَى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَى يَوْمِ الْدِّيْنِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ :
} وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ،
فَلْنَتَقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ :
} لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الْنَّاْسِ عَدَاْوَةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا الْيَهُوْدَ وَالَّذِيْنَ أَشْرَكُوْا ،
وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا الَّذِيْنَ قَاْلُوْا إِنَّاْ نَصَاْرَى ،
ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيْسِيْنَ وَرُهْبَاْنًا وَأَنَّهُمْ لَاْ يَسْتَكْبِرُوْنَ {
يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : مَاْ ذَاْكَ إِلَّاْ لِأَنَّ كُفْرَ الْيَهُوْدِ كُفْرُ عِنَاْدٍ وَجُحُوْدٍ ، وَمَبَاْهَتَةٍ لِلْحَقِ ،
وَغَمْطٍ لِلْنَّاْسِ ، وَتَنَّقُصٍ بِحَمَلَةِ الْعِلْمِ ، وَلَهَذَاْ قَتَلُوْا كَثِيْرَاً مِنْ الأَنْبِيَاْءِ ،
حَتَىْ هَمُّوْا بِقَتْلِ رَسُوْلِ اللهِ e غَيْرَ مَرَّةٍ وَسَمُّوْهُ وَسَحَرُوْهُ ،
وَأَلَّبُوْا عَلِيْهِ أَشْبَاْهَهُمْ مِنْ اَلْمُشْرِكِيْنَ عَلِيْهِمْ لَعَاْئِنُ اللهِ اَلْمُتَتَاْبِعَةُ إِلَىْ يَوْمِ اَلْقِيَاْمَةِ .
قَاْلَ رَسُوْلُ اللهِ e :
((مَاْ خَلَاْ يَهُوْدِيٌّ بِمُسْلِمٍ قَطْ إِلَّاْ هَمَّ بِقَتْلِهِ أَوْ إِلَّاْ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِقَتْلِهِ )) .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
فَعَدَاْوَةُ اَلْيَهُوْدِ إِخْوَاْنِ اَلْقِرَدَةِ وَاَلْخَنَاْزِيْرِ ، وَاَلَّذِيْنَ يَتَجَاْوَزُ عَدَدُهُمْ اَلْيَوْمَ ، ثَلَاْثَةَ عَشَرَ مِلْيُوْنَاً ،
مِنْهُمْ أَكْثَرُ مِنْ سِتَّةَ مَلَاْيِيْنَ فِيْ إِسْرَاْئِيْلَ ، وَاَلَّتِيْ تُمَثِّلُ دَوْلُتُهُمْ ،
فَعَدَاْوَتُهُمْ لِلْمُسْلِمِيْنَ أَمْرٌ لَاْ يُنْكَرَهُ عَاْقِلٌ ، وَلَاْ يَجْهَلُهُ إِلَّاْ جَاْهِلٌ فِيْ كِتَاْبِ اللهِ U ،
بَلْ لَاْ يُكَذِّبُهُ إِلَّاْ كَاْفِرٌ بِاْللهِ وَبِكِتَاْبِهِ ، لِأَنَّ مَنْ كَذَّبَ بِعَدَاْوَتِهِمْ ، فَقَدْ كَذَّبَ اللهَ U ،
} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ { .
وَعَدَاْوَةُ اَلْيَهُوْدِ لِلْمُسْلِمِيْنَ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ تَأَتِيْ مِنْ بَاْبِ وَمُقْتَضَيَاْتِ مَبَاْدِئِهِمْ ، وَمِنْهَاْ اَلْعُدْوَاْنُ وَاَلْحَسَدُ ،
أَمَّاْ اَلْعُدْوَاْنُ فَهُوَ طَبِيْعَةٌ وَمِيْزَةٌ لِلْيَهُوْدِ ، يَقُوْلُ U :
} وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { ،
يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ :
أَيْ : يَحْرُصُوْنَ ، وَيُبَاْدِرُوْنَ اَلْمَعَاْصِيْ اَلْمُتَعَلِّقَةَ فِيْ حَقِ اَلْخَاْلِقِ وَاَلْعُدْوَاْنَ عَلَىْ اَلْمَخْلُوْقِيْنَ .
وَيَقُوْلُ اِبْنُ عَبَّاْسٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : اَلْعُدْوَاْنُ ؛ اَلْظُّلْمُ وَاِلاعْتِدَاْءُ عَلَىْ اَلْنَّاْسِ .
وَأَمَّاْ اَلْحَسَدُ ، فَهُوَ أَيْضَاً سِمَةٌ مِنْ سِمَاْتِ اَلْيَهُوْدِ ، وَخَاْصَةً لِلْمُسْلِمِيْنَ ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ :
} مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {
يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : أَنَّهُمْ مَاْ يَوَدُّوْنَ
} أَنْ يُنزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ {
أَيْ : لَاْ قَلِيْلَاً وَلَاْ كَثِيْرَاً ، حَسَدَاً مِنْهُمْ ، وَبُغْضَاً لَكُمْ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
إِنَّ هَذِهِ اَلْعَدَاْوَة ، وَذَلِكُمَاْ اَلْعُدْوَاْنِ وَاَلْحَسَدِ ،
هُوَ مَاْ تُطَبِّقُهُ ، دَوْلَةُ اَلْيَهُوْدِ ؛ إِسْرَاْئِيْل ، اَلْيَوْمَ عَلَىْ اَلْمُسْلِمِيْنَ فِيْ فِلِسْطِيْن ،
وَهُوَ مَاْ تَدُلُّ عَلِيْهِ بَعْضُ جَرَاْئِمِهِمْ فِيْ حَقِّ بَيْتِ اللهِ اَلْمَسْجِدَ اَلأَقْصَىْ
وَقِيَاْمُهُمْ بِإِحْرَاْقِهِ وَمَحَاْوَلَاْتِ هَدْمِهِ وَحَفْرِ اَلأَنْفَاْقِ اَلْكَثِيْرَةِ تَحْتَهُ ، وَكَذَلِكَ هَدْمُ اَلْمَسَاْجِد ،
وَلَاْ يُسْتَغْرَبُ مِنْهُمْ ذَلِكَ ، فَقَدْ أَمْتَدَّ أَذَاْهُمْ إِلَىْ ذَاْتِ اللهِ U ، وَإِحْرَاْقُ اَلْمَسْجَدِ اَلأَقْصَىْ ،
وَهَدْمُ بُيُوْتِ اللهِ ، لَاْ يُقَاْرَنُ بِمَاْ قَاْلُوْهُ عِنْ اللهِ U ، وَلَاْ بِمَاْ فَعَلُوْهُ بِرُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ ،
فَقَدْ قَاْلُوْا : } يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ { أَيْ بَخِيْل ،
وَقَاْلُوْا : } إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ { ،
وَقَاْمُوْا بِقَتْلِ عَدَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ ،
يَقُوْلُ U عَنْ اَلْيَهُوْدِ :
} وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ { ،
يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : إِنَّهُمْ قَتَلُوْا جَمَّاً غَفِيْرَاً مِنْ اَلأَنْبِيَاْءِ عَلَيْهِمْ اَلْسَّلَاْمُ ،
بَلْ حَتَّىْ اَلْنَّبِيِ مُحَمَّدٍ e ، مَاْتَ بِسَبَبِ سُمِّهِمْ ، اَلَّذِيْ دَسُّوْهُ فِيْ طَعَاْمٍ قَدَمُوْهُ لَهُ ،
فَفِيْ صَحِيْحِ اَلْبُخَاْرِي ، تَقُوْلُ عَاْئِشَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَاْ ـ : كَانَ النَّبِىُّ e يَقُولُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ :
(( يَا عَائِشَةُ ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِى أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِى مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ ))
وَاَلْطَّعَاْمُ اَلَّذِيْ أَكَلَ بِخَيْبَر ، يَقُوْلُ عَنْهُ أَنَسُ t : أَنَّ اِمْرَأَةً يَهُوْدِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ e بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ ،
فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ : أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ ، قَالَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ .
فَإِذَاْ كَاْنَ ، هَذَاْ مَاْ يَقُوْلُهُ اَلْيَهُوْدُ عَنْ خَاْلِقِهِمْ وَرَاْزِقِهِمْ ، وَهُوَ اللهُ U ، وَهَذَاْ مَاْ يَفْعَلُوْنَهُ بِرُسِلِهِ ـ عَلَيْهِمْ جَمِيْعَاً اَلْصَّلَاْةُ وَاَلْسَّلَاْمُ ـ
فَإِنَّهُ لَاْ يُسْتَغْرَب ، هَدْمُهُمْ لِبُيُوْتِ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، فِيْ فَلِسْطِيْنَ عَلَىْ رُؤُسِهِمْ ، وَقَتْلُهُمْ لِشُيُوْخِهِمْ وَنِسَاْئِهِمْ ،
وَتَمْزِيْقُ أَجْسَاْدِ أَطَفَاْلِهِمْ ، اَلَّذِيْنَ لَمْ يَجِدُوْا لِحِفْظِ أَشْلَاْئِهِمْ ، إِلَّاْ ثَلَّاْجَاْت اَلْطَّعَاْمِ ،
فَاْلَّذِيْ يُرُيْدُ قَتْلَ نَبِيٍ مِنْ أَنْبِيَاْءِ اللهِ ، يَسْتَحِيْلُ أَنْ يَتَوَرَّعَ عَنْ قَتْلِ إِمْرَأَةٍ عَجُوْزٍ ،
أَوْ شَيْخٍ كَبِيْرٍ مُقْعَدٍ عَلَىْ عَرَبَتِهِ ، فَضْلَاً عَنْ قَتْلِ رَجُلٍ مَسْلُوْبَ اَلإِرَاْدَةِ ، يُوَاْجِهُ قَذَاْئِفَ اَلْدَّبَاْبَاْتِ ،
وَصَوَاْرِيْخَ اَلْطَّاْئِرَاْتِ ، بَصَدْرٍ عَاْرٍ ، وَيَدٍ فَاْرِغَةٍ .
فَهُمْ اَلْيَهُوْدُ وَإِنْ تَسَمَّوْا بِإِسْرَاْئِيْل ، هُمْ أَعْدَاْءُ اللهِ ، وَأَعْدَاْءُ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ ، وَأَعْدَاْءُ عِبَاْدِهِ اَلْمُؤْمِنِيْنَ .
اَسْأَلُ اللهَ U أَنْ يُرِيَنَاْ بِهِمْ ، عَجَاْئِبَ قُدْرَتِهِ ، وَفُجَاْءَةَ نِقْمَتِهِ ، وَأَلِيْمَ عَذَاْبِهِ ، إِنَّهُ قَوُيٌ عَزِيْزٌ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ،
وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
لَاْشَكَّ أَنَّ تَسَلُطَ اَلأَعْدَاْءِ ، عُقُوْبَةٌ مِنْ اللهِ ، وَهَذِهِ سُنَّةٌ مَاْضِيَةٌ ثَاْبِتَةٌ ،
تُحْدُثُ كُلَّمَاْ اِبْتَعَدَتْ اَلأُمَّةُ عَنْ دِيْنِهَاْ وَتَعَلَّقَتْ بِحُطَاْمٍ زَاْئِلٍ وَدُنْيَاً فَاْنِيَة ،
وَأَعْرَضَتْ عَنْ شَرْعِ رَبِهَاْ ، وَتَرَكَتْ سُنَّةَ نَبِيْهِاْ e ،
وَلَاْ شَكَّ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ أَنَّ مُصَاْبَ إِخْوَاْنِنَاْ فِيْ فَلِسْطِيْن ، هُوَ مُصَاْبٌ لَنَاْ ،
وَجِرَاْحُهُمْ جِرَاْحُنَاْ ، وَقَتْلَاْهُمْ قَتْلَاْنَاْ ، وَمُعَاْنَاْتُهُمْ مُعَاْنَاْتُنَاْ ،
وَمِنْ أَقَلِّ وَاْجِبَاْتِهِمْ ، مُشَاْرَكَتُهُمْ آلَاْمِهِمْ ، حَتَّىْ لَوْ بِالْدُّعَاْءِ ،
نَدْعُوْا اللهَ أَنْ يُنَفِّسَ كُرْبَتَهُمْ ، وَأَنْ يَخْذُلَ عَدُوَهُمْ .
وَلَكِنْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ نَحْذَرُ أَنْ تَكُوْنَ قَضِيَتُهُمْ ، فِتْنَةً مِنْ اَلْفِتَنِ ،
اَلَّتِيْ يَفْتِنُ اللهُ U بِهَاْ مَنْ شَاْءَ مِنْ عِبَاْدِهِ ، فَنُصْرَتُهُمْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ
لَاْ تَكُوْن إِلَّاْ حَسَبَ مَاْ يَقْتَضِيْه وَيَأَمُرُ بِهِ شَرْعُ رَبِنَاْ ، فَالْحَذَرُ أَنْ تُسَيَّرَ هَذِهِ اَلْقَضِيَةِ
إِلَىْ أَهْدَاْفٍ دَعَوُيَّةٍ لِمَنَاْهِجَ مُخَاْلِفَةٍ أَوْ أَحْزَاْبٍ بَاْطِلَةٍ أَوْ جَمَاْعَاْتٍ مُنْحَرِفَةٍ ،
وَعَلَيْنَاْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ أَنْ نَلْتَفَّ حَوْلَ وُلَاْةِ أَمْرِنَاْ ، وَأَنْ نَرْجِعَ إِلَىْ عُلَمَاْئِنَاْ اَلْمَوْثُوْقِيْنَ فِيْمَاْ يُشْكِلُ عَلَيْنَاْ ،
وَأَنْ نَكُنْ يَدَاً وَاْحِدَةً ، نَتَمَسَّكُ بِكَتَاْبِ رَبِنَاْ ، وَ نَعْمَلُ بِسُنَّةِ نَبِيِّنَاْ ، وَنَسِيْرُ عَلَىْ مَاْ سَاْرَ عَلِيْهِ ، مَنْ صَلُحَ مِنْ أَسْلَاْفِنَاْ .
اَسْأَلُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ اَلْفِقْهَ فِيْ اَلْدِّيْنِ ، وَالإِقْتَدَاْءَ بِسَيِّدِ اَلْمُرْسَلِيْنَ . وَنَصْرَ الإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ،
اَلْلَّهُمَّ اَنْصُرِ الإِسْلَاْمَ وَأَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ وَاحْمِيْ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنِ ،
اَلْلَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذَاْ اَلْبَلَدِ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَنْصُرَ عِبَاْدَكَ اَلْمُؤْمِنِيْنَ ، وَأَنْ تُذِلَّ اَلْشِّرْكَ وَاَلْمُشْرِكِيْنَ ،
اَلْلَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُوْدِ اَلْمُعْتَدِيْنَ ، وَأَذْنَاْبِهِمْ اَلْحَاْقِدِيْن ، وَمَنْ كَرِهَ اِلإِسْلَاْمَ وَاَلْمُسْلِمِيْنَ ،
اَلْلَّهُمَّ عَلِيْكَ بِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَاْ يُعْجِزُوْنَكَ ، اَلْلَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُمْ وَأَوْهِنْ عَزْمَهُمْ ،
اَلْلَّهُمَّ أَرِنَاْ بِهِمْ عَجَاْئِبَ قُدْرَتِكَ ، وَفُجَاْءَةَ نِقْمَتِكْ ، وَأَلِيْمَ عَذَاْبِكَ ، إنَّكَ عَلَىْ كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٍ .
اَلْلَّهُمَّ وَاحْفَظْ بِلَاْدَنَاْ وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتِنَاْ ،
اَلْلَّهُمَّ وَحِّدْ عَلَىْ اَلْحَقِ كَلِمَتَنَاْ وَقُوِيْ عَلَىْ عَدُوِنَاْ شَوْكَتَنَاْ يَاْ رَبَّ اَلْعَاْلَمِيْن .
اللَّهُمَّ ارْحَمْ فِي الدُّنْيَا غُرْبَتَنَا ، وَفِي القُبُورِ وَحْشَتَنَا ،
وَيَوْمَ العَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ وُقُوفِنَا بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ الْرَّاْحِمِيْنَ .
.} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {
فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .