((البرقع عادات وتقاليد))
كثير من الناس يظن أن البرقع أتى به الأسلام ، ولو كان كذلك لما نهى عنه والنقاب الرسول الكريم بالحج ، فهو عادات وتقاليد لأهل نجد خصوصا منذ القدم ، ولا يقوم مقام الحجاب الاسلامي .
نقل الفقيه الاندلسي بن عبد ربه في كتابه - العقد الفريد ، عن أبو المهلهل الخزاعي قال : أرتحلت الى الدهناء ، فسألت عن مي صاحبة ذي الرمة ، فدفعت الى خيمة فيها عجوز هيفاء ، فسلمت عليها وقلت : أين منزل مي؟ فقالت : ها أنا مي . فقلت : عجبا من ذي الرمة وكثرة قوله فيك ! قالت : لا تعجب ، فإني سأقوم بعذره . ثم قالت : يا فلانة . فخرجت من الخيمة جارية ناهد عليها (((برقع))) فقالت لها : أسفري ، فلما أسفرت تحيرت لما رأيت من حسنها وجمالها . فقالت : علقني ذو الرمة وأنا في سن هذه ، وكل جديد الى بلى . قلت : عذرته والله ، وانشدتها من شعره وانشدتني .
قلت : فهذه القصة تدل على زمن البرقع وقدمه قبل الاسلام ، والمصادر في ذلك كثيرة ، ولكن الأهم : عندما جاء الاسلام فوجد عرب ورجال عقولهم كما في القصة فصقلهم بالقرآن والسنة والايمان فبنوا لنا أكبر إمبراطورية اسلامية من شرق الدنيا الى غربها ، فعندما هجرنا القرآن وزهدنا بالسنة ، مرجت عقولنا فكانت كما قال الرسول الكريم عن رجال زماننا تمرج عقول ذلك الزمان فشبك بين أصابعه عليه السلام وقال : هكذا يكونون . وهم غثاء كغثاء السيل ، فقدق عليه السلام ، وأصبحت أمبراطوريتنا حول ٢١ امبراطورية لا تلوي الواحدة على الاخرى وكل في فلك يسبحون فالله المستعان .
القارظ العنزي
|