|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز | المشرفة المميزه |
قريبا | أكفلهم … ونحن نرعاهم
بقلم : جمر الغضا |
قريبا | قريبا |
الإهداءات | |
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
ჲ჻ مضيف خطب الجمعه ჻ჲ رَوضة جنَان مَحفَوفة بالروح والريحَان |
كاتب الموضوع | عبيد الطوياوي | مشاركات | 49 | المشاهدات | 2952 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
لأولى النهى ؛ التي نقضت غزلها
لِأُولِيْ اَلْنُّهَىْ اَلَّتِيْ نَقَضَتْ غَزْلَهَاْ اَلْحَمْدُ للهِ ،} لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {، } غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ، ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ { ، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، } لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ } يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ، وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ {. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، اَلْبَشِيْرُ اَلْنَّذِيْرُ ، وَاَلْسِّرَاْجُ اَلْمُنِيْرُ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وأصحابه ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ . أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اَللهِ : اِتَّقُوْا اَللهَ U ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ رِبُّكُمْ بِذَلِكَ فَقَاْلَ : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ { ، جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْن . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ : يَقُوْلُ U ، مُخَاْطِبَاً عِبَاْدَهُ اَلْمُؤْمِنِيْنَ : } وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ، وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ، وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا ، مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا { ، فَفِيْ هَذِهِ اَلْآيَاْتِ ، يَأْمُرُ U عِبَاْدَهُ اَلْمُؤْمِنِيْنَ بِاَلْوَفَاْءِ بِعَهْدِهِ ، وَيُحَذِّرُهُمْ مِنْ نَقْضِهِ ، وَأَنْ لَاْ يَكُوْنُوْا } كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا ، مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا { وَهِيَ اِمْرَأَةٌ فِيْ مَكَّةَ ، ذُكُرَ أَنَّهَاْ كَاْنَتْ اِمْرَأَةً خَرْقَاْءَ مُخْتَلَّةَ اَلْعَقْلِ ، وَلَهَاْ جَوَاْرٍ ، فَكَاْنَتْ تَغْزِلُ هِيَ وَجَوَاْرِيْهَاْ مِنْ اَلْغَدَاْةِ إِلَىْ اَلْظُّهْرِ ، ثُمَّ تَأْمُرُهُنَّ فَتَنْقِضُ مَاْ غَزَلَتْهُ ، وَهَكَذَاْ تَفْعَلُ كُلَّ يَوْمٍ ، فَجَعَلَهَاْ اَللهُ U مَثَلَاً لِمَنْ لَاْ يَأْفِ بِعَهْدِهِ ، وَلَاْ يُنْجِزُ وَعْدَهُ ، } وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا ، مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا { . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : وَذِكْرُ اَللهِ U ، لِهَذِهِ اَلْمَرْأَةِ اَلَّتِيْ تَنْقُضُ غَزْلَهَاْ ، لَمْ يَأْتِيْ عَبَثَاً ، وَلَاْ سَدَّاً لِفَرَاْغٍ فِيْ كِتَاْبِ اَللهِ U ، فَكَمَاْ قَاْلَ سُبْحَاْنَهُ} : مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ { ، فَمَاْ هُوَ إِلَّاْ مِنْ بَاْبِ اَلْتَّحْذِيْرِ ، لِأَنَّهُ سَوْفَ يُوْجَدُ مَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ، وَمَاْ أَكْثَرَ اَلَّذِيْنَ يَنْقِضُوْنَ عُهُوْدَهُمْ ، وَلَاْ يَفُوْنَ بِوُعُوْدِهِمْ دُوْنَ مُبَرِرٍ شَرْعِيٍّ ، فَذَلِكَ يُعْتَبَرُ مِنْ اَلْرُّعُوْنَةِ وَاَلْحُمْقِ ، وَصَاْحِبُهُ مُعَرَّضٌ لِلْذَّمِّ وَاَلْاِسْتِهْزَاْءِ وَاَلْاِزْدِرَاْءِ ، فَنَقْضُ اَلْأَيْمَاْنِ بَعْدَ تَوْكِيْدِهَاْ ، وَنَقْضُ اَلْعُهُوْدِ مَعَ اَللهِ U أَوْ مَعَ اَلْنَّاْسِ ، أَمْرٌ لَاْ يَصْدُرُ مِنْ عَاْقِلٍ مَهْمَاْ كَاْنَ ، فَاَلْعُهُوْدُ وَاَلْعُقُوْدُ اَلَّتِيْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اَللهِ ، أَوْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اَلْخَلْقِ ، فِيْمَاْ فِيْهِ مَصْلَحَةٌ دُنْيَوُيَّةٌ أَوْ اُخْرَوُيَّةٌ لِلْبِلَاْدِ وَاَلْعِبَاْدِ ، يُعْتَبَرُ عَمَلَاً صَاْلِحًا ، وَشَرْعًا وَدِيْنًا لَاْ يَنْبَغِيْ نَقْضُهُ وَلَاْ إِفْسَاْدُهُ ، بَعْدَ إِبْرَاْمِهِ وَإِحْكِاْمِهِ . فَإِنْ فَعَلَتَ وَنَقَضْتَ ؛ صِرْتَ مِنْ اَلْجُهَلَاْءِ وَتَشَبَّهْتَ بِاَلْسُفَهَاْءِ ، اَلَّذِيْنَ يَقُوْلُوْنَ مَاْ لَاْ يَفْعَلُوْنَ ، وَيَفْعَلُوْنَ مَاْ لَاْ يَعْقِلُوْنَ ، وَعَمَلُكَ اَلْسَّيْئُ ، كَنَقْضِ اَلْمَرْأَةِ اَلْحَمَقَاْءِ لِغَزْلِهَاْ مِنْ بَعْدِ مَاْ أَبْرَمَتْهُ وَأَتْقَنَتْهُ ، فَلَاْ هِيَ تَرَكَتْ اَلْغَزْلَ فَيُنْتَفَعُ بِهِ ، وَلَاْ هِيَ كَفَّتْ عَنْ اَلْعَمَلِ بِهِ مِنْ اَلْبِدَاْيَةِ وَاَسْتَرَاْحَتْ . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : إِنَّ هَذَاْ اَلْعَمَلَ اَلْمَشِيْنَ ، اَلَّذِيْ حَذَّرَ اَللهُ U مِنْهُ ، وَشَنَّعَ عَنَّهُ ، وَسَفَّهَ مَنْ يَقُمْ بِهِ ، يَقَعُ بِهِ كَثِيْرٌ مِنْ اَلْنَّاْسِ ، وَمِنْ أُوْلَاْئِكَ اَلْحَمْقَاْءِ اَلْسُّفَهَاْءِ ، اَلَّذِيْنَ يَتَنَكَّرُوْنَ لِوُلَاْةِ أَمْرِهِمْ ، وَلَاْ يَفُوْنَ بِوُعُوْدِهِمْ وَعُهُوْدِهِمْ لَهُمْ ، وَعَلَىْ رَأَسِهِمْ اَلَّذِيْنَ لَاْ يَفُوْنَ بِبَيْعَتِهِمْ ، وَتَصْدُرُ مِنْهُمْ بَعْضُ اَلْأَعْمَاْلِ اَلَّتِيْ تُنَاْفِيْ صِدْقِهِمْ وَإِخْلَاْصِهِمْ لِمَنْ وَلَاْهُمُ اَللهُ أَمْرَهَمْ ، فَهَؤُلَاْءِ عَلَىْ خَطَرٍ عَظِيْمٍ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ ، عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ t قَاْلَ : قَاْلَ رَسُوْلُ اَللَّهِ e : (( ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلَاةِ ، يَمْنَعُهُ مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ لَأَخَذَهَا بِكَذَا وكَذَا ، فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهَ إِلَّا لِلدُّنْيَا ، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَىْ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ )). وَكَذَلِكَ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ مِنْ اَلَّذِيْنَ يُشْبِهُوْنَ تَلْكَ اَلْمَرَّأَةِ اَلْحَمَقَاْءِ ، اَلَّتِيْ تَنْقِضُ غَزْلَهَاْ ، وَحَذَّرَ اَللهُ مِنْ فِعْلِهَاْ ، بَعْضُ اَلْمُوَظَّفِيْنَ ، اَلَّذِيْنَ يَتَهَاْوَنُوْنَ بِوَظَاْئِفِهِمْ ، وَلَاْ يَقُوْمُوْنَ بَوَاْجِبَاْتِهِمْ ، وَيَكْثُرُ غِيَاْبُهُمْ ، وَيَتَكَرَّرُ اِسْتِئْذَاْنُهُمْ ، وَتَكْثُرُ إِجَاْزَاْتُهُمْ دُوْنَ عُذُرٍ شَرْعِيِّ ، وَيَكُوْنُ ذَلِكَ عَلَىْ حِسَاْبِ تَعْطِيْلِ مَصَاْلِحِ اَلْمُسْلِمِيْنَ وَأَعْمَاْلِهِمْ ، فَعَمَلُهُمْ مِنْ بَاْبِ عَدَمِ اَلْوَفَاْءِ بِاَلْعُهُوْدِ ، وَاَلْتَّمَلُّصِ مِنْ اَلْعُقُوْدِ ، اَلَّذِيْ حَذَّرَ اَللهُ U مِنْهُ . وَمِنْ اَلَّذِيْنَ يَنْقُضُوْنَ غَزْلَهُمْ ، وَيَقَعُوْنَ بِهَذِهِ اَلْجَرِيْمَةِ اَلْنَّكْرَاْءِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ اَلْزَّوْجَةُ اَلَّتِيْ تَعِيْشُ مُسْتَقِرَّةً مَعَ زَوْجِهَاْ ، اَلَّذِيْ اِسْتَحَلَّ فَرْجَهَاْ فِيْ مِيْثَاْقِ اَللهِ U ، وَلَكِنَّهَاْ تَنْقِضُ ذَلِكَ بِنَكَدِهَاْ ، وَكَثْرَةِ تَشَكِّيْهَاْ ، وَخَلْقِهَاْ لِلْمَشَاْكِلِ اَلَّتِيْ تُفْضِيْ إِلَىْ طَلَاْقِهَاْ ، وَتُنْهِيْ حَيَاْتَهَاْ اَلْزَّوْجِيَّةِ ، بِسَبَبِ وَسَاْوُسِ شَيَاْطِيْنَ اَلْجِنِّ وَاَلْإِنْسِ ، أَوْ بِسَبَبِ بَعْضِ اَلْسُّلُوْكِيَاْتِ اَلَّتِيْ تَتَوَرَّطُ بِهَاْ لِضَعْفِ عَقْلِهَاْ وَقِلِّ دِيْنِهَاْ ، كَاَلْمُعَاْكَسَاْتِ ، وَاَلْعَلَاْقَاْتِ اَلْمَشْبُوْهَةِ اَلْمُحَرَّمَةِ ، اَلَّتِيْ هِيَ مِنْ بَاْبِ نَقْضِ عَهْدِ اَلْزَّوَاْجِ اَلْشَّرْعِيْ ، وَكَمَاْ قَاْلَ اَلْنَّبِيُّ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة )) ، وَلَيْسَ مِنْ اَلْبَأْسِ عَدَمُ حُضُوْرِ زَوَاْجِ صَدِيْقَتِهَاْ ، وَلَاْ شِرَاْءُ أَحْدَثِ أَجْهِزَةِ اَلْجَوَّاْلِ لَهَاْ ، وَلَاْ غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّاْ تَقَعُ فِيْهِ بَعْضُ سَفِيْهَاْتِ اَلْعُقُوْلِ . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : وَمِنْ اَلَّذِيْنَ يُشْبِهُوْنَ تَلْكَ اَلْمَرَّأْةِ اَلْحَمَقَاْءِ ، بِنَقْضِ غَزْلِهَاْ ، اَلَّذِيْنَ يُمْضُوْنَ عَدَدَاً مِنْ اَلْسِّنِيْنَ ، فِيْ طَلَبِ اَلْعِلْمِ ، فَيَنَاْلُوْنَ بَعْضَ اَلْشَّهَاْدَاْتِ ، وَلَكِنْ لَاْ يَكُوْنُ لِعِلْمِهِمْ اَثَرٌ فِيْ حَيَاْتِهِمْ ، حَيْثُ لَاْ فَرْقَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اَلْجُهُلَاْءِ اَلْسُّفَهَاْءِ ، وَاَلْنَّبِيُّ e يَقُوْلُ فِيْ اَلْحَدِيْثِ : (( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَ أَفْنَاهُ ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلَاهُ ؟ وَعَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ أَكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ؟ )) فَلْنَتَّقِ اَللهَ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ، وَلْنَحْذَرْ مَاْ حَذَّرَنَاْ اَللهُ U مِنْهُ ، فَلَاْ نَكُوْنُ } كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا { ، بَاْرَكَ اَللهُ لِيْ وَلَكُمْ بِاَلْقُرَّآنِ اَلْعَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ بِمَاْ فِيْهِ مِنْ اَلْآيَاْتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ ، اَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . اَلْخُطْبَةُ اَلْثَّاْنِيَةُ اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَىْ إِحْسَاْنَهُ ، وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَلْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً . أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : قَبْلَ أَيَّاْمٍ ، وَدَّعْنَاْ شَهْرَ رَمَضَاْنَ ، وَدَّعْنَاْهُ بِعْدَ أَنْ أَوْدَعْنَاْهُ ، بَعْضَ اَلْأَعْمَاْلِ اَلْصَّاْلِحَةِ ، مِنْ صِيَاْمٍ وَقِيَاْمٍ وَنَفَقَةٍ وَتِلَاْوَةِ قُرَّآنٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ . فَيَنْبَغِيْ لَنَاْ أَنْ نُحَاْفِظَ عَلَىْ أَجْرِ هَذِهِ اَلْأَعْمَاْلِ ، وَنَحْذَرَ كُلَّ اَلْحَذَرِ مِمَّاْ يَكُوْنُ سَبَبَاً فِيْ إِحْبَاْطِ ثَوَاْبِهَاْ ، فَنَكُوْنُ كَتِلْكَ اَلْمَرَّأْةِ اَلْحَمْقَاْءِ ، اَلَّتِيْ تَقُوْمُ بِنَقْضِ غَزْلِهَاْ بِنَفْسِهَاْ ، فَتَذْهَبُ تِلْكَ اَلْحَسَنَاْتُ ، وَتِلْكَ اَلْأُجُوْرِ هَبَاْءً مَنْثُوْرَاً . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : وَلَكِيْ نُحَاْفِظَ عَلَىْ حَسَنَاْتِنَاْ ، يَجِبُ عَلَيْنَاْ أَوْلَاً أَنْ لَاْ نَغْتَرَّ بِمِقْدَاْرِ أَعْمَاْلِنَاْ ، وَأَنْ لَاْ يَجِدُ اَلْعُجْبُ مَدْخَلَاً إِلَىْ قُلُوْبِنَاْ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ اَلْنَّبِيُّ e : (( لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ )) . قَالُوا : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : (( وَلَا أَنَا ، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ )) ، وَجَاءَ سَائِلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ , فَقَالَ لابْنِهِ : أَعْطِهِ دِينَارًا , فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْكَ يَا أَبَتَاهُ , فَقَالَ : لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّي سَجْدَةً وَاحِدَةً , أَوْ صَدَقَةَ دِرْهَمٍ وَاحِدٍ , لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إِليَّ مِنَ الْمَوْتِ , أَتَدْرِي مِمَّنْ يَتَقَبَّلُ اللَّهُ ؟ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ . وَكَذَلِكَ ـــ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـــ لِنُحَاْفِظْ عَلَىْ حَسَنَاْتِنَاْ ، عَلَيْنَاْ أَنْ نُبْعِدَ عَنْ آفَاْتِهَاْ ، وَنَحْذَرَ اَلْوُقُوْعَ بِمُحْبِطَاْتِهَاْ ، وَمِنْ ذَلِكَ : إِنْتِهَاْكُ اَلْمُحَرَّمَاْتِ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ e : (( لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا )) قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ e : (( أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا )) . وَكَذَلِكَ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ لِنُحَاْفِظْ عَلَىْ حَسَنَاْتِنَاْ ، عَلَيْنَاْ أَنْ نَحْتِرَمَ حُقُوْقَ غَيْرِنَاْ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ قَاْلَ e : (( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي : يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ )) . فَمُعَاْمَلَتُنَاْ اَلْسَّيِّئَةُ لِإِخْوَاْنِنَاْ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، تَكُوْنُ وَبَاْلَاً عَلَىْ حَسَنَاْتِنَاْ ، وَسَبَبَاً مِنْ أَسْبَاْبِ عَدَمِ اَلْاِسْتِفَاْدَةِ مِنْهَاْ وَاَلْعِيَاْذُ بِاَللهِ . اَسْأَلُ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ عِلْمَاً نَاْفِعَاً ، وَعَمَلَاً خَاْلِصَاً ، وَسَلَاْمَةً دَاْئِمَةً ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ اَلْهُدَىْ وَاَلْتُّقَىْ وَاَلْعَفَاْفَ وَاَلْغِنَىْ . اَلْلَّهُمَّ أَحْيِنَاْ سُعَدَاْءَ ، وَتَوَفَّنَاْ شُهَدَاْءَ ، وَاَحْشُرْنَاْ فِيْ زُمْرَةِ اَلْأَتْقِيَاْءِ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ ، الْلَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ الإِسْلَاْمِ وَعِزَّ المُسْلِمِيْنَ ، الْلَّهُمَّ احْمِيْ حَوْزَةَ الدِّيْنِ ، وَاجْعَلْ هَذَاْ الْبَلَد آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ المُسْلِمِيْن . الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وِلَاْةَ أُمُورِ المُسْلِمِيْن لِهُدَاْكَ ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ بِرِضَاْكَ ، وَارْزُقْهُم الْبِطَاْنَةَ الْصَّاْلِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُم بِطَاْنَةَ الْسُّوءِ يَاْرَبَّ الْعَاْلَمِيْن . الْلَّهُمَّ مِنْ أَرَاْدَ الإِسْلَاْمَ وَالمُسْلِمِيْنَ بِسُوْءٍ الْلَّهُمَّ اَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيْرَهُ تَدْمِيْرَاً لَهُ يَاْرَبَّ الْعَاْلَمِيْن . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { . عِبَاْدَ اَللهِ : } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْن .
|
26-06-2018, 02:27 AM | #2 | ||
شيخنا الفاضل عبيد الطوياوي
الله يجزاك الجنه ويجعل ماتقدمه في ميزان حسناتك لك منا الشكر والتقدير والدعاء بظهر الغيب |
|||
|
26-06-2018, 02:41 AM | #3 | |
|
جزاك الله خير ولا هنت على الخطبة النافعة |
|
|
26-06-2018, 02:58 AM | #4 | |
|
الله يعطيك العافيه وتسلم يميك
بيض الله وجهك على الطرح الجميل |
|
|
26-06-2018, 03:00 AM | #5 | |
|
الله يجزاك عنا كل خير ويجعل ماسطرته اناملك في ميزان حسناتك |
|
|
26-06-2018, 04:00 AM | #6 | |
|
تسلم اياديك على جمال الطرح والإختيار المفيد
عافاك الله وجزاك عنا كل خير ودي لك |
|
|
26-06-2018, 04:35 AM | #7 | |
|
اسعدك الله وجزاك عنا خير الجزاء موضوع رائع ونافع |
|
|
26-06-2018, 10:29 PM | #8 | |
|
جزاك الله خير شكراً لك من الأعماق على الموضوع النافع |
|
|
27-06-2018, 12:56 AM | #9 | |
|
يسعد أيامك جزاك الله خير على الطرح النافع حفظك المولى وأدامك |
|
|
27-06-2018, 10:48 PM | #10 | |
|
الف شكر على طرحك الراقي المميز تحيه وتقدير لك |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|