((الجزاء من جنس العمل))
يقول الامير اسامة بن منقذ في كتابه الاعتبار تحت عنوان - مسلمة تقتل زوجها :
وشاهدت من نخوات النساء عجبا ، وهو انا رجلا من أصحاب خلف بن ملاعب يقال له علي عبد ابن ابي الريداء كان قد رزقه الله تعالى من النظر ما رزق زرقاء اليمامة ، فكان ينهض مع بن ملاعب يبصر القوافل على مسيرة يوم كامل .
ولقد حدثني رجل من رفاقه يقال له سالم العجازي انتقل الى خدمة والدي بعدما قتل خلف بن ملاعب ، قال : نهضنا يوما وأرسلنا علي ابن ابي الريداء يديدب لنا ، فجاءنا وقال : ابشروا بالغنيمة ! هذه قافلة كثيرة مقبلة ، فنظرنا ما رأينا شيء ، فقلنا : ما نرى قافلة ولا غيرها ، قال : والله إني لأرى القافلة وقدامها فرسان معينان ، ينفضان معارفهما ، فأقمنا في الكمين الى العصر ، فوصلتنا القافلة والفرسان المعينان قدامها فخرجنا وأخذنا القافلة .
قلت أنا : والديدبة هي سرية الأستطلاع او مقدمة الجيوش لاكتشاف العدو . فالديدب باللغة الفصيحة هو العقيد او مستطلع مقدمة العدو واخباره . لا كما يفهمه العامة اليوم عن الديدب والمديدب انه هو الهايم على وجهه لا يلوي على شي .
يتابع بن منقذ بقوله :
فلما قتل ابن ملاعب انتقل علي عبد بن ابي الريداء الى خدمة الإفرنجي صاحب كفر طاب ، فكان ينهض بالافرنج الى المسلمين يغنمهم ويبالغ في أذى المسلمين ، وأخذ مالهم وسفك دمهم حتى قطع سبيل المسافرين ، وله امرأة معه بكفر طاب تحت يدي الأفرنج تنكر عليه فعله وتنهاه فلا ينتهي ، فنفذت وأحضرت نسيبا لها من بعض الضياع ، وأظنه أخاها ، وأخفته في البيت الى الليل ، واجتمعت هي وهو على زوجها علي عبد ابن ابي الريداء فقتلاه ، واحتملا بجميع مالها ، وأصبحت عندنا بشيزر وقالت : غضبت للمسلمين مما كان يفعل بهم هذا الكافر ، فأراحت الناس من هذا الشيطان ، ورعينا لها ما فعلت ، وكانت عندنا في الكرامة والاحترام .
القارظ العنزي
|