|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز | المشرفة المميزه |
قريبا |
بقلم : |
قريبا | قريبا |
الإهداءات | |
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
ჲ჻ مضيف خطب الجمعه ჻ჲ رَوضة جنَان مَحفَوفة بالروح والريحَان |
كاتب الموضوع | عبيد الطوياوي | مشاركات | 39 | المشاهدات | 2054 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
واجبات الإخوة للأخوات
مِنْ وَاْجِبَاْتِ اَلْإِخْوَةِ لِلْأَخَوَاْتِ اَلْحَمْدُ للهِ اَلَّذِيْ} يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ ، } لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ { . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ . أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اَللهِ : تَقْوَىْ اَللهِ U ، وَصِيَّتُهُ لِعِبَاْدِهِ ، يَقُوْلُ U فِيْ كِتَاْبِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ، فَاَتَّقُوْا اَللهَ عِبَاْدَ اَللهِ ، جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْن . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ : ذُكِرَ فِيْ كُتُبِ اَلْسِّيْرَةِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ يَوْمَ هَوَازِنَ : (( إنْ قَدَرْتُمْ عَلَىْ بِجَادٍ فَلَاْ يُفْلِتَنَّكُمْ )) وَبِجَاْدٌ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ ـ اَلَّذِيْنَ مِنْهُمْ حَلِيْمَةُ اَلْسَّعْدِيَّةُ مُرْضِعَةُ اَلْنَّبِيِّ e ـ وَكَانَ بِجَاْدٌ قَدْ أَحْدَثَ حَدَثًا ، ذُكُرَ أَنَّهُ أَتَاْهُ مُسْلِمٌ فَقَطَّعَهُ عُضْوَاً عُضْوَاً ، ثُمَّ أَحْرَقَهُ بِاَلْنَّاْرِ ـ فَلَمَّا ظَفِرَ بِهِ الْمُسْلِمُونَ سَاقُوهُ وَأَهْلَهُ ، وَسَاقُوا مَعَهُ الشَّيْمَاءَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، أُخْتَ رَسُولِ اللَّهِ e مِنْ الرَّضَاعَةِ ، فَعَنُفُوا عَلَيْهَا فِي السِّيَاقِ ، فَقَالَتْ لِلْمُسْلِمِينَ : تَعَلَمُوا وَاَللَّهِ ؛ أَنِّي لَأُخْتُ صَاحِبِكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ ، فَلَمْ يُصَدِّقُوهَا حَتَّى أَتَوْا بِهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ e ، فَلَمَّا اُنْتُهِيَ بِهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ e ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنِّي أُخْتُكَ مِنْ الرَّضَاعَةِ ، قَالَ : وَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ : عَضَّةٌ عَضَضْتَنِيهَا فِي ظَهْرِي وَأَنَا مُتَوَرِّكَتُكَ ـ أَيْ حَاْمِلَتُكَ عَلَىْ وَرْكِيْ ـ قَالَ : فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ e الْعَلَامَةَ ، فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ ، فَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ ، وخيَّرها ، وَقَالَ : (( إنْ أَحْبَبْتِ فَعِنْدِي مُحَبَّةٌ مُكْرَمَةٌ ، وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُمَتِّعُكِ وَتَرْجِعِيْ إلَىْ قَوْمِكَ فَعَلْتُ )) ، فَقَالَتْ : بَلْ تُمَتِّعُنِي وَتَرُدُّنِي إلَى قَوْمِي . فَمَتَّعَهَا رَسُولُ اللَّهِ e ، وَرَدَّهَا إلَى قَوْمِهَا ، وَأَعْطَاهَا غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ مَكْحُولٌ وَجَارِيَةً . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : هَكَذَاْ اِهْتَمَّ اَلْنَّبِيُّ e ، بِأُخْتِهِ اَلَّتِيْ رَضَعَ مَعَهَاْ وَرَضَعَتْ مَعَهُ فَقَط ، لَمْ يَأْتِيَاْ مِنْ صُلْبٍ وَاْحِدٍ ، وَلَمْ يَخْرُجَاْ مِنْ رَحِمٍ وَاْحِدٍ أَيْضَاً ، إِنَّمَاْ هُوَ مُجَرَّدُ رَضَاْعٍ ، (( وَيَحْرُمُ مِنْ اَلْرَّضَاْعِ مَاْ يَحْرُمُ مِنْ اَلْنَّسَبِ )) كَمَاْ قَاْلَ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ . فَأَيُّ وَفَاْءٍ وَأَيُّ أَخْلَاْقٍ وَأَيُّ صِلَةٍ ، كَوَفَاْءِ وَأَخْلَاْقِ وَصِلَةِ اَلْنَّبِيِّ e ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقُلْتُ : أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ e ، فَقَالَتْ : كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ، أَمَا تَقْرَأُ : } وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ { . تِلْكَ الْمَكَارِمُ لاَ قَعْبَانِ مِنْ لَبَنٍ شِيبَا بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالاَ إِيْ وَاَللهِ هَذَهِ اَلْمَكَاْرِمُ ، يَقُوْمُ بِمَاْ يَجِبُ عَلَيْهِ وِأَكْثَرَ لِأُخْتِهِ مِنْ اَلْرَّضَاْعَةِ ، وَيُوْجَدُ مَنْ أَضَاْعُوْا حَقَّ أَخَوَاْتِهِمْ مِنْ اَلْنَّسَبِ ، وَاَللهِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ اِتَّصَلَتْ عَلَيَّ إِحْدَاْهُنَّ تَشْتَكِيْ أَخَاْهَاْ ، لِأَنَّهُ أَكَلَ حَقَّهَاْ مِنْ مِيْرَاْثِ أَبِيْهَاْ ، تَقُوْلُ لَاْ أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَشْتَكِيَّهُ ، وَلَاْ أَسْتَطِيْعَ أَنْ أَدْعِيْ عَلَيْهِ ، فَمَاْذَاْ أَفْعَلُ ؟ وَهِذِهْ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ نَتِيْجَةٌ مِنْ نَتَاْئِجِ حُبِّ اَلْدُّنْيَاْ ، وَاَلْبُعْدِ عَنْ اَلْدِّيْنِ ، يَنْسَىْ بَعْضُهُمْ أَخَوَاْتِهِ ، وَاَللهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ اَلْأَخِ وَأُخْتِهِ مِنْ رِبَاْطٍ ، إِلَّاْ أنَّهُمَاْ مِنْ صِلْبٍ وَاْحِدٍ ، وَاَحْتَوَاْهُمَاْ رَحِمٌ وَاْحِدٌ ، وَرَضَعَاْ مِنْ ثَدْيٍ وَاْحِدٍ ، لَكَاْنَ ذَلِكَ كَاْفِيَاً بِحِفْظِ حَقِّهَاْ ، وَمَوَدَّتِهَاْ وَمَحَبَّتِهَاْ ، وَبَذْلِ اَلْغَاْلِيْ وَاَلْنَّفِيْسِ مِنْ أَجْلِ سَعَاْدَتِهَاْ فِيْ هَذِهْ اَلْدُّنْيَاْ . فَكِيْفَ إِذَاْ اِجْتَمَعَ ذَلِكَ كُلُّهُ ، وَمَعَهُ اَلْعَيْشُ تَحْتَ سَقْفٍ وَاْحِدٍ ، وَاَلْأَكْلُ مِنْ طَعَاْمٍ وَاْحِدٍ ، وَاَلْشُّرْبُ مِنْ إِنَاْءٍ وَاْحِدٍ ، وَتَقَاْسُمٌ لِلْأَفْرَاْحِ وَاَلْأَتْرَاْحِ . نَعُوْذُ بِاَللهِ مِنْ اَلْخُذْلَاْنِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ أُخُتُكَ اَلَّتِيْ تُحِبُّكَ وَتَعْتَزُّ بِكَ ، وَتُحِسُّ بِاَلْأَمْنِ بِقُرْبِكَ وَمَعَكَ ، وَتَرْفَعُ رَأْسَهَاْ بِكَ ، تَقُوْلُ أَنَاْ أُخُتُ فُلَاْنٍ ، تَفْتَخِرُ بِكَ بَيْنَ اَلْنَّاْسِ ، تَفْرَحُ لِفَرَحِكَ وَتَحْزَنُ لِمُصَاْبِكَ وَتَبْكِيْ لِفِرَاْقِكَ ، أَتَسْتَحِقُّ أَنْ تَهْجِرَهَاْ أَوْ تَأْكُلَ أَمْوَاْلَهَاْ أَوْ تَسْتَهِيْنُ بِهَاْ ، تَتَكَفَّفُ اَلْنَّاْسَ ، وَتَبْحَثُ عَنْ اَلْمُسَاْعَدَاْتِ وَاَلْإِعَاَنَاْتِ وَاَلْصَّدَقَاْتِ ، وَحَقُّهَاْ وَمَاْ جَعَلَ اَللهُ لَهَاْ ، تَصْرِفُهُ عَلَىْ زَوْجَتِكَ وَعَلَىْ شَهَوَاْتِكَ وَمَلَذَّاْتِكَ ، أَيُّ ظُلْمٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَاْ اَلْظُّلْمِ : } إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا ، إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا {. أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : إِنَّ اِهْتِمَاْمَ اَلْأَخِ بِأُخْتِهِ أَوْ أَخَوَاْتِهِ ، هُوَ وَاَللهِ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَاْبِ دُخُوْلِ اَلْجَنَّةِ ، يَقُوْلُ اَلْنَّبِيُّ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْإِمِاْمُ أَحْمَدُ : (( لَاْ يَكُوْنُ لِأَحْدٍ ثَلَاْثُ بَنَاْتٍ ، أَوْ ثَلَاْثُ أَخَوَاْتٍ ، أَوْ اِبْنَتَاْنِ أَوْ أُخْتَاْنِ ، فَيَتَّقِيْ اَللهَ فِيْهِنَّ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ ، إِلَّاْ دَخَلَ اَلْجَنَّةَ )) فَفِيْ هَذَاْ اَلْحَدِيْثِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ حَثٌّ وَتَرْغِيْبٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، أَنْ يَتَّقِ اَللهَ فِيْ أَخَوَاْتِهِ ، وَأَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهِنَّ ، وَخَاْصَةً إِذَاْ كَاْنَتِ اَلْأَخَوَاْتُ أَوْ اَلْأُخْتُ تَحْتَ وُلَاْيَتِهِ ، لِأَنَّهُ بِمَثَاْبَةِ اَلْأَبِ ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُحْسِنَ إِلَىْ أَخَوَاْتِهِ ، وَأَنْ يَتَفَاْنَىْ فِيْ خِدْمَتِهِنَّ ، وَيُوَفِّرُ لَهُنَّ اِحْتِيَاْجَهُنَّ ، وَيَحْرِصُ عَلَىْ مَصَاْلِحِهِنَّ ، وَخَاْصَةً اَلْزَّوَاْج ، فَبَعْضُهُمْ يَعْضُلُ أَخَوَاْتِهِ ، وَلَاْ يَسْتَشِيْرُهُنَّ بِمَنْ يَتَقَدَّمْ لِخُطْبَتِهِنَّ ، يَرُدُّ اَلْخُطَّاْبَ وَكَأَنَّهُ هُوَ اَلَّذِيْ سَيَتَزَوَّجَهُمْ ، تُعَنِّسُ أَخَوَاْتُهُ ، بِسَبَبِ جَهْلِهِ وَطَيْشِهِ وَسَفَهِهِ ، وَبَعْضُهُمْ يُضَحِيْ بِأَخَوَاْتِهِ ، مِنْ أَجْلِ زَوْجَتِهِ ، وَاَللهِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإْخْوَةُ ـ أَحَدُهُمْ يَقُوْلُ : خَيَّرَتْنِيْ زَوْجَتِيْ ، بَيْنَهَاْ وَبَيْنَ أَخَوَاْتِيْ ! قَاْلَتْ : إِخْتَرْ فِيْ هَذَاْ اَلْبَيْتِ يَاْ أَنَاْ يَاْ أَخَوَاْتِكَ ! يَقُوْلُ فَقُلْتُ لَهَاْ : أَنْتِ لَكِ أُخْوَةٌ تَسْتَطِيْعِيْنَ أَنْ تَعِيْشِيْ بَيْنَهُمْ وَمَعَهُمْ ، وَلَكِنْ أَخَوَاْتِيْ لَيْسَ لَهُنَّ إِخْوَةٌ غَيْرِيْ ، فَقَدْ اِخْتَرْتُ أَخَوَاْتِيْ . يَقُوْلُ : فَبُهِتَتْ وَخَسِئَتْ وَخَرَسَتْ . حَتَّىْ أَعَزَّ اَللهُ أَخَوَاْتِيْ عَنْهَاْ وَعَنْ مِنَّتِهَاْ . فَيَنْبَغِيْ لِلْأَخِ أَنْ يَكُوْنَ أَبَاً بَعْدَ أَبِيْهِ لِأَخَوَاْتِهِ ، كَمَاْ فَعَلَ جَاْبِرُ بِنُ عَبْدِاَللهِ - رضي الله عنهما - مَعَ أَخَوَاْتِهِ لَمَّاْ اُسْتُشْهِدَ أَبُوُهُ فِيْ أُحُدٍ وَخَلَّفَهُنَّ ، وَكُنَّ سِتَّ أَخَوَاْتٍ ، فَتَزَوَّجَ جَاْبِرٌ t اِمْرَأْةً تَقُوْمُ عَلِيْهِنَّ ، وَضَحَّىْ بِرَغْبَتِهِ لِأَجْلِهِنَّ ، فَقَاْلَ لَهُ رَسُوْلُ اَللهِ e : (( تَزَوَّجْتَ؟ )) قَاْلَ : نَعَمْ ، قَاْلَ : (( بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ )) ، قَاْلَ جَاْبِرٌ : بَلْ ثَيِّبًا ، قَاْلَ e : (( أَفَلَاْ جَاْرِيَةً ، تُلَاْعِبُهَاْ وَتُلَاْعِبُكَ )) ، قَاْلَ جَاْبِرٌ : إِنَّ لِيْ أَخَوَاْتٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ اِمْرَأْةً تَجْمَعَهُنَّ وَتَمْشِطَهُنَّ، وَتَقُوْمُ عَلَيْهُنَّ . وَفِيْ رِوَاْيَةٍ : إِنَّ لِيْ أَخَوْاَتٍ ، فَخَشِيْتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِيْ وَبَيْنَهُنَّ ؛ فَأَقَرَّهُ اَلْنَّبِيُّ e عَلَىْ مَاْ فَعَلَ لِأَجْلِ أَخَوَاْتِهِ . فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ وَمَنْ أَنْعَمَ اَللهُ U عَلَيْهِ مِنَّاْ بُوُجُوْدِ أَخَوْاْتٍ أَوْ أُخْتٍ فَلْيَصِلْهَاْ ، وَلَيْحُسِنْ إِلَيْهَاْ وَلَيْتَفَقَّدْهَاْ ، وَخَاْصَةً إِذَاْ كَاْنَتْ كَبِيْرَةٌ فِيْ اَلْسِّنْ ، فَقَدْ قَاْلُوْا : اَلْأُخْتُ اَلْكَبِيْرَةُ هِيَ اَلْأُمُّ اَلْثَاْنِيَةُ ،أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَأَنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلْرَّحِيمِ . اَلْخُطْبَةُ اَلْثَّاْنِيَةُ اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَىْ إِحْسَاْنَهُ ، وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَلْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً . أَمَّاْ بَعْدُ ، أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : إِنَّ اَلْأَخَوَاْتَ ، اَضْعَفُ مِنْ اَلْإِخْوَةِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ اَلْذَّكَرَ أَقْوَىْ مِنْ اَلْأُنْثَىْ ، فَكَاْنَ لَهُنَّ مِنْ اَلْحُقُوْقِ عَلَىْ إِخْوَاْنِهِنَّ مَاْ يُقَوِّيْ ضَعْفَهُنَّ ، وَيُزِيْلُ عَجْزَهُنَّ ، وَيُوَفِّرُ اَلْرِّعَاْيَةَ وَاَلْحِمَاْيَةَ لَهُنَّ ؛ سَوَاْءً كُنَّ أَخَوَاْتٍ شَقِيْقَاْتٍ ، أَمْ أَخَوَاْتٍ لِأَبٍ ، أَمْ أَخَوَاْتٍ لِأُمٍّ ، فَلِكُلِّ وَاْحِدَةٍ مِنْهُنَّ حُقُوْقٌ عَلَىْ أَخِيْهَاْ . وَمِنْ إِحْسَاْنِ اَلْرَّجُلِ إِلَىْ أَخَوَاْتِهِ حِفْظُ حَقَّهُنَّ مِنْ مِيْرَاْثِ أَبِيْهِ ، فَلَاْ يَحْتَاْلُ لِأَخْذِهِ ، وَلَاْ يُفَرِّطُ فِيْ صَرْفِهِ ، وَمَنْعَهُنَّ حَقَّهُنَّ فِيْ اَلْمِيْرَاْثِ هُوَ مِنْ أَفْحَشِ اَلْظُّلْمِ ، وَأَعْظَمِ اَلْجُرْمِ ؛ لِضَعْفِهِنَّ عَنْ أَخْذِ حَقِّهِنَّ ، وَلِثِقَتِهِنَّ بِأَخْيِهِنَّ ، وَلِحَاْجَتِهِنَّ لِمِيْرَاْثِ أَبِيْهِنَّ . وَمِنْ حَقِّ اَلْأُخْتِ عَلَىْ أَخِيْهَاْ ، إِذَاْ كَاْنَ وَلِيَاً لَهَاْ ، أَنْ لَاْ يَعْضِلُهَاْ ، وَلَاْ يَحُوْلُ بَيْنَهَاْ وَبَيْنَ اَلْزَّوَاْجِ ؛ طَمَعًا فِيْ مَاْلِهَاْ ، أَوْ عَدَمَ مُبَاْلَاْةٍ بِحَاْجَتِهَاْ . وَمِنْ حَقِّهَاْ ـ أَيْضَاً ـ إِذَاْ طُلِقَتْ بَعْدَ زَوَاْجِهَاْ، وَاَنْتَهَتْ عِدَتُهَاْ ، وَعَاْدَ طَلِيْقُهَاْ يُرِيْدُهَاْ وَهِيَ تُرِيْدُهُ ، فَلَاْ يَقِفُ حَجَرَ عَثْرَةٍ فِيْ سَبِيْلِ رَغْبَتِهَاْ ؛ لِمَاْ رَوَىْ مَعْقِلُ بِنُ يَسَاْرٍ t أَنَّ آيَةَ } فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ { نَزَلَتْ فِيْهِ ، قَاْلَ : زَوَّجْتُ أُخْتًا لِيْ مِنْ رَجُلٍ فَطَلَّقَهَاْ ، حَتَّىْ إِذَاْ اِنْقَضَتْ عِدَتُهَاْ جَاْءَ يَخْطُبُهَاْ ، فَقُلْتُ لَهُ : زَوَّجْتُكَ وَفَرَّشْتُكَ وَأَكْرَمْتُكَ ، فَطَلَّقْتَهَاْ ، ثُمَّ جِئْتَ تَخْطِبُهَاْ ! لَاْ وَاَللهِ ، لَاْ تَعُوْدُ إِلَيْكَ أَبَدًا ، وَكَاْنَ رَجُلَاً لَاْ بَأْسَ بِهِ ، وَكَاْنَتِ اَلْمَرْأَةُ تُرِيْدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اَللهُ هَذِهِ اَلْآيَةِ : } فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ { ، فَقُلْتُ : اَلْآنَ أَفْعَلُ يَاْ رَسُوْلَ اَللهِ ، فَزَوَّجَهَاْ إيَّاْهُ . رَوَاْهُ اَلْبُخَاْرِيُّ . فَاَتَّقُوْا اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ أَخَوَاْتُكُمْ أَخَوَاْتُكُمْ ، فَكَمْ مِنْ أَخٍ أَحْسَنَ إِلَىْ أَخَوَاْتِهِ ، فَرَفَعَ اَللهُ U ذِكْرَهُ ، وَأَعْلَىْ شَأْنَهُ ، وَكَمْ مِنْ فَقِيْرٍ أَغْنَاْهُ اَللهُ U بِسَبَبِ قِيَاْمِهِ عَلَىْ أَخَوَاْتِهِ بَعْدَ أَبِيْهِنَّ ، وَإِعَاْلَتِهِ لَهُنَّ ، وَإِحْسَاْنِهِ إِلَيْهِنَّ . اَسْأَلُ اَللهَ U أَنْ يُعِيْنَنَاْ عَلَىْ ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَاْدَتِهِ ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَنَاْ إِخْوَتَنَاْ وَأَخَوَاْتِنَاْ ، وَأَنْ يَرْحَمَنَاْ وَإِيَّاْهُمْ جَمِيْعَاً بِرَحْمَتِهِ ، وَمِثْلَ مَاْ جَمَعَنَاْ بِهِمْ فِيْ هَذِهِ اَلْدُّنْيَاْ ، أَنْ يَجْمَعَنَاْ بِهِمْ فِيْ اَلْآخِرَةِ فِيْ أَعْلَىْ مَنَاْزِلِ جَنَّتِهِ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ . أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً : } إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) ، فَاَلْلَّهُمَّ صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ أَمْنَنَاْ ، وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ ، وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ جَنِّبْنَاْ اَلْفِتَنَ ، مَاْ ظَهَرَ مِنْهَاْ وَمَاْ بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { عِبَاْدَ اَللهِ : } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|