((مدح الكرم وذم البخل))
قال بن عبد ربه في العقد الفريد كتاب الزبرجدة في الاجواد والاصفاد المجلد الاول :
ونحن قاءلون بعون الله وتوفيقه في الاجواد والاصفاد قلت هو العطاء ، قال : اذا كان اشرف ملابس الدنيا وأزين حللها وأجلبها لحمد ، وأدفعها لذم ، وأسترها لعيب ، كرم طبيعة يتحلى بها السمح السري ، والجواد السخي ، ولو لم يكن في الكرم الا انه صفة من صفة الله تعالى ، تسمى بها ، فهو الكريم عز وجل ، ومن كان كريما من خلقه ، فقد تسمى بأسمه ، واحتذى على صفته .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : اذا اتاكم كريم قوم فأكرموه .
وفي الحديث المأثور : الخلق عيال الله ، فأحب الخلق الى الله أنفعهم لعيالة .
قلت : عياله بتشديد الياء ، يعني فقراءه أهل الحاجة ، مأخوذ من العيلة ومنه قوله تعالى : وان خفتوا الا تعولوا فواحدة ، يعني الاكتفاء بزوجة واحدة خشية الفقر .
وقال الحسن والحسين ابناء علي بن ابي طالب رضي الله عنهما وعن أبيهما لعبد الله بن جعفر : إنك قد أسرفت في بذل المال ، قال : بأبي وأمي أنتما ، ان الله عودني ان يتفضل علي ، وعودته ان اتفضل على عبادة ، فأخاف ان أقطع العادة فيقطع عني .
وقال النبي عليه السلام : أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا .
|