~~ بـ ــحـ ـا ر مــ ــهــ ـاجـ ــ ـــرة ~~

[سلطان الرواد]

http://www.legacee.com/Assets/LeaderImages/TFLeadership/ArrowLeader.jpg



I learnt that

Be a leader or, surely, you'll be a ladder


\
\

[سلطان الرواد]

http://www.freefoto.com/images/2000/98/2000_98_1---Number-Zero_web.jpg

If you wish to be more significant, look for zeroes

[سلطان الرواد]

http://www.youtube.com/watch?v=p86BPM1GV8M

[سلطان الرواد]

للبشر شقان

مادي وهو الطين

وروحي وهو ما جزء من الروح التي نُفخت في آدم

فكلنا سواء بذلك سواء

ترى

أي ذنب لروح سكنت جسد الأنثى؟

وأي فضل لروح سكنت جسد الذكر؟

وأي جرم لروح سكنت جسد الأسود؟

وأي طهر لروح سكنت جسد الأبيض؟

وأي وأي وأي؟

\
.

قد مكثت زمانا طويلا حتى أيقنت أنه:

لا يسأل عما يفعل وهم يسألون

\
.

[سلطان الرواد]

أعلم أنك حق

وإن لم أدركك

ولن أدركك

\
.

كل شيء لك وبك ومنك وفيك ومعك وإليك

\
.

لئن ملت نفسي أنفاسها

وملت روحي بقيتها مع الناس

فلم التأني؟

لم الانتظار؟

[سلطان الرواد]

لن تصبح ديكا

لا أدري إلى أين يمضي هذا العالم المجنون؟ فكلما انتهت فتنة بدأت أخرى، وكلما قيل أن الفرج قريب نأى بجانبه. فلا تكاد أن تُطلق الفكرة العقيم حتى يزوجوك بأختها! إلى أين نمضي؟ إلى أين؟
سأحكي لك حكاية فاسمعني: جاءتني بطاقة دعوة إلى مؤتمر منعقدٍ في العاصمة – عمان – ومطروحٍ بعنوان؛ مشاكل الشباب العربي، فتفاءلت خيرا، فما أحوجنا إلى أن نتكلم عن موضوع يخص الشباب العربي، خصوصا في هذا التوقيت. ولكنني تفاجأت أن المؤتمر يشبه كل شيء إلا عنوانه، فأصابني الإحباط، وآثرت أن أظل صامتا.

فمن قائل: "نحن جميعا على هذه الأرض إخوة في الإنسانية، لا يفرقنا دين أو لون أو عرق أو ..." ومن قائلة: "إنما الرجل والمرأة متساوون في كل شيء، ولابد لها من إبراز دورها في المجتمع، وتتخلص من القيود التي فرضت عليها، ويجب أن تنال حقها، وعلى الرجل أن يحترم ذلك ..."

إلى متى سنظل مرددين للأفكار الغربية الموبوءة – كأننا ببغاوات – ومروجين للشعارات الماسونية، وخارجين على شرقيتنا وعروبتنا وإسلامنا؟ فمن قال لك يا هذا: إننا إخوة في الإنسانية؟ إنما المؤمنون إخوة، ولا شيء غير ذلك! ومن قال لك يا هذه إن الرجل والمرأة سواء؟ ألم تعلمي أن الرجال قوامون على النساء، وأن لهم عليهن درجة، وأن الذكر ليس كالأنثى؟ ثم كيف لها أن تبرز دورها في المجتمع، ولمن تبرزه؟ أقسم لك أن رائحة العهر والرذيلة تفوح من عباراتك! ثم ما هي القيود التي فرضت عليها؟ آلحجاب والعفة تعنين؟ سحقا لك ولما قلتِ.

عندئذ قالت لي الحياة: لن تصبح الدجاجة ديكا وإن جهدت!

[سلطان الرواد]

الاتجاه المعاكس

ليس عيبا أن تخطو خطوة في الاتجاه المعاكس، فلولا أن البحارة الشهير كولومبس سافر في الاتجاه المعاكس ليصل إلى الهند لما كان له الفضل باكتشاف العالم الجديد. وقس على ذلك في كل شيء؛ في التفكير وفي اتخاذ القرار وفي بناء الشخصية والتعامل مع الآخرين...

تقول الناس: خالف تُعرَف، أما أنا فأقول خالف تَعرِف!

[سلطان الرواد]

إن أجمل قرار اتخذته اليوم

أني قمت بالخصم على كل المتأخرين عن العمل بمن في ذلك أنا

:)

أرجو أن أظل هكذا

[سلطان الرواد]

هنا يقولون

أكتب بيت شعر يعبر عن شعورك \ حالتك النفسية

فالله يسامحهم

لا يعلمون أنهم لو كتبوا باللغات كلها أشعارا

لما استطاعوا التعبير عن أصغر المشاعر

:(

[سلطان الرواد]

جان پبارے هو تو پبار كرنى نهيں

[سلطان الرواد]

على الرغم من الجفاء بيننا

إلا أنني أشعر أنك أقرب لي من أي وقت مضى

\
.

أليس كذلك؟

فقلبي لا يكذب أبدا

[سلطان الرواد]

ما بين الرجاء والتمني

ما بين الحياة والموت

\
.

[سلطان الرواد]

http://www.jerusalemperspective.com/rotatingphotos/Jordan%20River%20entering%20Sea%20of%20Galilee%20a erial,%20115-23tb.jpg

ما أجمل حظ النهر

تحفه الأشجار والخضرة من كل جانب

وينتظره البحر الواسع

\
.

[سلطان الرواد]

هذه مقولة قلتها قبل عقد من الزمن أو ربما أكثر

دعوا الحب

فحتما سيجد طريقا

\
.

واليوم اكتشفت أنها مثل إيرلندي

:)

ما أشبه النفس البشرية

[سلطان الرواد]

من لي بعين ترى لونا ثامنا في قوس قزح؟

\
.

ما ذنب فراشة أحبت النور فأحرقتها ذبالة المصباح؟

[سلطان الرواد]

قالت إنك على جرف هار

وإني أحب أن أكون كذلك

فإما أن نسقط معا وإما لن أسقط أبدا

\
.

أحيانا أستطيع قراءة أفكارك

وأنا أبعد عنك آلاف الأميال


\
.

تذكري أن البحر وإن كبر

سيجتمع يوما مع اليابسة

على شاطئ رملي

ناعم

\
.

[سلطان الرواد]

http://www.treehugger.com/worst-sport-environment-skydiving.jpg

في عيد ميلادي الماضي

ألقيت بنفسي من نقطة تبعد آلاف الأمتار عن الأرض

فكان ما بيني وبين الموت وبين الحياة (سحب خيط المظلة)

ما أعمق أن تقف على الحدود بين الموت والحياة

تماما على الحدود بين السماء والأرض

وما أبلغ أن تعيد ولادة نفسك مرة أخرى في يوم ميلادك

\
.

ترى ماذا سأفعل في ميلادي القادم؟

إذا بقيت حيا!

\
.

[سلطان الرواد]

أشتاق للتدخين أحيانا

ليس (كيفا)

وإنما لأراك دخانا يتصاعد أمامي

\
.

[سلطان الرواد]

تشيب ولا تزال بعقل طفله

[سلطان الرواد]

عندما تظن في الناس ظنا سيئا فاعلم

أنك السيء الأول

لأن النفس لا ترى إلا ما بها

ي هـ د د

\
.

[سلطان الرواد]

يظن الكثيرون أني أبحث عن غايات

وسيعلم الجميع أني أسمى من ذلك

[سلطان الرواد]

لا تغضب يا هذا وتخرج من المنتدى ... امكث هنا دعني أراك

فأنا لم آتِ هنا لأتعرف إلى أنثى ولست كذلك

فإذا أردت دليلا

فانظر إلى توقيعي وانظر إلى توقيعك

فستعرف من منا

أتى لذلك

ت هـ ك م

\
\

[سلطان الرواد]

في المسيحية . . .

يقولون ( إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن فأعطه خدك الأيسر)

وفي الإسلام ...

يقولون ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)

\
\

فلا أدري لماذا يتنصر الكثيرون عند حقوقهم


\
\
.

هذا حال المسلم

فما يصنع من كفر؟

\
.

[سلطان الرواد]

إذا كان يرضيك أن أصمت فسأصمت طويلا

\
.

لكني أحس أن في حديثي تسلية لك

أليس كذلك؟

[سلطان الرواد]

ههههههههههه

حسنا ... أنا لا أخاف أحدا ... ولا أدخل زائرا

والآن الآن قرأت ما كتب هناك

فليغفر لك الله ثرثرتك

\
.

[سلطان الرواد]

Don’t be cheerful if your enemy is perished, one day your friend will be perished too

[سلطان الرواد]

جميل ألا أجد أحدا يفهمني

فعلى الأقل

سأعيش وحدي

وحتما

سأكون

مرتاحا

\
.

[سلطان الرواد]

يقول نيتشه: يعتقد الكثيرون أن المرأة عميقة ذلك لأنهم لا يجدون لها عمقا!

لقد ظلمتها يا نيتشه

\
.

أنا عندي عن المرأه يقينا


تراها مثل بلوره رقيقه


وكل الحس ذايب في وسطها


تشف وما تخفّى محتواها


وتكسرها كفوف اللاعبينا


تشيب ولا تزال بعقل طفله


سجاياها طبيعه مو تكلّف


تجسّد مثل قيثاره وعازف


ينفّر أو يشد السامعينا


\
.

[سلطان الرواد]

لقد وصل السيل الزبى

فانظر واسمع

\
.

[سلطان الرواد]

العصر انعصر

والليل تخمر

\
.

[سلطان الرواد]

يمكنني تلخيص مشاكل العرب والمسلمين

هذه الأيام

بكلمتين

(التقليد والتقاليد)

\
.

كم أكرههما

[سلطان الرواد]

أرى أشباح الملحدين

تحوم من حولي


\
.

[سلطان الرواد]

شكرا لك

يا شقيقة روحي

[سلطان الرواد]

قد كنت كتبت مخطئا

وما أجمل أن يرجع المخطئ عن خطئه

كنت قلت أن أرواحنا مشتقة من روح آدم

وتبين لي أنها خلقت قبل الأجساد ويأتي ملك فينفخها في الإنسان وهو في الأربعين يوما الأولى من حياته في ظلمات الرحم

إذن فليست الروح ضرورة للحياة

فما هي إذن

سأظل أبحث

وإن كنت لم أوت من العلم إلا قليلا

\
.

[سلطان الرواد]

إن أجمل ما بيني وبينك

لا يمكن إلا أن يكون إلا بيني وبينك

لن أتصوره بدونك

ولن تعرفيه بدوني

\
.

[سلطان الرواد]

كلما تخيلت شيئا

ضاقت الدنيا في وجهي

\
\

كلما تخيلت أن التراب الذي على هذه الأرض إنما هو أجساد من كانوا قبلنا

فكل زهرة فاتنة كانت في الأصل جسد امرأة تحلم في حب طاهر

وكل شوكة كانت في الأصل جسد حاسد يكره نفسه والناس

\
\
.

لكم تخيلت مثل هذا

حتى الطعام الذي نأكله إنما هو أجساد بشر مثلنا

ما أقبح أن يأكل بعضنا بعضا

آه ما أعظم حظك يا أبانا آدم

فلقد أكلت من التراب البكر

الذي لم يختلط بجسد

\
.

[سلطان الرواد]

سألوني عن حكمتي في الحياة

ولا أنكر أني شققت صدور الكتب بحثا عنها

ولم أعثر على حكمة أعظم من قوله تعالى:

ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر * كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون * كلا لو تعلمون علم اليقين * لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين * ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم

\
\

كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم

كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم

كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم

كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم

كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم

\
.

أليس هذا قريبا من قول المتنبي:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله = وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

\
.

ما أقبح وجهك أيها العلم وإن كنت جميلا

\
.

[سلطان الرواد]

جميلة أنتِ ساعة الغضب

وأنتِ أجمل ساعة الرضا

\
.

فمتى سترضين؟

[سلطان الرواد]

إذا كان الحزن دافعي إلى الكتابة

فإن السعادة ما أُدفع إليه

\
.

[سلطان الرواد]

إن ما يراه الناس عظيما

ليس إلا اثنين

إما ارتفاع ملائكي

أو انحطاط حيواني

فحدثني يا صديقي

عن عظمتك؟

[سلطان الرواد]

إن ما يثير الضحك أحيانا

لهو قمة في الألم

[سلطان الرواد]

إن من حقك أن تحلم كغيرك من البشر

لكن لا يسمح لك أن تحلق إلى خارج حدود البشرية

\
.

[سلطان الرواد]

إن من أغرب ما يدور في بال الملحدين

البحث عن إله

رغم إنكاره

فإن وقفوا قليلا مع أنفسهم

لكانوا أعظم المؤمنين

[سلطان الرواد]

آمنت بقلبي

وكفرت بعقلي

\
.

فليتهما سواء

[سلطان الرواد]

لو كان لك أن تطلع على عقول الناس وتعلم ما يفكرون فيه

لوجدت أن جُلهم

إنما يفكر في الترهات

\
.

[سلطان الرواد]

أنا لا أعتقد بوجود الحاضر

ففي شرعتي

زمانان

زمن ماضٍ

وزمن آتٍ

\
.

أما ما يسمونه حاضرا

فهو أدق من أن يقاس بإغماضة وإلحاظة

\
.

سحقا

أهذا ما نعيشه؟

أهذا ما نسميه حياة؟

آه لو يعلمون ما أعلم

ليرون الجحيم

\
.

[سلطان الرواد]

إن الناظر إلى الكرة الأرضية من الفضاء

يراها صفرا كبيرا

فما يعني هذا؟

إنها تريد أن تقول لك

لو أني أساوي عند الله جناح بعوضة

ما سُقي مني كافر شربة

ماء

!!!

[سلطان الرواد]

http://mdyf.net/vb/attachment.php?attachmentid=34&stc=1&d=1276476053


الشعر أبو رايات منكوسه = مليت مسحوبه ومنكوسه

أشبهه مبنى بلا معنى = في ضحكة اللي طاحت ضروسه

كلام سوق ووزن متردي = وقاف(ن) يقص لسان قاموسه

كله لجل وحده من الثنتين = بنات .. وإلا شيخ وفلوسه

[سلطان الرواد]

إن خطوة واحدة على أرض مجهولة تساوي مسيرة ألف عام على طريق مأهولة

\
\

:)

[سلطان الرواد]

لا يعرف معنى الفقد إلا من أخذ

ولا يعرف طعم الألم إلا من ذاقه

\
\

صدقا

لقد اشتقت أن أقرأ لك

ولو كان مؤلما

[سلطان الرواد]

اللي عشق حصه بعد عشق ديمه = وحدة غدت والثانيه قبل ماتت
قله بأن الحب كله هزيمه = وكم من فرصة(ن) من جابها الوقت فاتت

[سلطان الرواد]

ذات يوم

كنت جالسا مع أحد الأصدقاء نعزف العود

على ربوة أحاط بها السيل إحاطة السوار بالمعصم

إلا من جهة الشمال

ومع كل نفخة من شفة النسيم

كنا نحس بالنشوة الملائكية السرمدية

\
\

فلما دار الحديث بيننا بعد الصمت الطويل

قلت له: أين تعلمت العزف

فقال: كنت آخذ العود وأجلس في المقبرة وأعزف

فقلت له: هذا هو سر بحة الحزن في أوتارك

\
\

وبقي سؤال في رأسي

أي حدود يقف عليها ذوو المشاعر المرهفة؟

\
\

[سلطان الرواد]

من هو المحتال الأول؟

ومن هو الحاسد الأول؟


إبليس

[سلطان الرواد]

زوارق

لا أرى الليل إلا بحرا لجّيا ظلماته متراكمة بعضها فوق بعض، وأرى الناس تتخذ زوارقا لتقطعه، فمنهم من يقطعه على امرأة، ومنهم على وسادة، ومنهم على كتاب، ومنهم على عبادة، ومنهم على جريمة، ومنهم على نجوى، ومنهم على خلوة، ومنهم على لهو، ومنهم على هم، ومنهم على لا شيء! فأي واحد منهم أنت؟

[سلطان الرواد]

إرضاء الناس

لم يرضَ البشر جميعا عن الله – وهو خالقهم – فمنهم من آمن ومنهم من كفر. فما ظنك بمخلوق مثلي ومثلك؟

لقد صدق من قال إن إرضاء الناس غاية لا تدرك. هذا من جانب أما من الجانب الآخر، فإرضاء الناس لا يدوم أبدا، فصديق الأمس قد يصبح عدو اليوم والعكس صحيح أيضا.

فلا تبتئس إذا خانك حبيب أو كفرك عشير أو حجدك أخ أو حاربك صديق. فكن كريما بمرورك على هؤلاء، لأن من الحكمة أن تعبر من فوقهم وتتجاوزهم، أتدري لماذا؟

لأنك تتخذهم أدراجا لترتقي!

\
.

[سلطان الرواد]

حقيقة العرب

لقد اشتهر قوم فرعون بالسحر فكانت معجزة موسى العصا، وبرع قوم عيسى في الطب فجاءت معجزته موافقة لما برعوا فيه، أما العرب فلقد عُرفوا بالبلاغة والفصاحة فكان القرآن الكريم معجزة النبي الأمي. أتدرون لماذا؟

لأن الله تعالى علم أن العرب أمة كلامية – وهو الأعلم بما خلق – وسيظلون كذلك إلى قيام الساعة، فلهذا تكفل بحفظ كتابه، ليس ليكون المعجزة فحسب، وإنما ليكون شاهدا علينا بكثرة الأقوال وقلة الأفعال.

فعذرا يا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وعذرا يا جراح المسلمين، وعذرا يا دماء الشهداء، وعذرا يا دموع الثكالى واليتامى! إننا أمة لا تحسن إلا اعتلاء المنابر وإفراغ المحابر والتشييع إلى المقابر.

فقيل لي: كنتم خير أمة أخرجت للناس! فقلت: نعم لقد كنا، فهل لا زلنا؟

\
.

[سلطان الرواد]

الغرب والشرق

إلى أولئك الشرقيين الذين ينادون بحضارة الاستغراب، إلى الذين بدلوا القبعات بالعمائم من المفكرين والمقلدين، إلى المهوسين بكل ما هو غربي، إلى المفتونات بشعارات التحرر والانفتاح، إلى المنصهرين في البوتقة الأوروبية، أقول:

ألا إن كلَّ فضيلة شرقيةُ الأصل والمنشأ، فإن أردتم دليلا ففتشوا عن مهد شرائع التوحيد الثلاث؛ اليهودية والمسيحية والإسلام. وإذا أردتم دليلا آخر فانظروا إلى الشرق ثم انظروا إلى الغرب، فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتوا بها من المغرب!

عندها قالت لي الحياة: يأتي الشرق بالنهار والنور ولا يأتي الغرب إلا بالليل والعتمة، فإن أشرق الغرب يوما فقد قامت الساعة!

[سلطان الرواد]

اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين

واغفر لموتانا وموتى المسلمين

وادخلنا في رحمتك يا رحمن يا رحيم

\
.

[سلطان الرواد]

http://www.youtube.com/watch?v=z0qAnGxB2nE&feature=related

She's so lucky

But she cry cry cries in her lonely heart

Thinking, if there's nothing missing in my life

Then why do these tears come at night

[سلطان الرواد]

http://www.youtube.com/watch?v=hKY3Jw0qvIA&feature=related

Deep

in

memories

:)

[سلطان الرواد]

غرك أني أشوفك في عيوني الوحيد .. .. .. .. وأن دونك حياتي كل أبوها ليال

[سلطان الرواد]

كنت قد وضعت غدائي على النار لأبدأ بالطبخ

:( >>> عزابي شسوي

وعندما أخذتني الذكرى نحوك بآلاف الأقدام

نسيتها

فتركتها واحترقت

:)

إني لست آسفا على ذلك

لكني آسف على أنه كان نسجا من خيال

[سلطان الرواد]

کدی تے ہنس بول وے
نہ جند ساڈی رول وے
آ چھیتی گھر آ وے
مک گئے نی تھاں وے
تے دل گیا ای ڈول وے
وے نت دے وچھوڑے
کیتے نے ساہ تھوڑے
آ وَج گئے نی ڈھول وے
نہ جنڈ ساڈی رول وے
نَییں چین سکون ہُن زندگی نوں او جس دن دے نین لڑائے
کجھ ایہو جئے اجڑے آں دنیا وچ وت پرت نہ موسم آئے
وے ہاسے نیوں پبھدے
وے چھڈ گئے نی لگدے
نہ سُکھاں نال تول وے
نہ جند ساڈی تول وے
کیتی آ انہوئی تے رب دی فیر ہوئی
کھل گئے نی پول وے
نہ جنڈ ساڈی رول وے
کئی قیدی قید توں چھٹ گئے
ہِن میڈی قید عجیب و غریب اے
اج پکھڑو ویکھ کے اُڈ جاندے ، اجڑے لیکھ نصیب اے
بس موڑ ولا گئی اے
سجنا دی کڈھ کرنی ادھ عمر دا کھا گئی
وے جگ دیاں جھڑکاں وے گل گل بھڑکاں
اگے ساں بڑے سول وے
نہ جند ساڈی رول وے
وے آ جا دل جانیاں
وے کر مہربانیاں
آ دکھ سکھ پھول وے
نہ جند ساڈی رول وے
کوئی نلکے تے بور ہووے تھوڑا جئی دِھیں ڈھلیا رنگ سجنا دے ہور ہو گئے
وے دیس پرایا
وے جا کے وسایا
میں بھل گئی انبھول وے
نہ جند ساڈی رول وے
آ وے ماہی رَل کھَٹیاں بَھیے
او تے وچھوڑیا نوں اگ لاییے
تیرے نال لا کے
تینوں پلے پا کے
میں لُٹی اَن بھول وے
نہ جند ساڈی رول وے
وے تیرے وِچ پیار دے
وَسدے بازار وے
میں جوڑا بیٹھی کھول وے
نہ جند ساڈی رول وے

[سلطان الرواد]

بول ماہیا وے بول ماہیا بول ماہیا وے بول ماہیا

دل میرا ہُن تیرے کول،ماہیا وے میرے کول آ

ماہیا وے میرے کول آ۔۔۔۔ ماہیا وے میرے کول

گل گل اُتے چنا رُس رُس جانا اے

اک واری کول بہہ کہ دس دے کی چاہا وے

انج تے نا جند میری رول۔۔۔

بول ماہیا وے بول ماہیا۔۔۔بول ماہیا وے بول

مر جاواں گی میں ڈھولا کر مہربانیاں

رُکھا رُکھا بول نہیں جدوں میں بُلانی آں

کدی کدی ہنس کے وی بول

بول ماہیا

بول ماہیا

بول ماہیا

بول ماہیا

وے بول ماہیا

بول ماہیا

بول ماہیا

بول ماہیا

وے بول ماہیا


\
\

:)

[سلطان الرواد]

حياة القطط

في عالم الحيوان وفي عالم القطط تحديدا؛ يقوم الذكر بعملية التلقيح، ثم يختفي كليا، وكأنه لم يكن إلا لذلك وحسب. بينما تتكفل الأنثى بكل شيء؛ فهي التي ترعى أبناءها، وتجلب لهم الطعام، وتؤمن لهم الحماية، وتعلمهم الصيد، وتلقنهم أعراف القطط وعاداتهم...

وفي عالم الإنسان، وفي هذا العصر تحديدا، تكاد حياتنا أن تكون أشبه بحياة القطط! فالزوج غير آبه بشيء سوى إشباع رغباته الجنسية، أما الزوجة الموظفة فيقع على عاتقها كل شيء. أليس من العار على الإنسان المكرم أن يهوي من عليائه إلى عالم الحيوان؟ بلى، أولئك كالأنعام بل هم أضل.

فلا تلم النشء إذا خرج إلى ميدان الحياة معوجا متخبطا، ضعيف الشخصية، هابط الهمة، قليل النفع، خامل الذكر، ذلك لأنه لم يتلقَ التربية والرعاية إلا من جانب واحد، ألا وهو جانب أمه. فالذي يرى من عين واحدة ليس كمن يرى من عينين اثنتين.

وإني لأحمل المرأة الموظفة مسؤولية ما يحدث، فهي التي سمحت للرجل أن يستغلها، وتهاونت أمام واجبها الأعظم الذي كلفها الله به. وإني أيضا لأحتقر الرجل الذي نزل برجولته وإبائه إلى الحضيض، فقد أعماه حب الدنيا والمال والشهوات، وترك الأمور على غاربها. فكيف له أن يتخاذل عن الواجب الذي كلفه الله به، وهو الذي ارتفع به درجة عن الأنثى؟ حقا إن كل من يقدم على ذلك السلوك المشين لناقص رجولة، وعديم مروءة. كما أنني ألوم الأهالي – أعني أهله وأهلها – لأنهم يرون الخطأ ولا يقومونه. فالساكت عن الحق شيطان أخرس.

ليس الزواج صفقة تجارية، ولا المرأة بقرة حلوب، تدر على صاحبها المال الوفير، ولا العلاقة بين الزوجين قائمة على إشباع الشهوة فقط. فلئن أصبح النقيض رائجا بين المقدمين على الزواج، انعدمت الغاية السامية من الزواج وهي تحقيق السكينة والمودة والرحمة، وإيجاد الذرية الصالحة التي يقوم عليها بناء المجتمع الفاضل.

إن الأبناء هم الضحية الأولى، وإن المجتمع هو المتضرر الأكبر من ذلك، فلنتق الله في أنفسنا وأزواجنا وأبنائنا ومجتمعنا.


\
\

[سلطان الرواد]

كلما فكرت في نسل المرأة التي أصلها رجل ( حواء )

فكرت لو كان هناك نسل للرجل الذي أصله امرأه ( عيسى )

هل سيختلف الخلق يا ترى؟

سؤال أبحث عن حل له

:(

[هتان]

سلطان الحرف
عندما يختنق احدنا فهو يبحث عن متنفس
لاتحرمنا من هذه الحروف

[الشاهين]

مازالنا ننتظر صاحب النبض المميز شاعرنا ننتظرك


لك جمهور متابع لابد أن تعود أحتراما لجمهورك


الذي أنا أقف في أول صف جمهورك


ننتظرك


http://www.youtube.com/watch?v=YZFWSgZUQ9o

[سلطان الرواد]

هتان

\
/
\

الشاهين

\
/
\

شكرا لكما

تذكركما لي

أسعدني كثيرا

:)

[سلطان الرواد]

الأفكار البشرية

سألني أحد الناس: لقد عهدناك ترغب في أمر كذا وكذا واليوم نراك ترغب عنه، فما بدّل رأيك، وغيّر فكرك؟

فسكت برهة، ثم قلت: أيها السائل، لقد كنت يوما صبيا، ثم أصبحت غلاما، وها أنا أراك اليوم شابا يافعا، وستصبح إذا طال بك العمر شيخا متهالكا، فهل كنت يوما مستقرا على حال؟ أليس حريا بك ألا تثبت على فكرة بشرية لا تكاد تمس أطراف الحقائق؟

عندها قالت لي الحياة: إذا أردت أن تثبت على شيء، فاثبت على خبر السماء، فهو اليقين الثابت الذي لا يتغير!

\
.

[سلطان الرواد]

خرجت صباح اليوم متأخرا على عملي

والذي يبعد مئتي كيلو مترا عن منزلي

فأمرت سائقي بالإسراع على الطريق

ففعل!!!

فاصطادتنا شرطة المرور

وخالفته

:)

وعندما وصلت مكتبي

دعيت السائق وشكرته بمكافئة مادية ثم طلبت منه الانصراف

حتى أعيد التفكير فيما جرى

فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أكتب هذا

\
\

الصعلكة

لم يصل حد الحرابة وقطع الطريق في الإسلام إلى هذه الدرجة العالية من الشدة والقسوة إلا تناسبا مع فضاعة الجرم وبشاعة الفعل الذي ترتب عليهما. فالصلب وقطع الأيدي والأرجل من خلاف ثم القتل إنما هو عذاب أليم لا يستحقه إلا مجرم خطير.

وقبل الإسلام فقد شاعت ظاهرة الصعلكة وقطع الطريق، فما لجوء الصعاليك إلى الصحراء والأماكن الوعرة، ولا اختفاؤهم تحت جناح الليل الأليل لممارسة صعلكتهم، ولا خروجهم على المجتمع القائم على أساس النسب والمصاهرة سعيا وراء كبيرهم – عروة بن الورد – الذي هلك وهلك معه الحلم الذي أسميه: قبيلة الصعاليك، ولا محاولة إيجاد مجتمع فريد يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، ولا تعقبهم وإهدار دمائهم والفتك بهم، إلا أدلة جلية على إنكار المجتمع الجاهلي ورفضه لهذه الظاهرة البغيضة.

وإذا تتبعت تاريخ الإمبراطوريات القديمة والحديثة ستجد أنها قد أنزلت أشد العذاب بالمحاربين ونكلت بقطاع الطرق والقراصنة والصعاليك، ففي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس – أعني بريطانيا – كان الإعدام شنقا ينفذ في حق البحارة الذين يمتهنون القرصنة. وكذلك تفعل كثير من القوانين الوضعية المعاصرة.

لذلك يمكنني القول أن الناس جميعا في كل العصور ومن كل المرجعيات الدينية والثقافية والعرقية، أنكروا هذه الظاهرة، وعاقبوا ممارسيها أشد العقاب. وإنه ليؤسفني أن أجد في هذه الأيام صعاليكا يمارسون صعلكتهم باسم القانون، فاخرج إلى الطريق السريع لتعلم صدق قولي. إنه لمن العار أن يختبئ شرطي يمثل شرف الدولة وهيبتها في صندوق كرتوني ليصطاد السائقين الذين يتجاوزون حدود السرعة بكيلومتراتٍ قليلة!

لقد كان صعلوك الجاهلية يقطع الطريق ليُطعم الفقراء، أما صعلوك اليوم فإنه يقطع طريق الفقراء ليملأ جيوب الأغنياء! أليس صعلوك الجاهلية أعز نفسا وأرفع شأنا من صعلوك اليوم؟ ولقد كانت أشباه الدول – القبائل – التي توصف بالجهل تستنكر الصعلكة، فما ظنك بدولة توصف بالتحضر تتبنى الصعلكة وتجند الرجال وتشرع التشريعات لحمايتها؟!

\
.

[سلطان الرواد]

نرجس والبحيرة

لطالما قلتِ أنك تُريدين أن ترَي جمالك في عينيّ! ولطالما قلت مثلك!

أكان الحب نرجسا والسعادة البحيرة؟

كان نرجس مغرما بجمال وجهه يقضي الساعات الطويلة يتأمل صورته على صفحة ماء البحيرة، التي كانت هي الأخرى ترى جمالها في عيني نرجس. ولما زلت قدما نرجس وغرق في البحيرة بكت البحيرة وأصبحت مالحة، ليس على فقد نرجس وإنما لأنها لم تعد ترى جمالها في عيني نرجس!

نعم لم يدرك نرجس ولا البحيرة أن أحدهما كان نصف الآخر، كذلك لم يدرك الحب ولا السعادة أن أحدهما هو نصف الآخر. إلا حبنا وسعادتنا أدركا ذلك!

تُرى متى سنكتمل؟!

\
.

[سلطان الرواد]

أين سنلتقي

قلتِ لي: أين سنلتقي؟

وبقيتُ غارقا في حيرتي، أألقاكِ فوق الهواء أم على الأرض أم تحت الماء؟

لقد تكسرت أجنحة خيالاتنا من التحليق فوق الهواء، وهان في عيون أحلامنا أن نجتمع كما يجتمع كل الناس، على الأرض، أفلا نتميز قليلا ونلتقي تحت الماء؟

حيث لا نسمع إلا ضجيج الماء الذي يشبه ضجيج الشوق في قلوبنا، ولا نحس إلا بدبيبه فوق جلودنا وكأنه دبيب المشاعر في صدورنا، ولا نرى إلا فقاقيع الهواء وهي تتصاعد إلى الأعلى ككرات الكريستال، كأنها أرواحنا!

هل فكرتِ كيف سنتنفس تحت الماء يا قرة عيني؟

لاشك أن الغرق سيجبرنا أن نتنفس أنفاسنا!

فما رأيك أن نلتقي تحت الماء؟

\
.

[سلطان الرواد]

أثناء دراستي في جامعة أكسفرد

كان أول ما درسته بعد اللغة الإنجليزية

"الأخلاق"

فهل كان اختيارهم لذلك عبثا!

كلا!

فالأخلاق ضرورة ينبغي على كل ذي علم أن يلتزمها في كل ما يصدر منه من كتابات وآراء وأفكار أو حتى أحاديث نفس!

إنه ليؤسفني أن أرى شعراء وكتاب يمثلون الأدب، لكنهم قليلو أدب!

فاتقوا الله يا أصحاب القلم

واذكروا أنكم بنسبتكم إلى قبيلة الأدب، تختلفون عن باقي أدعياء القبائل الأخرى، كقبائل المال، والجنس، والسحت ... إلخ

إنكم المتميزون في زمانكم

فلتزهر أقلامكم زهورا بيضاء طاهرة نقية

ولتكن ثمرة ضلوعكم - قلوبكم - طيبة زكية

ولكم في النجوم عبرة، ترونها بيضاء ناصعة وما حولها مظلم حالك!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا التقوى ههنا التقوى ههنا وأشار إلى صدره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله (رواه مسلم)


\
.

[سلطان الرواد]

الدرك الأسفل

كان في صالة بيتنا حوض به أسماك – صفراء وحمراء وزرقاء وبرتقالية – وكنت أجلس الساعات الطوال أراقبها ممتعا ناظريّ بجمالها. وذات يوم سألني أخي الصغير: كيف تعيش الأسماك تحت الماء؟ ألا تختنق؟ فشرحت له ببساطة كيف تستخرج الأسماك الهواء من الماء وتتنفس.

وعندما ذهب عني بدأت أفكر وأقول: ألسنا جميعا غرقى في بحر من الهواء، وكل من يخرج منه هلك؟ أليس ما نسميه طيرانا ليس إلا سباحة في هذا المحيط اللامرئي؟ ولمّا كان الإنسان لا يطير بذاته، فإنه أشبه ما يكون بقواقع البحر!

فيا عجبي لقوقعة تكبرت وهي في الدرك الأسفل!

\
.

[سلطان الرواد]

الإنسان
ما أشبه الإنسان بالآلة الموسيقية، فكلاهما أجوف، ولا فائدة منهما إن لم يضربا!

فقيل لي: أفتدعوا إلى العنف والسادية؟

فأجبت: كلا بل أدعو إلى الأدب!

\
.

[سلطان الرواد]

وجهة نظر ( سلطانية )

يبحث الإنسان دوما عن شخص يفهمه، ولكنه لا يحاول أبدا فهم الآخرين!

:)

\
.

[سلطان الرواد]

أيها الشاعر ... أيتها الكاتبة ...

\
/
\

(لا تحزن / لا تحزني ) إذا لم ( تجد / تجدي ) في صدور الناس متسعا، فصدر الأرض أوسع، وصدر السماء أرحب!

و

(لا تحزن / لا تحزني ) إذا أثبتوك، فالعصافير في أقفاصها تمسح ريشها!

و

(لا تحزن / لا تحزني ) إذا رجموك بجهلهم، فلا ترمى إلا الأشجار المثمرة!

و

(لا تحزن / لا تحزني ) إذا ادلهم الليل وقاموا إليك وعروك، فما يضر العري في الظلمة؟

و

(لا تحزن / لا تحزني ) إذا اكفهر وجه الأرض وتقطبت أسارير السماء، وكنت أنت المصباح الوحيد، فلأن ( تموتَ / تموتيَ ) في النور خير من أن ( تموت / تموتيَ ) في العتمة!


فعلى قدر زيته يضيء المصباح!

\
.

[سلطان الرواد]

يا امرأة تختصر النساء

وطهر السماء

\

ألا تعلمين أني أملك من الإحساس أكثر مما أعبر؟

فلك العتبى لطول صمتي!

فأنتِ قَسْمي قبل أن نهبط هنا

ولو شاركني فيك كل الرجال!

\
.

[سلطان الرواد]

أحب غيرتك كما أحب لامبالاتك

وأعشق غضبك كما أعشق رضاك

وأهوى اندفاعك كما أهوى ترددك

أتدرين لِمَ؟

لأنك كنتِ أنتِ في كل ذلك!

\
\

[سلطان الرواد]

أمير البلاد

بعد سنين من الحرمان والعوز، حظيت مدينتنا العريقة باهتمام الذات الملكية السامية، فباركتها زيارة أمير البلاد الذي ارتدى البزة العسكرية بكامل عدتها وعتادها وأوسمتها، وذلك لافتتاح أول بوابة للفتح العلمي في المنطقة ألا وهي الجامعة التي تسمّت على اسمه فيما بعد.

وما إن قص الأمير الشريط وألقى الكلمة الافتتاحية حتى تهافت عليه الأهالي بالمصافحة والقبل والمدح والثناء، فجاذبية الأمير المغناطيسية قادرة على جذب كل أنواع الحديد "والتنك".

غير أن شيخا كبيرا ظل واقفا بعيدا عن تلك الكتلة البشرية، فانتبه له الأمير ونادى عليه، فأقبل الشيخ وسأله الأمير عن ذلك فأجابه: أن عمره لا يسمح له بمدافعة الجمع ولا يجيد اللعب على "مكعب النون".

ضحك الأمير ضحكة صفراء، ثم قال: هل تعتقد أن هذه الجامعة ستعود بالنفع على الشباب في هذه المنطقة؟

فأجابه الشيخ: نعم، فالمتميّزون سيلتحقون بها، أما الفاشلون فالجيش بانتظارهم!!!

\
\

[سلطان الرواد]

حديث الأعرج


في سوق يوم الاثنين، مر علينا رجل كان ضحية الألغام المتناثرة على الحدود، فبترت رجله اليمنى، واستبدلت بها أخرى بلاستيكية. وكان هذا الرجل يجر عنزا من أذنها وهي تثغو ثغاء مريرا، وينادي عليها بأعلى صوته: ثنيّة للبيع ... للبيع ثنيّة!

فاستوقفناه لنعبث به، وبعد طول هرج ومرج ما اتفقنا على شيء، فأشاح الأعرج عنا وأدبر، فقدحته بكلمة سمعها: ليت رجليك سواء! فالتفت إلي فاغرا فاه، باسطا كفيه، وما درى أكنت مدحته أم ذممته؟

وعندما جلست في ليلتي تلك مع نفسي، تألمت كثيرا مما قلته للأعرج، وعقدت العزم أن أعتذر له أول ما ألقاه. ثم رحت أفكر فيه؛ فهو يمشي على رجل حياة ورجل موت!

ولكن إلى أين؟

أإلى الحياة أم إلى الموت؟

- يمضي إليهما في وقت واحد، فهما لو فكرت مليا حياة!

\
\

[سلطان الرواد]

أرسل لي أحدهم رسالة يطلب مني أن أضيف قصائد إلى ديواني الشعري في القسم المخصص لذلك

فذهبت إلى هناك

فوجدته آخر الدواوين ترتيبا!

فضحكت ملء فيّ

وتركته على حاله

\
/
\

ليس انتقاصا لقدر أحد

ولا ارتفاعا بنفس فانية

ولكن لا أدري لماذا تذكرت هذا البيت؟!


أما ترى البحر تطفو فوقه الجيف . . . وتستقر بأقصى قعره الدرر

[سلطان الرواد]

أكان الله عابثا عندما خلق القلب بحجم قبضة يد صاحبه؟

حاشا وكلا!!!

إنه القائل: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

فاعلم أن ما استطاعت أن تبلغه كفاك، لائم قلبك، فتفاءل خيرا!

وإلا فارجع من حيث أتيت

\
\

\
.

[سلطان الرواد]

أسماء بلا قيمة

اليوم وعلى شفتي ثغر الأردن الباسم - شاطئ العقبة - جلست بعد أن نزلت إلى السوق مضطرا، فلقيني زميل مدرسيّ حثا طول العهد ترابه على رأسه، فأقسم علي أن أجلس معه في مقهى قريب، وهكذا كان!

فمكثنا غير بعيد وإذا برجلين أتيا وجلسا معنا، وكنت أعرفهما من قبل، فأحدهما لحز شحيح، والآخر ماجن داعر!

فكرهت الجلوس، وقدمت لهم عذرا واهنا وخرجت!

وفي الطريق قلت: أما اللحز الشحيح فاسمه أكرم، وأما الماجن الداعر فاسمه أشرف!

فأين نصيب هؤلاء من أسمائهم؟

\
\

[سلطان الرواد]

النوم رحله لعالم يجهل القسوه = مهرب لكل البشر من واقع(ن) قاسي

وأحلامنا في يدا التذكار والنسوه = ما نفعت المنتبه أو ضرت الناسي

يمكن لأن البشر لأحفادها أسوه = ويمكن لأن الحزن بأيامنا راسي

أرواحنا عارية وأجسادنا كسوه = وعيوننا شاهده والوارث الكاسي

[سلطان الرواد]

بين الله والإنسان والشيطان

كان العفو والعقوبة والانتقام

فإن لم يكن لك شرف الارتقاء فحافظ على مكانك ولا تسقط!

\
.

[سلطان الرواد]

لقد كان الشيطان ثالثهما

فقتل السلطان الشيطان!

:)

\
.

[سلطان الرواد]

أقدام وأفواه

ذات عصر جلست في فناء منزلي، مستأنسا بالنسمات الباردة التي تعبث بأوراق الأشجار وتهمس بين الأغصان، مسندا ظهري إلى جدار يحمل على كتفيه نافذة تنصت إلى حديث النسوة المجتمعات خلفها وتبث في الهواء كل ما يدور بينهن من خير أو شر!

فاهتز سمعي بكلماتهن المتتابعة السريعة وضحكاتهن الخبيثة الماكرة وضجرت بكثرة الأقاويل وطول التفاصيل وكرهت نفسي أن أظل مكاني فقمت مغاضبا إلى حيث لا أسمع ولا أرى أحدا!

فقلت في نفسي: رويدك، لا تغضب، لعل النار في أفواههن لكن الجنة تحت أقدامهن!

[سلطان الرواد]

أقسم لك

أني لا أحب أن أشكر على جميل صنعته ... فالشكر دائما لله



\
\

[سلطان الرواد]

أجبني أيها القارئ!!!

هل على الأرض ثرى أكثر نعومة من المرأة؟

كلا ولا على القمر!

وهل على كل شجر الإجاص إجاصة شهدية واحدة كالمرأة؟

كلا ولا في الجنة!

وهل في كل الجداول رقة امرأة واحدة؟

كلا حتى السماء!

\
\

[سلطان الرواد]

الصعب والأصعب

خيرتني الحياة بين الصعب والأصعب، فاخترت أحيانا الصعب، وغالبا الأصعب! فالصعب أن تبلغ القمة، والأصعب أن تظل عليها! والصعب أن تجد من تحب والأصعب أن يقبل بك! والصعب أن تبوح بحبك والأصعب أن تخفيه! والصعب أن تعطي كل ما تجد والأصعب أن لا تجد ما تعطي! والصعب أن تنتظر من قد يأتي والأصعب أن تنتظر من لا يأتي!

قالت لي الحياة مرة: الأمر الذي لا منفعة به، الكف عنه منفعة.

[سلطان الرواد]

لا تنسَ

نظرتْ الحياة بعينها الذهبية إلى الأرض فبدأتُ أرى الأشياء بنورها. نظرتُ إلى ظلال الأشجار فوجدتها أشجاراً فقدت معنى الحياة. ونظرت إلى الغيوم فوجدتها بحاراً أحبت الحرية.ونظرت إلى الطيور فوجدتها أفواه أمل تغني كل صباح. ونظرت إلى نفسي فوجدتها ظلالا لبحار خرساء.

أدركتُ أني أمتلك كل أسباب النجاح، لكني لم أنجح أو قل لم أستخدمها، وآثرتُ أن أنتظر النجاح بنجاح غيري. أخيرا قررتُ أن أقف على قدمي، وأسير في درب النجاح وحيدا.

عندها قالت لي الحياة: كن أشجاراً، أو كن غيوماً، أو كن طيراً، أو كن ما شئت، لكن لا تنسَ أن تكونَ أنت في كل ما تكون!

[سلطان الرواد]

الصداع

كلما زارني صديق طفولتي – الذي يشق رأسي إلى نصفين فيقبض على أحدهما ويمسح على الآخر – أجد نفسي أمام لوم عريض من الجميع، فيقولون: يجب أن ترتاح، لا تفكر، لا تتحرك، لا تمشِ، لا تتكلم، لا تأكل هذا، لا تشرب ذاك، لا لا لا ...

فلا أكاد أتنفس تحت ضغط الّلاءات التي يلقونها على سمعي، فأخرج مغاضبا إلى حيث أخلو بالحياة على أكمة نائية.

فقلت لها: أحقا يريدون أن أرتاح؟

فقالت لي: كلا إنهم يريدون أن تموت حيا لا أن ترتاح!

\
\

[سلطان الرواد]

الأدب وقلة الأدب

قبل تسع سنين لزمني أحد الفتية ملازمة الغريم، راجيا أن أعلمه الشعر، فأسقط في يدي، لا أدري ماذا أفعل، فإن اعتذرت ظن أني جاحد، وإن قبلت كنت كمن أراد أن يولج الجمل في سم الخياط!

فاحتلت بحيلة المتنبي وقلت له: اذهب واحفظ ألف بيت من الشعر ثم ارجع إلي! وكنت أرجو أن يكون فيه خلاصي، لكنه بعد بضعة شهور رجع قائلا: حفظت ألف بيت!

فقلت ساخرا: لقد أصبحت شاعرا!

وهكذا انصرف كل منا إلى شأنه ودارت بنا الأيام ودالت، وإذ بي أراه على شاشة إحدى الفضائيات يقول شعرا كأنما ينفخ في كير أو يبقر جيفة، فسألت عنه فقيل لي: إنه شاعر شعراء هذا الزمان، فزاد عجبي عجبا!

ثم شاءت لي الأقدار أن ألقاه يوما في أحد المجمعات التجارية فتتهافت عليه النساء تهافت الفراشات على السراج، فانتظرت حتى انفض الجمع وهدأ الجو فدنوت منه فما كاد أن يذكرني فذكرته فتبسم ضاحكا وقال: أين أنت؟

قلت: بعيدا عن الأضواء!

قال: يا دافن نفسه، اخرج من قبرك إلى الحياة فتمتع بالنساء وبالثراء!

فقلت: هل هذا هو الأدب في تقديرك؟

قال: نعم!

فألقيت عليه نظرة أشارت له في أي هاوية هوى، ثم رحت عنه.

عندها قالت لي الحياة: خفف عليك لا يفلح من استغل الأدب في قلة الأدب وإن ظن غير ذلك!

\
\

[سلطان الرواد]

!!! ليه عيب !!!


تدرون ليه الحب عند العرب عيب = لأنه يساوي بين عبد(ن) وسيّد

ولأنه يدل الرجل درب المواجيب = شف الردي يصبح إلى حب جيّد

ولأنه يحنن قلب ذيب(ن) على ذيب = ولأنه مواري وجه طفل(ن) معيّد

دام الحسد بقلوبنا له محاريب = لاشك طير الحب بالعيب قِيّد

[سلطان الرواد]

سألني صديقي!

ماذا يفعل من أسيء الظن به؟

أيلتزم الصمت؟

أم يدافع عن نفسه؟

فقلت: بما أن سوء الظن مقدم عند الآخر، فاصمت!

فإنك لا تعلم ساعة الغضب ولا لحظة الرضا!

وكن على ثقة بأنه سيعلم أنك كنت صادقا!

ولو بعد حين!

فسألني مرة أخرى: ما ذنب من اتخذ سوء الظن عادة؟

قلت: فهل يعجزه أن يحسن؟ فالله يحب المحسنين!

قال: ولكن فيمن يثق؟ ويحسن الظن؟

قلت: ثق فيمن لا ينكسر! ولا يلين!

:)

[سلطان الرواد]

http://www.calixto.com/andre/web/mspace/tajmahal.jpg




تاج محل

عندما تسافر وحيدا إلى مكان لا تعرف فيه أحدا تكون مغامرا. فالمتعة عندي ليست بالسفر بل في المغامرة، وذلك لما يترسب منها على الروح والعقل معا. وعلى أية حال، فلقد اخترت السفر هذا العام إلى الهند؛ مهبط آدم كما تزعم التوراة، وأرض الجنة كما يسميها أهلها، وسلة البهارات والبخور كما تخيلها البرتغال والإسبان، ودرة التاج كما تغزل فيها المستعمر الإنجليزي.
هبطت مطار نيودلهي في ساعة متأخرة من الليل، وعندما سحبت حقائبي، وخرجت بها من بوابة القادمين، وابتعدت قليلا عن الحشود التي جاءت تستقبل أبناءها وأحبتها، وقفت وتنفست ملء رئتيّ وقلت: ها قد بدأت المغامرة!

فركبت سيارة أجرة تسكعت بي في شوارع العاصمة المزدحمة ساعات طويلة، وسعت بي بين الفنادق حتى وجدت مكانا ارتاحت له نفسي وقرت به عيني، فتناولت عشائي، وأويت إلى الفراش، استعدادا لغد حافل بالإثارة والمفاجئة!

وفي الصباح الباكر، تركت الفندق وحدائقه ومرافقه الفاخرة، وخرجت إلى الشوارع أشاهد الناس الذين خرجوا من بيوتهم كالنمل، وهاجوا وماجوا بغير منطق، ورحت أتخبط بينهم ماشيا كساجة لعبت فيها الأمواج، حتى انتهيت إلى سوق شعبي كبير، اصطفت به – جنبا إلى جنب – مئات العربات تصاعدت منها روائح الخبز والبهار والدهن والفاكهة وغيرها، فوقفت بإحداهن واشتريت خبزا وشايا وآجارا – وهو ثمار المانجا المنقوعة بالملح، المطيبة بالتوابل والخل – فأكلت وشربت وحمدت الله ثم عدت إلى سابق عهدي؛ إلى التيه، حتى انتهى يومي وهبط الظلام وعدت إلى الفندق وهناك كتبت في دفتري ما يلي:

– ما أكثر الكلاب في شوارع نيودلهي، فكأن لكل شخص فيها كلبا أو كلبين، ولربما كان ذلك سبب اختفاء القطط منها!

– إن الشعب الهندي شعب مادي بحت، ومع هذا فهو شعب ساذج يسهل استعباده واسترقاقه!

- لم أسمع في ذلك اليوم أذانا قط، وهذا دليل قاطع على أن المسلمين فيها أقلية!

وفي الصباح الباكر، استأجرت مرشدا سياحيا وانطلقنا بسيارته إلى آكرا، عاصمة الهند في عهد المغول المسلمين، والتي تبعد مئتين وسبعين كيلو مترا عن نيودلهي، وعلى طول الطريق المزدحم كانت الأنهار تسير معنا، وتحفنا أشجار المانجا والجوافة وحقول الأرز، فلما اصطحنت الشمس، رأيت خلقا كثيرا يركبون الدرجات الهوائية ويسيرون في اتجاه واحد، فسألت مرشدي عن ذلك، فأخبرني أن واحدهم يدعى "دودا" أي رجل الحليب، وهم من رعاة الأبقار والجواميس يخرجون كل صباح لبيع الحليب في أقرب مدينة، وأن أسبقهم سيبيع حليبه بأعلى الأسعار، فأدركت سبب تدافعهم وتنافسهم وتسابقهم على الطريق، وقلت في نفسي: لو كنت واحدا منهم لركبت دراجة نارية. ثم قلت: أكان ذلك زائدا في رزقي شيئا؟ فأجبت: كلا، ولكني أحب أن أكون متميزا في كل شيء!

وعند مدخل آكرا، توقفت حركة السير كليا، وبدا الازدحام شديدا، وأصبح الجو حارقا خانقا، فتأفأفت وتململت وإذ بالمرشد يقول: لابد وأن قطيعا من البقر يقطع الشارع الآن، وكان حدسه صحيحا، فلما تحركنا قليلا رأيت أبقارا دون العشرين، بعضها رابض على الطريق، وبعضها واقف على عرصاتها، وبعضها يأكل مما في عربات الخضار والفواكه، لا ينهرها ولا يعترضها أحد، فقلت: ألا بئس ما يعبدون!

ثم مررنا بالقلعة الحمراء، فطلبت من المرشد – الذي كان يتحدث معي طوال الرحلة بالإنجليزية – أن يتكلم بالأردو من الآن فصاعدا، وذلك لأدع له فرصة التعبير الحر بما يدور في نفسه، وأخلصه من القيود التي فرضتها عليه لغة ليست لغة أمه.

فأشار إلى القلعة الحمراء وقال: أتعلم أن هذه القلعة كانت قصر الحكم ودار السلطنة وصارت فيما بعد سجنا للسلطان؟

فأجبته: لا، كيف هذا؟

فقال: عندما انتهى السلطان شاهجهان من بناء أعجوبة الدنيا البيضاء لزوجه في اثنتي وعشرين سنة، أراد أن يبني له أعجوبة أخرى تشابهها لكنها سوداء، فلما علم أحد بنيه ذلك خرج عليه وخلعه وسجنه في القلعة الحمراء، بحجة الحفاظ على ما تبقى من أموال السلطنة التي أتى البناء الأول على أكثرها، فأصبح السلطان المخلوع يُكابد الأرذلَين؛ أرذل الحال، وأرذل العمر، فراح يبكي حتى كلَّ بصره، وكان يطلب ممن يزوره أن يولي وجهه قبل تاج محل، فيشعر بسعادة غامرة، ثم يجهش بالبكاء، فقالت له ذات يوم أخته: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لأني لم أعد أقدر على رؤية القبة البيضاء!

ففهمت مراده، وأحست بمعاناته، فجاءته بألماسة مصقولة، فصار يفني الساعات الطويلة، واقفا على نوافذ القصر، ممسكا بالألماسة أماما عينيه ينظر من خلالها إلى مرقد أغلى الناس عليه!

وما كاد المرشد أن يتم كلامه حتى التفتُ إلى حيث أشار بيده، لعلي أرى تلك القبة، فما رأيت شيئا، لأن الضباب الكثيف كان لا يزال نائما حالما تحت شمس الضحى السافرة!

ولما دخلنا بوابة تاج محل، وتراءى لنا أكمل بناء شيده الإنسان عبر العصور، وقفت مشدوها، ولا زلت كذلك كلما أردت أن أصفه وأنعت جماله، فلن أتكلم عنه أبدا، ولكني أدعوكم لزيارته، فنظرة واحدة إليه تغني عن ألف ألف كلمة!

ولن أتكلم أيضا عن أسطورة الحب الخالدة التي جمعت أرجمند " ممتاز محل " وشاهجهان، ولا عن مؤامرات الكاشحين، ولا عن صوادف الدهر وتصاريف الأقدار وريب المنون، بل أكتفي بالفلسفة التي من أجلها بني تاج محل، فلقد أوجزها السلطان في قوله : "يفنى البشر ويبقى البناء خالدا"، أي أن عمر الحجر أطول من عمر البشر!
فهل كان هذا صحيحا؟

قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (الرحمن، الآيتان 26 – 27).

[سلطان الرواد]

لا أذكر متى وأين سمعت هذا المقطع:

Wise men say only fools rush in

But I can't help falling in love with you

فهل في العجلة دائما الندامة؟

لطالما قلنا إن قلوبنا ليست بأيدينا!

فلِمَ نحاسب عما لا نملك؟

وقل لمن رأى الحب ضعفا!

أنت لم تدرك أنك إنسان إلى الآن

\
\

[سلطان الرواد]

لا أقبل أنصاف الحلول!

ولا أحب الشراكة!

وأكره التقليد!

وأحب الشروق

وأرجو أن أموت لحظة الشروق

وكفاني أن أرى النور وصفحاتي تطوى

\
\

[سلطان الرواد]

العين

ألم يسأل أحدكم نفسه يوما، لِمَ اختار الله مكان عيوننا كما نراها في وجوهنا، ولم يختر أن تكون في مكان آخر؟ أكان ذلك عبثا، أم أن هناك حكمة خفية؟ إن معرفتي بالله تقودني إلى البحث عن تلك الحكمة الخفية، لأنه – عز وجل – لم يخلق شيئا عبثا!

فلأنها الأهم كانت الأعلى مكانا؛ فوق الفم، والأنف، والأذن. فقد يغني البصر أحيانا عن غيره من الحواس، فبالنظر تميز السطح الخشن من الناعم دون لمسه، وبالنظر أيضا ترى الطعام فتكرهه قبل أن تذوقه، ولن تقدر الحواس الأخرى مجتمعة على وصف نملة كما تصفها العين!

أما عن مكانها فهي إلى الأمام دائما، وفي ذلك حكمة سآتي عليها في النهاية. فإن كانت إلى الأعلى لكرهنا السماء وكرهتنا، وإن كانت إلى الأسفل لضاقت بنا الأرض بما رحبت، وإن كانت على الجانبين لتفرقت بنا السبل، وإن كانت إلى الخلف لمكثنا في الماضي أبدا.

إنها إلى الأمام لأن الحياة تسير أمامنا، فلا ينبغي للحي أن ينظر إلى الوراء ويدع الحياة فيضل، ولا إلى الأعلى فيرى الأكبر منه والأعظم فيزل، ولا إلى الأسفل فيعتاد الأدنى والأحقر فيذل، ولا إلى اليمين ولا إلى اليسار فيختلف الأمر عليه ويضطرب فيمل.

فلله في خلقه شؤون.

\
\

[سلطان الرواد]

بشويش بشويش يا دلوع = دخيلك ارحم عباد الله

في محجريك الليال هجوع = وصاحي بهن البلا كله

فيهن بدر محري(ن) بطلوع = وفيهن نخل طايل(ن) ظله

وفيهن مدى الصمت ومعنى الروع = صفحات غدران مختله

إن جيت جيتك وكلي طوع = وإن غبت قمت اشتكي العله

عقبك عيوني طواها الجوع = وتغصها دموع منهله

[سلطان الرواد]

علامك ما تعدين الصحيح = وانا لك حاضر وكلي فدا

تسبيني وأخصك بالمديح = تجازيني على طيبي ردى

رضيتي فيني الهرج القبيح = وكنتي له مع العالم صدى

تركتيني وأنا عندك طريح = وقفتي ضدي بصف العدا

وانا ماني بأحاسيسي شحيح = خذيها كلها لآخر مدى

زعلتي يوم شفتيني صريح = وقلتي ضاعت سنيني سدى

عليم الله من منا الجريح = ومن منا على الثاني عدا

ومن منا صفح قبل أن يبيح = ومن منا عن السكه غدا

ومن منا تكلم بالصحيح = ومن منا افتدى يوم افتدى


\
\

[سلطان الرواد]

كل ما زادت همومي ... وامتلى بالحزن يومي ...

أفرش لحاف ومخدّه ... وأعطي الآلام صدّه ...

أترك الواقع ورايه ... وآخذ أحلامي معايه ...

طايرٍ بين الكواكب ... والنجم للنور ساكب ...

تحتي الأرض الكئيبه ... فوقي أفاقٍ رحيبه ...

قمت ألم الحزن وأنثر ... وأبتعد أكثر وأكثر ...

شفتها تصغر وتصغر ... والفضا يكبر ويكبر ...

لين غابت فيه عني ... وانسلخ هالطين مني ...

ما بقيت إلا مشاعر ... بالرضا والأمن شاعر ...

لا دموع ولا مآسي ... لا ملوك ولا كراسي ...

لا شعوب ولا قبايل ... لا شرور ولا رذايل ...

لا تقاليد وتفاخر ... ما بقى فاخر وساخر ...

كلنا بالكون ذرّه ... طايره وسط المجرّه ...

الله أكبر والله أكبر ... والله أكبر والله أكبر ...

إن وصلت أبعد خيالي ... ما خطر شيٍ في بالي ...

وانتحر هالليل بدري ... وانتصر بالشرق فجري ...

بالفضا نادى المنادي ... وين يا سلطان غادي ...

إن شرحنا لك صدرك ... ووضعنا عنك وزرك ...

الذي أنقض ظهرك ... ورفعنا لك ذكرك ...

فإلى ربك فارغب ...

[سلطان الرواد]

قالت لي، ذات صباح

ما هو الممكن؟

وما هو المستحيل؟

فقلت: كل شيء ممكن ولا شيء مستحيل!

فلما تأملت قولي تبينتُ خطأي!

فناديت على السائلة

وقلت: كل ما في الكينونة ممكن وكل ما في الحال مستحيل!


فلولا المستحيل لكنتُ خالداً!

[سلطان الرواد]

لا يغرك وانت جنبي تقول أنا سوا = ما تساوى ليل(ن) أعشى مع البدر البهي

[سلطان الرواد]

سيئة جارية

بعد مشاركتي في ذلك البرنامج المشهور، تهافت علي الملحنون والمغنون، طامعين، أن يجدوا لدي نصوصا تغنىّ

وبالفعل كان لدي الكثير!

إلا أنني رفضت، واعتذرت!

ليس لشيء إلا أنني أصبو إذا توسدت تراب قبري

أن أنقطع عن الدنيا

وأفضي إلى ما قدمت

وأنام نومة هادئة

لا تزعجني فيها سيئة جارية

\
\

[سلطان الرواد]

التضحية

كثيرا ما أرقتني

وأشغلتني

وحملتني ما لا أطيق

\
\

ولكن دعنا نعريها أولا

لِمَ التضحية؟

أمن أجل فكرة أو عقيدة؟

أم من أجل بشر؟

أم من أجل الذكر الحسن؟

أم من أجل الأجل الأسمى؟

\
\

دعني أقول:

لا شيء يستحق التضحية

فأكبر التضحيات

أن يضحي المرء بنفسه

وفي لحظة الحياة الأخيرة

عندما تنظر إلى الدنيا وراءك وتودعها

ثق بأنك ستتمنى ولو قليلا العودة

ولولا حسن الظن بالله

ما ضحيت في شيء

أبدا

\
\

[سلطان الرواد]

http://www.youtube.com/watch?v=W8oEk5_J81U&feature=related


Where are you today

أين أنتِ اليوم؟

Do you feel the wormth of the sun on your face

هل تشعرين بدفء الشمس على وجهك

Or are ocean waves, calling you to a more tranquil place, where sunset and turquoise waters meet

وهل أمواج المحيط، تدعوك إلى مكان هادئ، حيث يلتقي الغروب بالمياه الفيروزية

And the calm of the moment

وحيث هدوء اللحظة

Serenades the sand beneath your feet

وأنغام السريناد تحت قدميكِ

And is the nignt splendid do the stars look below

وعندما يكون الليل رائعا، هل تنظر النجوم إلى الأسفل

Do they twinkle in unison

وهل تتألق بانسجام وتناسق

As you bask in moonlight glow, in the valley plush

وبينما تنعمين بضوء القمر المتوقد، هناك في الوادي المترف

And is the meadow in bloom

أيزهر السهل؟

Does it echo in familiar voice a lullaby

هل صدى الأصوات العادية أغنية تغنى للطفل قبل النوم

Sweet in tune

حلوة في النغم

Where are you

أين أنتِ

Where are you today

أين أنتِ اليوم

[سلطان الرواد]

في كل المنتديات

هناك أعضاء مشاكسون

فهل هذه وسيلتهم ليلفتوا أنظار الآخرين؟

فإن كان نعم

فليعلموا أنهم يتهافتون أمامهم

شهبا تحرق نفسها بنفسها

أو فراشات تتلظى في الجحيم

ولعلي أنصح واحدهم وأقول:

نل الإعجاب والاحترام

بحسن الخلق

وطيب النفس

ورزانة الأفعال

فرب صامتٍ عنك راحم لك

ورب مطبل لك محتقر لك

\
\

[سلطان الرواد]

تبقى حبيبي رغم بُعدك = ما فيه قبلك ولا بَعدك
ـ = يا حبي الأول الآخر
شف وين هالشوق وداني = من قاصي الأرض للداني
ـ = يا حبي الأول الآخر
شايل همومي على متني = والناس بالحب لامتني
ـ = يا حبي الأول الآخر
ليه المخاليق يجفوني = والدمع ما فارق جفوني
ـ = يا حبي الأول الآخر
ودي أعبر ولا ودي = والشعر محتار في ودي
ـ = يا حبي الأول الآخر
جيتك من البعد أندهلك = وش حيلتي وانت عند أهلك
ـ = يا حبي الأول الآخر
ما تبت يا بلسم جروحي = من يوم حبك خلج روحي
ـ = يا حبي الأول الآخر
حبك على مهجتي راسي = قدرك على عيني وراسي
ـ = يا حبي الأول الآخر
إن جيت كان الهوى عذري = وغبت جاب الهوا عذري
ـ = يا حبي الأول الآخر
أدري وسط محجرك سمي = سمي قبل تقتلي سمي
ـ = يا حبي الأول الآخر
وجهك بدر والدجا تاجك = بالحيل بالحيل محتاجك
ـ = يا حبي الأول الآخر
صوتك مع الليل إدماني = وبعدك عن العين أدماني
ـ = يا حبي الأول الآخر
أمشي على راحتك وأجري = لو كان كثر التعب أجري
ـ = يا حبي الأول الآخر
تبقى حبيبي رغم بُعدك = ما فيه قبلك ولا بَعدك
ـ = يا حبي الأول الآخر
ـ = يا حبي الأول الآخر

[سلطان الرواد]

http://www.freephotosbank.com/photographers/photos1/17/med_bb104s1002.jpg



مهما بدا وجه الماء متمعجا

سيظل نقيا طاهرا

واهبَ الحياة

\
\

[سلطان الرواد]

http://ilovebacteria.com/Images/bubble.jpg

على الرغم من جمالها

إلا أنها فارغة

ومثلها كثير من الناس

[سلطان الرواد]

http://fc02.deviantart.com/fs18/f/2007/166/7/f/Ember_Zavalia_by_enigma_astralis.jpg



السريالية في كل شيء

حتى في مشاعرنا

[سلطان الرواد]

http://angelgardens.com/images/Darlows_%20Enigma.jpg

ترى!!!

أتفوح الزهور

بـ

رائحة الحياة

أم بـ

رائحة الموت

؟

\
\

[سلطان الرواد]

http://images.tribe.net/tribe/upload/photo/480/365/48036517-24d8-45c8-be0a-666bec9a9c4b


للفوضى قانون

حكمة تعلمتها في جامعتي

Chaos Theory

[سلطان الرواد]

http://www.smh.com.au/ffximage/2007/10/05/TableMountain_narrowweb__300x449,0.jpg

أنا لست ضد أحد

ولا بصف أحد

بل

وحيد

مع نفسي

\
\

[سلطان الرواد]

أمثال ( سلطانية )

الاختلاف في الرأي لا يفسد الحقيقة

القرد في عين أمه قرد

انظر واسمع واصمت

خالف تَعرف

لكل غصن مزهر ظلال

داروا عقلاءكم

الحب أعمى والكره مجنون

\
\

[سلطان الرواد]

قيل إذا أردت أن تتخذ صديقا فأغضبه، فإن أنصفك فاتخذه، وإلا فدعه يذهب مع الريح

فما بالك بمن أراد أن يتخذ خدينا؟

لعمري يا فاروق الأمة لم أجد إلا شموسا مكسوفة

\
\

ومما قيل أيضا: من ودها ألا يدوم لها ود ومن عهدا ألا يكون لها عهد!

فما نفعها إذن يا أبا الطيب

\
\

أريد حلا

:(

[سلطان الرواد]

في عملي كمدير

وفي حياتي كإنسان

تمر على مسمعي كلمات تعنيني

وغالبا ما تكون قادحة

فابتسم ابتسامتي المعهودة

وأسجلها على ورقة

وأتركها حتى الليل

فإذا حل

جلست مع نفسي

ونظرت في الورقة طويلا

وفكرت في كل ما قيل

فإن كان صحيحا عقد العزم على التغيير

وإن كان غير ذلك

نظرت إليه من كل الزوايا

فإن لم أجد

عفوت عن كل من ظلمني

ووضعت رأسي على وسادتي

فأنام ملء جفوني راضيا مرضيا

\
\

[سلطان الرواد]

ذات يوم، ذهبت مدعوا إلى مأدبة أقيمت على شرف صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال!

فألقى الأمير كلمة ثقيلة

"مكعب النون"

أو الأنوان الثلاثة

استخفها الناس وصفقوا لها

أما أنا فقمت وقلت له:

http://www.youtube.com/watch?v=1QjBYQ1Ip3I

\
\

[سلطان الرواد]

نبحث عن السعادة

بكثر ما ننأى عن الهم

وفي النهاية نجد أنفسنا

أنأى عن السعادة

وأقرب إلى الهم

\
\

حياة غريبة

[سلطان الرواد]

ليت لي قلوب أضعاف أضعاف البشر

فإن حدثت معجزة

وكان لي ذلك

فهل سيرضى الناس عني؟

\
\

كلا ومن فم إلهي

[سلطان الرواد]

وفي الحقيقة

أنا لا أخطب رضا أحد

ولا تعوزني المشاعر

فعندي منها ما يغنيني عن الناس أجمعين

وحتى أظل شامخا في عين نفسي

أنا لم آتِ من أجل أنثى

وإنما أتيت من أجل قبيلة

فقد قرأت مثلا فارسيا صباح اليوم وأعجبني ولن اقوله مخافة أن يحسب علي!

[سلطان الرواد]

الشقيق الروحي

مصطلح يؤمن به البوذيون والهندوس وحتى النصارى

وأنا مؤمن به أيضا

لكن إيماني ليس كإيمانهم

فلهم دينهم ولي دين

فمن على ديني؟!

[سلطان الرواد]

جمال الورد لا فتح وحتى ... ذبول الورد في غصنه جمالي

.
.
.

[سلطان الرواد]

تمر الشهور كئيبة

وأنا أجمع البدر تلو البدر

لأنظم عقد بدور

فلعلي أهتدي

وأجد جوابا

هل ما زالت أمنا بخير؟

لكم دعوت لها في ظاهر الغيب

فهل كانت العافية حليفها؟

\
\

[سلطان الرواد]

عيد ميلادي

كما أراه هنا (http://www.4shared.com/audio/3hNgE8Kc/My_Birthday.html)

[سلطان الرواد]

عندما تعيش في منطقة لا يطالها قانون الدولة

وإنما تنظمها القوانين القبلية

تشعر بأنك في غابة

ففي صباح اليوم انطلق موكب سيارات شرطة ينقل المسجونين من سجن إلى آخر

فاعترضه شرذمة كان بينهم وبين أحد السجناء خلاف

فاختطفوا السجين وراحوا به إلى وسط المدينة

وقاموا بتعريته ووسمه ولولا تدخل بعض وجوه الخير لقتلوه!

فأين هيبة الدولة؟

نعم، لقد كان المعتدون أولي قربى، ومع هذا فلن أقف معهم، وسأطالب بمعاقبتهم أشد العقاب.

أعلم أن كلامي لن يعجبكم

ولكن

لا عتبى لكم!

\
\

[سلطان الرواد]

لقد كان صعبا أن أكتب بصدق!

ولكن الأصعب من ذلك

أن أقشر قلبي

حتى يفهمني الآخرون

[سلطان الرواد]

أصعب الأصعب

أن تعيش وحيدا

في مجتمع

\
\

[سلطان الرواد]

ليست نبيا ولكني أعلم من الله ما لا تعلمون

[سلطان الرواد]

كم

كانت

تلك

الدموع

غالية

ولا زالت

[سلطان الرواد]

عندما أمسك بقلمي لأكتب شيئا

أحب أن يكون جديدا

ولا أحب أن يقرأه أحد سواك


أتدرين لمَ؟

لأنك المخلوق الجديد على هذه الأرض

أما غيرك فهو تكرار


\
\
.

[سلطان الرواد]

إنا لله وإنا إليه راجعون

جُعلت ممن قيل فيهم: يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي وادخلي جنتي

\
\

من قلبي صادق العزاء والمواساة والدعاء

:(

[سلطان الرواد]

لا تقولي: لا انـتهى حبٍ يموت...

ولا تقولي: لا ذبل زهرٍ يموت ...

بس قولي ... \/ ...

كلما جف الشعور...

وانكمش وجه الزهور...

هي مخاضٍ ثم ولادة...

من جديد...

...!

[سلطان الرواد]

متى ما تحوّل حقيقه خيال . . . تأكد بأنك محبٍ تعيس

\
\

وكل من تعدّى حدود الكمال . . . تدحدر وشاف الردي والخسيس

/
/

دموعه شموعه بجوف الليال . . . وهمّه ضجيعه ووهمَه أنيس

\
\

[سلطان الرواد]

ها أنذا – يا شقيقة روحي – أعصي عقلي للمرة الألف وأطيع قلبي، فكلما رحلتُ عنك أجدني بعد أول عقبة أرتد على آثاري إليك، وكلما عزمت على التناسي نسيتُ أنني أتناساك فأذكرك، أأنتهي عنك فأجترمك؟ أو أنتهي بك لأبدأك؟

كيف لا وأنتِ التي تلين الأرض من تحتك غيرةً، وتدنو السماء إليك غبطةً، وتفر منك الشمس خجلا، وتفوح الأزهار حُرقة؟

كيف نعم وأنتِ التي لا ذنب لك إلا قتلي، ولا منتهى لي منك إلا إليك؟

نعم لقد تغيّر كل شيء، حتى أنا وأنتِ!

لم نعد نفهم من الفراق إلا دنو اللقاء، ولا من الغياب إلا حرقة الأشواق، ولا من الألم إلا اللذة، ولا من الصدود إلا اقتراب الوصال، ولا من الغروب إلا الشروق، حتى أنت أيها الليل البهيم لم تعد النهار فحسب بل صرت صاحب الوجه الأشد بياضا.

أكان الحب غاية وكنتُ أنا الوسيلة؟

أم كان الحب وسيلة وكنتِ أنت الغاية؟

كلا...

أترانا إلهين أم بشر؟

ألم نخلِق الحبَّ من مشاعرنا الدافئة؟ فلِمَ كفر بنا؟

ألم نمتلك الغايات؟ فلِمَ عُدمنا الوسائل؟

لم تعلمي يا قرة عيني أن الزمن كالينبوع الصافي يعكس صور المارين عليه؟ ولم تعلمي أن الزمن كفيل بتجميل أقبح الأشياء، فحتى القبور على بشاعتها وفظاعتها ترضى بنمو الزهور عليها؟

آه يا حبيبتي تعالي إلي لأحكي لك حكاية، يحكى أن سبعا خرج على عابر سبيل، فلاذ الأخير فزعا ببئر مهجورة، وأخذ بحبلها الرث وأدلى نفسه فيها، فرأى أفعوانا فاغرا فاه في قعرها فطار لبه وهمَّ بالخروج وإذ بالسبع فوقه فاغرا فاه كذلك، فظل متدليا على حاله يرقب انجلاء أحد الخطبين، وبينما هو كذلك إذ بالحبل يتخزّعُ رويدا رويدا!

هذا أنا...

أأنزل أم أصعد أم أصبر؟

فالنهاية واحدة ولكن الأحداث مختلفة!

\
\

[سلطان الرواد]

كل عام وأنت بخير

[سلطان الرواد]

من قال إن الجهات أربع؟

هي سبع لو تعلمين

ما أبعدني وأبعدك

كلانا ضائعان

!

\
\

[سلطان الرواد]

للقلب عيون ... وللشوق حناجر

\
\
.

[سلطان الرواد]

الإلحاد

\
\

الإلحاد في اللغة يعني الميل، وفي الاصطلاح هو الطعن في الأديان. وسمّته العرب إلحادا لأنه ميل عن الفطرة التي فُطر الناس عليها؛ ألا وهي الاعتقاد بوجود إله عظيم أوجد الكون وما فيه من العدم، وبيده ملكوت كل شيء، وإليه يرجع كل أمر، وأنه المستحق للعبادة بما ارتضاه لنفسه وبينه في شريعته وأقامه في دينه. ولذلك فإن الذي ينكره انكارا تاما، ممسوخُ الفطرة مشوه السريرة مختل الإدراك قاصر الفهم جدير بالشفقة حينا وبالسخرية أحيانا. لأنه قبل إنكاره إلهَهُ كان منكرا لنفسه، وقبل مروقه من الدين كان مارقا من ذاته، مسفِّها لكل نواميس الفطرة المختلجة في قلبه. نعم إنه حري بالشفقة لأنه مريض نفسي، وبالسخرية لأنه لا يدري ولا يحب أن يدري أنه كذلك!

ولذلك تجد الملحد أولَ ما يخوض في مستنقع الإلحاد يجحد كل شيء ويصر على ذلك، ثم يستشعر سخافة ما يعتقده ويجادل فيه فيركن إلى الطعن في الجزئيات، أي في بعض صفات الله تعالى، أو في بعض فروع الدين، ليتخذ من البعض حجةً لنقض الكل، وهذا استدلال باطل، ساقط على نفسه. فهو أشبه برجل أعمى لا يخرج من حفرة وقع فيها إلا وقع في أخرى.

قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. (سورة الأعراف، الآية 180)

إن أكثر ما يقع فيه الملحدون من الشك يدور حول الشر والأمراض والأوجاع والكوارث والفواجع والإعاقات والتشوهات الخَلْقية. ولنأخذ كل واحدة منهن بشيء من التفصيل والتبيين:

الشر:

يعتقد الملحدون أن وجود الشر دليل قاطعٌ يُسقط الإله من عرشه وينفيه خارج العقول والقلوب، لأن الإله بين اثنين؛ إما جاهل بالشر لا يدركه ولا يميّزه أو محيط به عليم خبير، فإن كان الأول نُفي عنه صفات أهمها العلم، وإن كان الآخر فهو بين حالين؛ إما أنه لا يقدر على رد الشر أو أنه قادر على ذلك، فإن كان الأول نفيت عنه صفة القدرة، وإن كان الثاني نفيت عنه صفة الرحمة. وإذا نفيت إحدى صفات الإله عنه كان ذلك سقوطا له.

أما الرد على هؤلاء فيكون من الشر نفسه، إذ أن ظهور الشر لم يكن بفعل الإله وإنما بسلوك البشر، لأن الأصل في الأشياء الخير، إلا ما طرأ عليها الشر فتحولت إليه، وهذه إحدى البديهيات التي لا تحتاج إلى إعمال الفكر طويلا. وبذلك يكون الشر صفة ملازمة للبشر لا للإله، فلا يُؤخذ بذنوبهم، ولا يُسأل عنه، ولا يُلزم بدفعه.

ومن ناحية أخرى، يُعتبر الشر في أعراف البشر شيئا نسبيا لا مطلقا، لانه متغير بتغير الزمان والمكان، وسأضرب لك مثلا؛ في الحرب يزعم كل حزب أنه على الحق وأن الآخر على الباطل وتتضارب معهم آراءُ الناس فيهم، وبذلك عَز بينهم الإنصاف، وإلا ما اقتتلوا. فإن كان هذا حال البشر فما ظنك بربهم؟ ومنذ متى تساوى الإدراك السفلي للأشياء مع الإدراك العلوي؟ فليس ما يعتقده الأطفال شرا شرا بالضرورة في اعتقاد الآباء، وإلا ما وجب على الآباء تأدبيهم! وبعبارة أخرى، لا يجوز أن نُخضع الخالق لإدراكنا، فليس ما نعتقده الحقيقةَ دائما.

وهكذا يكون كل ما قد تقدم به الملحدون عن الشر ضربا من الجهل والسفاهة.


الأمراض والأوجاع:

اتخذ الملحدون فشو الأوجاع وانتشار الأمراض والأوبئة وليجةً إلى القدح بعدل الله ورحمته والطعن بتمام حكمته، وقولهم في هذا يتلخص في هذه التساؤلات؛ إذا كان الله رحيما بعباده فلِمَ يعذبهم بهذا الكم الهائل من الأوجاع والأمراض؟ أخُلقوا ليعذبوا؟ وما دام الله غنيا عن العالمين فلِمَ يؤاخذ بما استغنى عنه؟ وماذا عليه لو كتب لهم الصحة أبدا؟ أناقصٌ ذلك من ملكه شيئا؟ وما هي الحكمة من السقم؟ وهل العدل تسلط القوي على الضعيف؟ ويتطاول البعض هازئا بألفاظ لا تليق بالله – عز وجل – أستحيي أن أوردها في مقالي هذا.
أما الرد على هؤلاء فيكون سؤالا كهذا؛ لِم يعذب الله الناس؟ فتكون الإجابة: بذنوبهم! فالعقوبة لا تتنافى مع الرحمة بل إنها لازمة للعدل والحكمة. فالأب حين يعاقب ابنه لا يفقد معنى الأبوة وكذلك الرب عندما يعاقب عبده لا يفقد معنى الربوبية. نعم إن من رحمة الله بخلقه وعدله وحكمته أن يعاقب على الخطأ ولا يضره التعجيلُ في الدنيا أو التأجيلُ إلى الأخرى أو العفو والمغفرة فذاك شأنه ولا يسأل عما يفعل.

وهناك حديث نبوي صحيح يؤكد صدق ما أشرت إليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر المهاجرين! خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.

أما سؤال سائلهم: إذا كان الله غنيا عن العالمين فلم يؤاخذ بما استغنى عنه؟ فالرد عليه سؤال مثله: هل هم الأغنياء ليسألوه عما يفعل؟ أم هم الفقراء إليه وهو سائلهم عما يفعلون؟ ومتى حق للمحتاج سؤالُ القادر لِمَ أعطى ولِمَ منع؟ ولماذا آخَذَ ولماذا عفا؟ وهل زاد ذلك في ملكه أم أنقصه؟ ومن وجه آخر؛ فإن إثباتَ الضعف للضعيف والقوة للقوي عينُ العدل ورأس الحكمة، فإذا لم يكن للقوي سلطان على الضعيف ما كان للقوة معنى ولا ارتفع الأعلى عن الأدنى ولتساوى الخلق والخالق.

قال تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا. (سورة فاطر، الآية 45)

فسبحان من كان هذا حلمه وعلمه، وكانت هذه قدرته وبصيرته.


الكوارث والفواجع:

يكاد حديث الملحدين في هذا المقام أن يكون اجترارا لحديث الأمراض والأوجاع لهذا أكتفي بالرد عليهم بما تقدم!

الإعاقات والتشوهات:

في هذا الباب يتمادى الملحدون كثيرا في قدح الله، ويزعمون أن الله الذي قال بأنه قد خلق الإنسان في أحسن تقويم كذب في ذلك – تعالى الله عما يقولون – فأين التقويم الأحسن الذي خُلق به الإنسان معاقا أو مشوها؟ وما ذنب من لا ذنب له؟ وهل علم الله به فجعله مشوها؟ أم علم به ولم يقدر أن يجعله صحيحا؟ أو لم يعلم به قط؟

هذه الأسئلة وما يشبهها هي خلاصة ما ينغر به الملحدون، والرد عليهم أسئلة مثلها وإجابات: ما هي نسبة الإعاقات والتشوهات إلى الصحيح والتام الخَلْق؟ وكم منها كان الإله مسؤولا مباشرا عنه؟ وهل الإعاقة والتشوه دليلٌ على قصور في الخلق؟

لو أخضعنا المجتمع الإنساني إلى علم الإحصاء فسنجد أن هناك مشوها أو معاقا واحدا بين كل ألف من الأصحّاء وربما بين ألفين، فلماذا نترك الغالب ونلتفت إلى النادر؟ أليس هذا من السخف والجهالة؟ ولقد أثبت العلم الحديث أن الإنسان هو السبب المباشر للتشوهات والإعاقات، فما زواج الأقارب ولا الزواج من أعراق كثرت فيها العلل والآفات إلا أسباب ومشجعات لها، والإنسان بحروبه ونشاطاته المختلفة؛ الكيميائية والحيوية والفيزيائية والذرية أدّى إليها وزاد من ظهورها. فما ذنب الله في هذا؟ وهب – أيها الملحد – أن الله مسؤول عن عدد قليل جدا من التشوهات والإعاقات التي يبتلي بها من يشاء، فإن أُحسن الظن به عز وجل، كان هذا تذكيرا للناس بفضل الله ونعمته عليهم ورحمته بهم، وتخويفا لهم، وهو أيضا باب عظيم للتراحم بين الناس فيحنو القوي على الضعيف والكبير على الصغير والصحيح على السقيم.

فقد قال الله تعالى:

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ. (سورة الأنعام، الآية 6)

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. (سورة الأحقاف، الآية 27)

وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا. (سورة الإسراء، الآية 59)

ولقد ثبت لله أنه قد خلق الإنسان في أحسن تقويم بما نراه في البشر الصحيحين من حولنا، ولا ينقص من قدرته إذا جاء البعض ناقصا أو مشوها، لحكمة أرادها عز وجل ورضي عنها.

فسبحان الله الذي تكلم عن نفسه ووصفها في كتابه فقال:

لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (سورة الأنبياء، الآيتان 22 – 23)

فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (سورة الروم، الآيات 17 – 19)

فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. (سورة يس، الأية 83)

\
\

[سلطان الرواد]

إذا التقينا وباست عيني عيونك = أعلمك عن غيابك ويش سوى بي

[سلطان الرواد]

آه يا امرأة تختصر النساء!

لقد ابتليت بحبك، وابتليت بفراقك، فكيف يطيب لي العيش بعدك؟ وكيف لي أن أحب مرة أخرى؟

عبثا أحاول أن أبحث عنك بين وجوه الجميلات، لكنني أصبّر نفسي بما أجده فيهن ويذكرني بك! ففي كل حسناء أيقونة جمال هي قبيحة بدونها. فإذا أخذتِ كل هذه الأيقونات ورتبتها في لوحة فسيفسائية على وجه قمر مكتمل، كانت أنتِ!

لم يبق من عمر هذا العام المحتضر إلا يوم واحد، وهو كل ما تبقى لي من حبك! أأجلس وحيدا وأضع يدي على خدي وأنظم دموعي عقودا لأجمّل بها عنق عامي القادم؟ أم أضع يدي فوق أيدي الناس وأشرب نخب الوداع من جرة قلبي؟ أم ألوّح لك وأدير ظهري لأستقبل عاما جديدا بكل شيء؟

كلا... لقد كنتِ أملي الوحيد في حياة جديدة!

لا أطلب منك إلا النسيان بكل ما في النسيان من ألم، فأنا لا أريد أن يبقى شيء مني في قلب ليس جديرا بي!

أنا لستُ نادما عليك، ولكنني نادم على العمر الذي ضاع مني وأنا أحلم!

فما أصعب أن تستيقظ بعد أجمل الأحلام على لا شيء!

لقد كرهت أن أعود مرة أخرى إلى نهر الحب الأزلي لأملأ جرتي، ليس لأن جرتي مكسورة بل لأني لا أريد أن أتذوق طعم الخيانة مرة أخرى!

ما بال كلامي أصبح عاديا؟ أين روحه التي عهدتها فيه؟ أتراها خرجت معك إلى المجهول؟

لقد أعدت ترتيب أوراقي واستثنيتك منها فما بقي في يدي إلا ورقة من هواء لا تقبل إلا أن تظل عذراء!

ذريني إذن أعيد ترتيب نفسي، وأكتبك من جديد:

هناك حيث الغيوم النائمة على صدر الأفق، تصحو الشمس متثائبة، وتمد أشعتها أذرعا لا متناهية تعبث أصابعها السحرية بكل شيء فتعطيه لونا!

فتحمر بعض الأزهار خجلا وحبا وربما حنقا، وتبيض أخر صدقا وطهرا وربما بلادة، وتصفر أخريات غيرة وربما شبقا، ولكن تبقى زهرة واحدة عارية دون ثوب من ألوان!

فمرت بها الريح والتفت عليها كثعبان وهزتها هزا عنيفا فلم تأبه لها وانكمشت على نفسها، فراحت عنها مزمجرة تضرب الأرض وتجلد الأغصان وتصفع وجه البحيرة!

فسألتها البلابل: ما بك أيتها الريح غاضبة؟

فقالت: تلك الزهرة اللعينة وأشارت إليها وراحت تركض نحو الوادي مولولة وهي تحثو التراب على رأسها!

فطارت البلابل إلى الزهرة وصارت تغني حولها أجمل أغانيها وتسكب فوقها أعذب ألحانها، فبقيت الزهرة مطأطئة، حتى عيل صبر البلابل وطارت إلى الأشجار تبكي وتئن!

وهكذا حاول كل ما في الطبيعة أن يفهم سر تلك الزهرة لكن دون جدوى!

حتى مررتِ – ياشقيقة روحي – بها فتفتحت وتلوّنت خجلا وفاحت عشقا!

ألا إن تلك الزهرة قلبي!

فهل ستمرين به! ولو عن طريق الصدفة؟

[سلطان الرواد]

الشتاء

\
/
\

تتعرى الأشجار، وتطرح أوراقها تحت سيقانها، لتستحم كل شتاء، وتغسل تعب الحياة عن أبدانها!

فهل القلوب كالأشجار؟

ربما سيكون هذا الشتاء قاسيا ومؤلما جدا!

لكنه في نفس الوقت ينبئ بموسم جيد من الطهر والجمال!

\

[سلطان الرواد]

ألم أقل لك يا شقيقة روحي أن المرآة تصبح شاعرة عندما تنظرين فيها؟

أفلا أكون شاعرا مجيدا – وأنا قلب وروح – وأنتِ أمامي؟

إذن تعالي بين ذراعي وانظري إلي!

[سلطان الرواد]

صباحي كفنجان قهوة مقلوب على الوهم

أشعر بالبرد

\
\

[سلطان الرواد]

يبقى الشجر واقف ولو طاحت أوراقه . . . رغم الخريف ودمعة القهر بأحداقي

[سلطان الرواد]

إذا كان اليوم عند الله ألف سنة مما نعد!

فإن ستين عاما تعادل عنده: يوما وعشر ساعات وثلاث وثلاثين دقيقة وست وثلاثين ثانية!

فهل يا ترى إذا أمهل الله الإنسان يوما أو بعض يوم - في المقياس الإلهي - كان ذلك إمهالا وكان ذلك حلما؟؟؟

ما أعلمه أن أعراب البادية كانوا يمهلون ضيفهم قبل السؤال ثلاثة أيام وهي أيام الضيافة، ويمهلون أيضا واتِرَهم ثلاثة أيام وثلث قبل الثأر منه! فيما تعارفوا عليه بمسمى (المهربات المدربات)

أفليس الله أحلم؟

أوليس الله أرحم؟

آه ما أكثر التساؤلات وما أصعب الإجابة

\
\
\

[سلطان الرواد]

هناك عند النبع الصافي الذي يتدفق من صدر الجبل مفعما بالحياة إلى فم الوادي العطش أبدا، حيث الظلال الوارفة التي تطيلها النسائم العليلة، تحت الصخور الساهمة أزلا إلى الأفق البعيد المطل عليها بين جهلتي الوادي، قبضت يدي على زهرة – لا أعلم لها اسما – فابتدعت لها اسما ارتاحت له نفسي فدعيتها"لا تنسني".

وبعد وجوم طويل وتأمل عميق جلست أعريها من بتلاتها واحدة واحدة.

تحبني...
لا تحبني...
تحبني...
لا تحبني...
تحبني...
...

عندئذٍ أغلق نافذتي عن المشهد، وقد أعطتني الزهرة كل بتلاتها، وأنطوي على نفسي وحيدا في زاوية الفكر المظلم أسمع صوت مولر يتردد في جمجمتي:

"هل ما ندعوه ظروفا وفروقا اجتماعية ليس إلا إرادة الله، ومن طمع في التغلب عليها فقد عصى ربه وأثِم؟"

أم هل أودع بين جنوبنا قلوبا تسير بنا ملء إرادتنا؟

"فما بالنا إذن لا نسأل الطفلَ لماذا ولد، والزهرةَ لِمَ تفتقت، والشمسَ عن شروقها وغروبها؟"

ونسأل المحب – ونلح في سؤاله – لماذا أحببت!

عجيب أمرهم يا شقيقة روحي! إن إرادة الله فينا هي بتقليب قلوبنا، أما ظروفنا وما بيننا من فوارق اجتماعية، فما هي إلا المحك الذي يصقل جواهر النفس، والفيصل الذي يبت عرى الريبة، والريح التي تسبق المطر، والشتاء الذي يبشر بالربيع الطلق المختال الضاحك!
ما أود قوله يا حبيبتي هو عين ما قاله ذلك الحكيم: إن لم ترضنا الحياة كواجب فلنقبلها ونعالجها كفن.
\
\

[سلطان الرواد]

السعادة
\
\
أكذب على نفسي إذا قلت: إنني راضٍ. إنني يا شقيقة روحي ساخط على كل شيء حولي. لقد شقيت بالسعادة التي أدّعيها شقاءَ الشقي بشقائه!

أتعلمين ما معنى أن يكون الإنسان سعيدا؟

أن يكون بيده كل شيء!

أن يكون إلها!

وهذا حلم أكبر من الإنسانية ذاتها!

فمن العبث إذن أن يفكر الإنسان بالسعادة!

قد تقولين لي: كفاك تجديفا!

وها أنا أصمت على مضض، ثم أتململ، ثم أقول: أغمضي عينيك يا حبيبتي وفكري في السعادة. أعلم أنك ستبعثين في لحظات كل أحلام الطفولة والشباب من أجداثها، وستتراءى لك السعادة بجسدها العاري وضفائرها الطويلة الشقراء المتدلية على متنيها وهي تنفخ الفقاقيع فتتطاير في الجو حولك كأنها فراشات بألون الطيف ثم لا تلبث أن تنفجر ويتلاشى كل شيء!

ألم تدركي يا مطبقة الأجفان أن أول شيء رأيته كان ظلاما دامسا!

كل الألوان سوداء في العتمة!

كل ما نراه وعيوننا مغمضة وهم!

إن الشقاء الحقيقي أقل ألما من السعادة الوهمية!

ألم يقل لنا الله: خلق الإنسان في كبد!

فلماذا نبحث عن إبرة الذهب المزعومة في كومة قش؟

دعينا من السعادة والشقاء، فلست إلها حتى أجلبها أو أدفعه!

إنما نحن بشرٌ أو بالأحرى إنما نحن بشرٍ!

قد تعترضين قائلة: لِمَ كل هذا التشاؤم؟

فأقول: أن أكون متشائما خير لي من أن أكون واهما!

ولكنني – في الحقيقة – يا حبيبتي متفائل وسأعيش حياتي كيفما كانت، ولن أتخاذل أمام صعابها حتى الرمق الأخير.

وما هو الرمق الأخير؟

هو آخر نظرة يودع بها الميت عطشا – في الصحراء القاحلة وقد بلغ حبواً قمة الكثيب الأخير المطل على الواحة – الواحة!

عجيبة هي الحياة يا شقيقة روحي!

إن من أبسط أشكالها تلك الزهرة التي تزهر في الصباح وتموت عند المساء، وعلى الرغم من قصر حياتها إلا أنها لا تكف عن نشر عبيرها على صدر المرج الندي، ولا تمسح ابتسامتها عن ثغرها، ولا تخجل من التثني والتهتك لأصغر نفخة ريح أو نفحة نغم!
فلماذا لا نكون بسيطين كتلك الزهرة؟

هل عشنا ولو للحظة كما عاشت؟

أم هل قدمنا – في أكثر من عشرين عاما – بعض ما قدمت؟

أكاد أجن!

أكاد أعقل!

سأعود للتجديف!

إن لم أكن سعيدا فكيف أكون راضيا؟

هل السعادة أن أكون راضيا؟

لطالما كنت راضيا ولكني لم أكن سعيدا!

فما هو الرضا إذن؟

الرضا هو أن تكف عن لعب دور الطفل الذي يريد أن يأخذ كل شيء يراه!

يقول البوذيون: الرضا هو أن تحدد أحلامك لا أن تحققها!

ولكن كيف لي يا هؤلاء أن أحدد أحلامي وأحلامي لا تعرف حدودا؟

كفرت بكل شرائعكم وآمنت بنفسي!

نعم ستكونين يا نفس معبودتي منذ اليوم!

وإن لي معك عينا وقلبا يعشقان كل جميل!

فهل سأكون سعيدا؟

أستغفرك ربي ما كفرت بك طرفة عين!

ما أنا إلا بشر حيرته أكبر من عقله، وحلمه أكبر من حيرته!

تعالي واسمعيني يا حبيبتي، كنت قد قلت في إحدى قصائدي: إن لك صورة ما بين جفني وعيني وحيثما قلبت طرفي رأيتك! ولكني عدلت عن ذلك لأقول: إنك أنتِ عينيّ فذريني أرى الوجود جميلا!

لا تبتعدي أكثر من ذلك... بدأت أحس الصقيع يسري في أعماقي!

زمليني زمليني... دثريني دثريني...

بجسدك / بروحك

بعقلك / بقلبك

بأنفاسك / بحواسك الخمس.

\
/
\

[سلطان الرواد]

مجلس التعاون
\
\

بالأمس القريب تلقى الأردنيون والمغاربة خبر انضمامهم إلى دول مجلس التعاون الخليجي بخليط من مشاعر الفرح والجشع والأمل، وصارت تتراءى أمام أعينهم المتسمّرة على بوابات المستقبل كلُّ الأحلام الطفولية السعيدة الصاخبة. وتبادل الكثيرون منهم التهنئة والمباركات الساذجة، بينما لزمت باقي الدول العربية الصمتَ فلا أدري أكان سكوتهم ريبا أم حنقا أم رضى؟

ولكنني عندما جلست مع نفسي أعدت النظر في الأمر مرارا وتساءلت عن السبب الذي تجتمع له الأضداد؛ المغرب مع المشرق والشام مع الجنوب. وإنني إذ أقول آسفا: إن الذي ألّف بينهم لم يكن الإسلام ولا العروبة ولا الخليج ذاته وإنما السياسة!

إنهم في مسعاهم هذا لا يسعون إلا للمحافظة على نمط الحكم الوراثي في الشرق الأوسط. فالنظام الجمهوري نظام قائم على الرضوخ لإرادة الشعب في التغيّر المستمر للقيادة السياسية على نقيض النظام الملكي. ولمّا بدأت رياح الثورة تعصف بالوطن العربي خشي أصحاب العروش على عروشهم والعباءات والعمامات على عباءاتهم وعماماتهم. فنادوا بحلف يضم جميع الدول ذات النمط الوراثي في الحكم، وحتى يخفوا سوء نواياهم عن عامة الناس عمدوا إلى التسمية الخليجية البالية!

إن الهدف الأول والأخير لهذا التحالف هو محاربة الثورة، ومنع تصديرها أو تداولها، وجعلها مقصورة على الدول ذات النمط الجمهوري في الحكم. لأن الثورة لا تعني إلا التغير القسري في القيادة السياسية تبعا لإرادة الشعوب، لذلك فالثورة بهذا المفهوم لا تضيف كثيرا إلى مفهوم الجمهورية المثالي. وبعبارة أخرى إن هذا التحالف ما هو إلا عملية توجيه للثورة لتمارس حقها الديمقراطي في الجمهوريات فقط.

وهنا تتبادر إلى الأذهان تساؤلات عديدة، لماذا يسعى أصحاب الملكيات إلى المحافظة على جميع الملكيات وليس على بعضها؟ وما هو القاسم المشترك للدور الذي تؤديه الملكيات في الوطن العربي؟ وما هي الفائدة التي ستجنيها الشعوب في الدول المنضمة إلى الحلف؟ وما هو مستقبل الثورة في الوطن العربي؟

إذا عدنا إلى تاريخ الملكيات الحالية في المنطقة العربية لوجدنا أن المستعمِر كان له الدور المباشر واليد الطولى في إنشائها وبعثها لتواصل مسيرته – التي تباطئت بفعل تيارات الصحوة والتنوير في الوطن العربي – تحت قناع جديد من المسميات والشعارات! وكذلك كانت الجمهوريات إبان تدشينها!

أكاد أجزم أن الثورة الحالية أشعلها الغرب نفسه، لكنها خرجت عن سيطرته وخالفت توقعاته وأصبحت نابعة من ضمير الشعوب، لذلك عمد إلى عزل الملكيات عنها وحصرها في الجمهوريات لتعرك نفسها وأهلها حتى تخمد نيرانها وتفتر العزائم وتصبح الفرصة سانحة وملائمة لغرس جرثومة "معدلة سياسيا" لتصبح فيما بعد دولة ديمقراطية حضارية حديثة!

إن الحديث عن القاسم المشترك للدور الذي تلعبه الملكيات في الوطن العربي، هو الحديث نفسه عن القاسم المشترك للدور الذي تلعبه الدول الغربية في العالم الإسلامي!

إن إعادة إحياء الخلافة الإسلامية، تعني زوال كل مظاهر الهوان والذلة والتخلف، وتعني عودة الأمة إلى الجهاد، وتعني استعادة المسلمين لحقوقهم وأراضيهم المسلوبة، وتعني سيادة الإسلام على العالم، وهذا ما لا يقبله الغرب ولا يرضاه. ونظرا لتواطؤ الملكيات العربية وخيانتها أجمعت أمرها ووقفت صفا واحدا في وجه الثورة!

إنني أقول للشعوب البائسة المحرومة: لن تجنوا شيئا من هذا الحلف، فهو لم يأتلف لأجلكم بل عليكم! فالحذر الحذر. لا يدع الأردني أو المغاربي الطمعَ يوقعه في الشرَك. فإن لم تصدقوا كلامي، طالبوا دول الخليج أن تفتح أبواب مطاراتها وحدودها أمامكم وأن تدخلوها آمنين بدون تأشيرات زيارة وإقامة، فإن حصل ذلك – وهيهات أن يحصل – لما بقي أردني ولا مغاربي واحد في وطنه ولضاق الخليج بهم لأنه أعجز من أن يضم إليه شعبين جديدين يختلفان عنه في كل شيء عدا الإسلام وبعض ملامح العروبة.

إنني أرجو أن يكون مستقبل الثورة الجديدة – التي لم تدنسها أيدي المارقين والمأجورين والعملاء – مشرقا وواعدا وأن تعم الثورة كافة بلاد العرب وأن تجتث كل الكيانات الخسيسة الخائنة، وأن تحقق للمسلمين حلمهم في التوحد تحت دوحة الخلافة الإسلامية، وأسأل الله العزيز الحكيم أن أرى عزة الإسلام والمسلمين قبل أن أموت.

[رفيعة المقام]

الشاعر القدير

سلطان الرواد

اخيراً عادت بحارك المهاجرة ؟

انتظرناها كثيراً


مبدع كعادتك سيدي

[سلطان الرواد]

رفيعة المقام

نعم لقد عاد وعادت

كما تعود البدور


\
\

[سلطان الرواد]

أشعر – يا شقيقة روحي – أن صحتيّ النفسية والبدنية بدأتا تسوءان، فانظري إلي كيف أبتلع الأقراص المنومة وأنام، وقبل ذلك لم أنم أسبوعا كاملا! وبعد عشرين ساعة من الانقطاع عن عالم الواقع أقوم من الفراش وأمسك قلمي وأكتب على قصاصة الورق الصفراء بخطوط متعرجة وحروف كبيرة معترفا أنني لم أجد راحة لا في النوم ولا في اليقظة.

لم أدع شيئا ما فكرت فيه، ابتداء مني ومنك وانتهاء بمشيئة الله وقدره، ففي شريعتي، أفضل أن أفكر فيما قضاه الله علي، على أن أظل صامتا وأتظاهر بالرضا. ذلك لأن التفكير قد يقود إلى الرضا التام والاطمئنان المطلق وقد يفضي إلى ما هو خير وأبقى، أما التسليم فهو نقيض العقل ومطية الجاهل ولا يؤدي بصاحبه إلا إلى الشك والريبة والحيرة.

يقول تعالى: إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قَدْرا!

وإنني أشهد أن الله كتب بعلمه ما يكون من شقاء الإنسان وسعادته ولم يجبره بما كتب، وإنما ترك له حق الاختيار ليسعد نفسه ويشقيها، حتى يأتيه يوم القيامة فردا فيحاسبه على ما اختار إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

ولكن ماذا يعني القَدْر الذي جعله الله لكل شيء؟

إن ما أفهمه من قوله عز وجل، أن ذلك القَدْر ما هو إلا الظروف التي يرتبها الله للإنسان ليباشر الاختيار، وما ذاك إلا تمام الاختبار الإلهي، وكمال معنى الاختيار، ومنتهى الحرية، والمحك الذي يكشف معادن النفوس البشرية.

فلقد شاء الله لنا أن نلتقي، والتقينا، ثم تركنا لنختار، واخترنا، ففرحنا بادئ الأمر أيما فرح، ثم شقينا، وما فكّرنا أن كل ما عرفناه من الشقاء والسعادة كان باختيارنا، ثم افترقنا، فهل كان فراقنا قدرا أم نتيجة لاختيار خاطئ؟

فإن كان نتيجة لاختيار خاطئ، فالأمر أهون من أن نفكر فيه أو نتوقف عنده. أما إذا كان قَدْرا، كان رحمة بنا، وإرهاصا بمشيئة الله لنا باختيار جديد، فما أحكم الله بما شاء، ولكن لماذا قطعت المشيئة طريق اختيارنا؟ لا أملك إلا إحدى اثنتين إما أن نكون قد أمعنّا في الصواب – وليس هذا من طبع الإنسان – أو أمعنّا في الخطأ وهو الأرجح. فكان القَدْرُ فضلا من الله من حيث حسبناه حرمانا، وسعادة من حيث ظنناه شقاء.

دعيني يا شقيقة روحي أحكي لك حكاية!

يحكى أن كلبا لأحد الأعراب رأى البدر متجليا ذات ليله، فحسد البدر على ما كان له من الجمال والعلو والرفعة وما هو عليه من القبح والضعة والخسة والمهانة، فراح ينبح عليه حتى أيقظ أهل الدار، فخرج الأعرابي حاملا سيفه ودار حول الخباء ظنا منه أنه سارق، فما وجد إلا الكلب النابح، فشتمه وألقمه حجرا كاد أن يقتله. فما ازداد البدر إلا رفعة وما ازداد الكلب إلا مهانة.

هناك ما أود أن أقوله من خلال حكايتي، ذلك أن الأشياء الجميلة، ستظل جميلة، رغم كل ما على الأرض من قبائح، وأن كل ما يثار حولها من مزاعم إنما هو إثبات لحقيقة الجمال فيها، وأن الريح لا تقدر أن تزحزح جبلا لكنها تستطيع أن تلف حوله السحاب، فيلقاها بهامة شامخة وقدم راسخة، فتسقط مطرا يسيل ويغسل أخمصيه، وتعود الريح خائبة إلى الآفاق البعيدة وقد اغبر وجهها ومزقت جسدها الأشواك.

شقيقة روحي، إذا كان لا بد من الفراق، فأنا الحزين السعيد، الحزين بفقد أثمن ثمين وأنفس نفيس، والسعيد بشرف المحاولة. أما أنتِ فأنا لا أريد إلا أن تكوني السعيدة السعيدة، السعيدة الآن والسعيدة غدا.

صدقيني إني لأرغب أن أبقى معك إلى الأبد.

[سلطان الرواد]

متى ما تحوّل حقيقه خيال . . . تأكد بأنك محبٍ تعيس

وكل من تعدّى حدود الكمال . . . تنكّس وعدّى عليه الخسيس

دموعه شموعه بجوف الليال . . . وهمّه ضجيعه ووهمَه أنيس

\
/
\
.
.



الحب لو يمحاه حب(ن) ثاني = كان استوى الإنسان والحيواني

وكان اختلط معنى بمعنى غيره = البر والفاجر غدوا سيّاني

وما كان للإحساس أية قيمه = ولا ظل للشاعر قلم ولساني

ولا سمعنا عن كثير وعزه = ولا عرفنا عقاب والعدواني

وما كنت أقعد طول ليلي ساهر = أرعى الجدي وأرجّح الميزاني

الحب أسمى من نداء الشهوه = اللي تموت برعشة الأبداني

لو كان هذا الحب شي(ن) عادي = ما شفتني شايله في وجداني

وإن قيل: بأن القلب سِمّي قلب(ن) = لأنه تقلب أغلب الأحياني

يحب / يكره، دون وعي ومنطق = مهر(ن) تسوقه أصبع الرحماني

لولا الشجر يا صاحبي يتعرى = ما يضحك البرعم على الأغصاني

وإن قيل: دام الحب كتبة ربك = ليه المفارق قسمة الخلاني

يعني يولفنا لجل نتعنى = وإلا خلقنا نهبة الأحزاني

ما قال عن نفسه رحيم وعادل = وين العدل يا الواحد الدياني؟؟!

أستغفر الله وأسأله من فضله = ما جيت له ملحد ولا علماني

سبحان من عم الخلايق حلمه = ما قالها: كل يوم هو في شاني

الله يقلّب هالقلوب بعلمه =ما هو عبث – حاشا – ولا طغياني

لعل فيه الشر ما ضحكني = ولعل فيه الخير ما بكّاني

وأنا أحمد الله ما ترك هالمضغه = للإنس ولا من قبلهم للجاني

يعني المحبه قسمة(ن) مكتوبه = ما اختارها الراضي ولا الزعلاني

ولا يملك العاقل سوى يستسلم = لله مو للنفس والشيطاني

وأنا خذيت الحب ذوق ومتعه = رغم الألم والقهر والحرماني

شف القمر للناس نور وفتنه = ما هو كذا لو كان منهم داني

لو الذهب بيدين كل العالم = شفته يباع بغالي الأثماني

ولو كل شي(ن) نكسبه بالساهل = ما عاد للإنسان قدر وشاني

ولا بقى للعيش طعم ولذه = ترى الشقا أحيان عيش(ن)هاني

ابختصر هرج(ن) كثير بجمله = وألخص الموضوع قدر إمكاني

لو كان لي قلبين وإلا ميّه = والله ما حبيت حب(ن) ثاني


/
\
/

وسلامتك

[سلطان الرواد]

http://th09.deviantart.net/fs70/PRE/i/2011/180/a/3/moonlight_on_sea_by_olbor62-d3kex3h.jpg

\
/
\
.
.
.

بعد ما دقت الساعة على باب السَّحَر...
بعد ما ساقني همي إلى شط البحر...
قعدت أتسمّع الأمواج وهي تنشد سِحر...

وفي قلبي قهر...
وفي عيني سهر...
وفي جوي كدر...
ومن خلفي قدر...
وقدامي بدر...

كأنه لؤلؤة في كف شيطانٍ مريد...
يقربها يقربها من البحر العنيد...
وقام الموج يتهافت على الغرب البعيد...

بحر يركب بحر...
ويتراقص عهر...
ويتصدد طهر...

شوي شوي يتوازن على البحر البدر...
يمد بساطه الفضي على المي الكدر...

تخيّلت البحر دربٍ وذاك البدر باب...
إلى جنه حجبها النور وعنها الفكر غاب...

وتغرق جنتي...
وأظل بحسرتي...
أكفكف عبرتي...

أشوف البحر يتهافت على البدر الغريق...

بحر يركب بحر...
ويتراقص عهر...
ويتصدّد طهر...

\
/
\
.

[سلطان الرواد]

يقال إن السكوت من ذهب

\
\

فإن كان هذا صحيحا

لكان الأخرس أثرى ثري!

\
\

غريبٌ هذا المجتمع

إذا أحسن واحدنا يكاد لا يجد أحدا يثني عليه

أما إذا أخطأ فالكل عليه!!!

\
\

[هتان]

على ثقه دائماً بأنه مهما هاجرت تلك البحار
وحتى تلك الأرواح // حتماً سيشدها الحنين لأوطانها .
مرحباً بهذا الحضور / متابعه لحرفك ومتتبعه لبحارك.

[سلطان الرواد]

كتاب السر

http://jam3an14.files.wordpress.com/2008/07/thesecretbook.jpg


يلوك كتاب السر بين فكيه عقائد إلحادية فاسدة ويمجها في عقول البشر، وسط تطبيل إعلامي صاخب وتصفيق عامي أخرق وتهافت لا معنى له على جيفة نتنة. كتاب السر يقوم على ركيزتين أساسيتين هما: قانون الجذب وفكرة التوحد. وكلاهما متعارض مع الدين الإسلامي الأغر.


أولا: قانون الجذب

يدعي كتاب السر "إن ما يحدث في حياتك فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك، وقد انجذب إليك عن طريق الصورة التي احتفظت بها في عقلك، أي ما تفكر فيه، فأيا كان الشيء الذي يدور بعقلك فإنك تجذبه إليك"
استنادا إلى ذلك، فإن الشخص هو الذي يجذب الخير والشر لنفسه عن طريق أفكاره وليس هناك طرف آخر. وهذا يتعارض مع الركن السادس من أركان الإيمان ألا وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره. وسأتناول هذا الموضوع من عدة وجوه:

• التسيير والتخيير: لا عجب أن الإنسان مسيّر في بعض الأمور، كنسبه ولونه وشكله وجنسه وطوله ورزقه وأجله، ومخيّر في البعض الآخر، وهي الأمور التي شاء الله تعالى أن يختار فيها قال تعالى: "وما تشاون إلا أن يشاء الله" (التكوير: 29) لذلك كان الحساب على الاختيار وليس على المحتوم. ومن هنا نجد أن حياة الإنسان مزيج من اختياراته واختيار الله له. فليس له اختيار مطلق وليس عليه إجبار مطلق.

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه" (متفق عليه). القصد هنا الجزاء وليس الحدوث؛ فرب ناوٍ لم يفعل ورب ناوٍ فعل!
• الرؤى والأحلام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات؟ قال الرؤيا الصالحة" (رواه البخاري). لا يُبشِّر البشير نفسه، لذلك فالرؤى ليست من أفكار الإنسان وإنما من الله تعالى. فإن تحققت لم يكن للإنسان فضل في تحققها.

• "تفاءلوا بالخير تجدوه" هذا حديث موضوع وليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستدلال مروجي قانون الجذب في هذا باطل!

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا" (رواه مسلم). نرى من هنا أن العين ناتجة عن أفكار الإنسان لكنها لا تسبق القدر ولا تمنعه كما أنها لا تجذب لصاحبها شيئا وإنما تلحق الأذى في المصاب بها!

• يدعو كتاب السر من خلال أركانه المتداعية: "أطلب، آمن، تلق" إلى التواكل وعدم الأخذ بالأسباب وهذا يتعارض مع النظرة الإسلامية للحياة. قال تعالى: "فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين" (آل عمران: 159). المقصود هنا أن تأخذ بالأسباب ثم تتوجه إلى الله عز وجل لقضاء الحاجات.

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي" (رواه البخاري) فلا يحسن العبد ظنه بربه إلا عندما يتقين أن النفع والضر بيده سبحانه وتعالى.

• أما الاستدلال بقوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (الرعد: 11). فالله تعالى أشار في موضع آخر من القرآن الكريم إلى تفسير هذه الآية عندما قال: "ذلك أن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم" (الأنفال: 53). وبذلك فإن الاستدلال بهذه الآية الكريمة يجوز فيما يتفق مع ما بينه القرآن الكريم.

• أما من ناحية العقل، فإن قانون الجذب يدل على سذاجة واستخفاف بالعقول. فلو تخيلنا أن ظامئا أتى بئرا وشرع في النداء على الماء ليرتقي له فهل سيرقى الماء له وإن ألح في النداء؟!


ثانيا: فكرة التوحد

فكرة التوحد باختصار هي التي تقول أن الله موجود فيك، وما أنت إلا الله يمشي على الأرض! وهذا فيه تمادي وقح على ذات الله عز وجل، وسأتناول الأمر من عدة وجوه:

• يؤكد كتاب السر فكرة التوحد من خلال فيزياء الكم؛ التي تقول أن كل شيء، بما في ذلك الإنسان، هو في الأساس طاقة. وتعرف الطاقة بأنها لا تفنى ولا تستحدث وإنما تتحول من شكل إلى آخر. ثم ينتقل الكتاب بطريقة خبيثة إلى علم اللاهوت ويعرف الله على أنه لا يفنى ولا يستحدث أي أنه كائن في الأزل والأبد، وبهذا يقرر أن الله طاقة، وأنه يتحول من شكل إلى آخر، والإنسان شكل من هذا التحول، أي أن الإنسان هو الله، تعالى الله عما يصفون.
لا يقاس الله بالطاقة لأنه هو الذي خلقها وأوجدها من العدم فالطاقة في مفهوم الله تفنى وتستحدث وهي قديمة بالنسبة لنا فلم نشهد استحداثها وهي باقية بالنسبة لنا فلن ندرك فناءها. وتكفينا المعجزات دليلا على استحداث الطاقة بما شهده العالم فيما مضى: كعصا موسى، وإحياء الموتى، وانشقاق القمر، وغيرها. وستفنى الطاقة يوما عندما يرث الله الأرض ومن عليها! فالمعجزات طاقة دخيلة على طاقة الكون والله هو الوحيد الذي يستحدثها ويفنيها! وبهذا فإن مقارنة الله بالطاقة باطلة.

• الصوفية المنحرفة: وهي التي تعتقد بفكرة التوحد مع الله، فالإنسان عندما يتقرب إلى الله بالعبادة والزهد سيصل إلى مرحلة السوى، أي أنه يصبح في مكان ليس فيه سوى الله وهو!، وفي هذه المرحلة تسقط العبادة عن الواصلين إلى مرحلة السوى. كل هذه الأباطيل لا يقبلها العقل وترفضها الشريعة الإسلامية. فأقرب الناس إلى الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإن كانت العبادة ستسقط عن أحد فمن باب أولى سقوطها عنه.

• الله خالد والإنسان خالد والفرق بينهما أن الله كائن في الأزل والأبد، أما الإنسان فبدأ من العدم وسيبقى للأبد وهذا في المعنى الروحي فقط. فالإنسان روح دخلت الحياة الدنيا عبر بوابة الجسد، وستغادرها إلى الحياة البرزخية عبر بوابة الموت، وستنتقل إلى الحياة الأبدية عبر بوابة البعث.

• الإنسان ليس أقدم من الكون لذلك فالكون ليس موجودا من أجله والتذليل كان بأمر الله لإعانة الإنسان على عمارة الأرض. قال تعالى: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" (الملك: 15). ولو لاحظت في سياق الآية الكريمة الأمر بالسعي وراء الرزق وليس الركون إلى التواكل كما في قانون الجذب!

[سلطان الرواد]

على ثقه دائماً بأنه مهما هاجرت تلك البحار
وحتى تلك الأرواح // حتماً سيشدها الحنين لأوطانها .
مرحباً بهذا الحضور / متابعه لحرفك ومتتبعه لبحارك.

في كل مواسم الهجرة بين جهات الريح الأربع

ستعود الطيور إلى أوكارها

\
\

أهلا بك

[سلطان الرواد]

الانتظار

\
/
\
.

ما أصعب الانتظار يا شقيقة روحي، فما بالكِ بانتظارٍ لا يجدي؟

لَكَم أود أن تتحرك عقارب ساعتي إلى اليسار، علني أعود إلى الزمان الذي أجدك فيه بين يديّ فنفعل كل ما رغبنا أن نفعله أو نسينا أن نفعله ثم تذكرنا أننا لم نفعلْه فتأوّهنا ندما!

لماذا كلما جلست فوق ربابة الأمل وأُلقي صنارة رغباتي المستحيلة في يم السماء اللازوردي المُلتج بملايين الأقدار والأحلام لا ألتقط إلا سؤالا واحدا؟

لو كنت أعرف النهاية منذ البداية هل كنت بدأت؟

نعم ...

كنت بدأت على أن أبدل النهاية بنهاية أخرى!

ما كنت تاركا تلك الأرض بكرا لا يبللها إلا الندى ولا يداعبها إلا النسيم، ولا تلك الشفاه عذراء لا تقبّل إلا الياسمين، ولا ليالي الشتاء الطويلة بلا قمر أحمر!

تالله إننا لأطهر من غمامة بل أنقى من ماء السماء! فيعز على مثلينا قتلُ الرفيع بالوضيع.

أتدرين ما كنا سنفعل؟

كنا سنترك النصف – وهي روحي – تلتحم بمثله الآخر – وهي روحك – لتصبح كلا كاملا كما كانت من قبل! لنتجاوز هذا العالم إلى عالم آخر أكثر سعادة، وأقر عينا، وأهدأ بالا!

كلا لم تكن خطيئة إذ هبطنا إلى هذه الأرض، بل كانت فترة اشتياق وجوع وعطش. فما أجمل اللقاء بعد الفراق الطويل، وأمرأ وأهنأ الشبع بعد السغب، وأحلى وأشهى الارتواء بعد الظمأ.

لست أُؤمن بالتقمص ولا بتناسخ الأرواح، ولكني أوقن أن لكل روح شقيقا، ألم يقل الله في كتابه ثلاثا: من أنفسكم أزواجا؟ أتراها كُررت عبثا؟ فكيف إذن قُرنت مرةً بالإيمان، وثانيةً بالتفكر، وأخيرةً بذاته عز وجل؟ فاقرأ إن شئت النحل والروم والشورى!

\
/
\
.
.

[سلطان الرواد]

الحزن

يملك الحزن نفوذا عظيما، لا يحظى الفرح بمثله، فعندما ينشده الشاعر، أو يكتبه الكاتب، أو يعزفه العازف، أو يرسمه الرسام، أو يحكيه العامي، تصغي الأسماع، وتطرق الأبصار، وتضطرب القلوب، وترتعش النفوس، وتختلج الأرواح، وتحير الألباب. فما السر في ذلك؟ أليس الحزن يؤلمها؟ فلمَ تألفه وتميل إليه؟ أسئلة تتردد إلى الذهن بين الحين والآخر.

قبل أن أجيب عن ذلك، فلا بد لي أن أعرج قليلا على مفهوم اللغة العالمية، فهي اللغة التي يفهمها الناس جميعا، على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأجناسهم وأعراقهم وثقافاتهم. وأكاد أحصرها في جملة المشاعر والإيماءات والغرائز؛ فالفرح والابتسامة والجوع مفردات تنتمي إلى اللغة العالمية. وتتمايز هذه المفردات فيما بينها من خلال شيوعها بين البشر، فبعضها دارج وبعضها نادر، ولذلك فالناس يألفون الدارج منها ويميلون إليه ويجدونه أقرب إلى ذواتهم وأبلغ في الإفصاح عنها. وهذا حال الحزن!

إذن فالنفوذ الذي يعزى إلى الحزن وينفى عن الفرح، إنما هو عادة اعتادها الناس وجروا عليها، فإن أردتَ أن تقلب الموازين، فجاهد العادة بدل مجاهدة الحياة! بمعنى أن تفكر في تغيير الطباع وتهذيب السلوك بدلا عن التفكير العابث في جلب الفرح ودرء الحزن.

عندها قالت لي الحياة: ألست شاعرا؟ قلت: بلى، قالت: فلا ينبغي إذن أن يتردد الحزن في بيت الشعر ولا في بيت الشاعر!

\
/
\
.
.

[سُـكّـر]

اتعلم ياشقيق شقيقة روحك ...
ان العقل نسير به ونعيش حتى يكادون يزلقونا بابصارهم ... لصلابة قلوبنا ... هم لا يعلمون ان الحب يسكن العقل قبل القلب
ولايعلمون ان...
ان الحب في داخلي لم يجرا عليه الا ذلك (القريب ) الذي عبر الحدود ليطحن حب الحب براسي
ولكن العادات والتقاليد كان عليها ان تستبدل (القاف هنا الى غين ) لتمارس عملية فصل التوائم ...
ولربما كان ذلك خيرا ... لكن ليس بقلوبنا المهشمة المهمشه
متابعة لك يا مترف وحقيقة اذكرها كمية العقل بكتاباتك تعجبني كثيرا
.
.
لا اعلم

هل علي ان اخبرك انني تعلمت زم شفاهي طويلا .. مع العزف في الشهيق والزفير ...لاتقن ترديد القصيدة التي لاتحلو الا بصوتك؟.
.
.
متابعة واعتذر لقطع متصفحك و...فقط

[سلطان الرواد]

الفاضلة سكّر

أهلا وسهلا بكِ

سعيد جدا بمرورك هنا

لقد مكثت ما يربو على السنتين عاكفا على الأوراق أنهل منها وأعطيها فكرا

أما الآن فآثرت أن أتبادله مع الناس

فقلبي ومتصفحي مفتوح لكل صاحب فكر ورأي

فأنا لا أفرض على القارئ شيئا ... فإن استمرأه هضمه، وإلا فليفظه!

\
\

إنني لأرجو أن يظل هذا المكان بعيدا عن الإطراء والمجاملات ... فأنا بغنى عنها ... لأنني إذا أردتها كتبت في غير هذا المكان ولغيركم

دمتم سالمين

\
\

[سلطان الرواد]

بحار مهاجرة

ما أفظع هذه الحياة لولا أنها ستنتهي يوما...

هذا ما كنت أكلم به نفسي – يا شقيقة روحي – قبل أن أشرع بكتابة هذه السطور.

نعم! قد يظن السطحي أنها بداية متشائمة، لكنه لو غاص نحو الأعماق لوجد الحروف محاراتٍ مليئةً بلآلئَ تدعى التفاؤل.

ولأستأنف حديثي معه، سأسأله سؤالا: هل تقاس حياة ما قبل الموت بالحياة بعده؟ كلا إلا أن يقاس البحر الخضم بكفيّ نملة!

لقد أيقن الإنسان أن السعادة طارئة على هذه الحياة، أما ترى وتسمع كثيرا من الناس إذا ضحكوا سكتوا ومسحوا وجوههم ثم قالوا: كفانا الله شر هذا الضحك!

لا أريد أن أخوض في موضوع السعادة والشقاء فلقد أوسعه المتقدمون تبيانا وتفصيلا ونقدا وجدلا وسفسطة. وما يهمني ويهمك – في هذا المقام – إلا أن نعتقد أن أحدهما ضرورة للآخر، وبدون الأول لا قيمة للثاني ولا معنى. وليس في وسع إنسان أن يقول: في البدء كانت السعادة ثم كان الشقاء، لكنه يقدر أن يقول: في البدء ما كان ثم كان.

عندما أجد التوراة قد تكلمت: "بعرق جبينك تأكل خبزك حتى تعود إلى الأرض، لأنك منها أخذت، فأنت تراب، وإلى التراب تعود". وعندما أقرأ في الإنجيل: "لكل يوم من المتاعب ما يكفيه". وكذلك عندما أتلو من القرآن: "لقد خلقنا الإنسان في كبد". لا أستطيع تخيل وجه السعادة على هذه الأرض.

أكاد أفقد عقلي لولا أني أسمع ذلك الحكيم الصيني يقول: أن تواجه الريح وتخطو خطوة خير لك من أن تطاوعها وترجع أميالا.

فها أنذا أخطو خطوتي في مهب الريح... بسؤال واحد: وماذا بعد؟

أعلم أنه السؤال الأصعب قبل البعد والأسخف بعد البعد، وأنه الصخرة التي تتكسر عليها النفس البشرية بكل أحلامها ويقظتها.

ولكني سأتابع طرح نفس السؤال بعد كل إجابة! وهيهات أن نقف عند إجابة أخيرة!

يقول الإنجليز: دع الحب يجد طريقه!

ولكن كيف يجد الحب طريقه إذا كان لا يزال يبحث عن نفسه؟

صحيح – يا شقيقة روحي – أن البحار مجتمعة لن تمنحك شربة ماء، لكنها في الحقيقة وراء كل سحابة، والتي هي – أعني السحابة – أصل كل الأمواه في هذه الأرض وعليها. فما هي – إذا أنعمت النظر – إلا بحار مهاجرة.

كفرت بكل حب يستحيي من نفسه، وآمنت بكل بغض يرفع صوته ويمد يديه!

- أنكتم حبنا؟
- خوفا!
- ممن؟
- من الناس!
- لا كنا ولا كانوا!

لا أقول لهم إلا قول المسيح للفريسيين عندما أرادوا رجم المرأة الزانية: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر".

يشهد للحب الكون كله بأطياره وأشجاره ودوابه، فما بال البشر – أولي الأفئدة والأبصار – يشهدون عليه؟

يظن كثير من الناس أن الذي ليس معهم فهو ضدهم، أما القلة من قالوا: من ليس ضدنا فهو معنا!

تعالي يا شقيقة روحي!

سأكتب بتجرد – غير معهود عني – ما يمليه قلبي على قلمي: إني أحبك!

فإن لم أجد منك مرأىً ولا مسمعا ولا قلبا ولا عقلا فأنى أجد ذلك عند غيرك؟

كثير هم الناس – كما قال ويليام فيذر – الذين يضيّعون نصيبهم من السعادة. ليس لأنهم لم يجدوها، بل لأنهم لم يتوقفوا للاستمتاع بها!


\
/
\
.

[سلطان الرواد]

الوداع

\
/
\

قالت: وداعا! ثم أدارت له ظهرها وراحت تمشي الهوينى، أما هو فقد وقف ينظر إليها تبتعد عنه رويدا رويدا. هو يعلم أنها لن تلتفت حتى لا يرى دموعها، وهي تعلم أنه لن يتبعها حتى لا يخدش كبرياءه، هي تكاد أن تقف، وهو يكاد أن يخطو! لكنهما بقيا مترددين حتى افترقا إلى الأبد! وبعد سنين، تذكر كل منهما صاحبه، فتمنت لو أنها التفتت، وتمنى لو أنه لحقها!

وعندما أنظر في أمرهما لا يسعني إلا أن أقول: بين العناد والجبن، تصبح الأشياء الجميلة قبيحة، والذكريات أليمة، والأيام مريرة!

آه يا شقيقة روحي، كم أتمنى أن ترجع بنا السنون وأراك مدبرة عني فأركض إليك واحتضنك من الخلف وأضع صدري على ظهرك وأشدك إلي بكل قوتي، وأمسح دموعك بأطراف أصابعي، ثم أطبع على عنقك قبلة وأهمس في أذنك همسة ملؤهما الحب!
لم يبق لنا إلا المنى أو المنية، أيهما أسبق!

مجحف أن تكون هذه نهايتنا، لكنهما الموبقان – العناد والجبن.

\
/
\

[سلطان الرواد]

ضيقة صدر

\
/
\

.. مرق بي طيفك وعدّى .. وجاب الماضي وودّى ..
.. ودمعي قام يخنقني .. وصدري ضايقٍ جدّا..
.. وقمت أصرخ وأقول أني ..
.. أبي أهرب من الواقع .. وأبي أبعد عن العالم .. وصوتي بالمدى صدّى ..
.. أظن الحين أنا وحدي .. أنا وسط الخلا الخالي ..
.. وهاذي الشمس تتوارى .. بظهر التل وتتبدّى ..
.. وهاذي الريح بالوادي .. تقفّي / وهاذي الورقا ..
.. على كف الغصن نامت ..
.. وهذا السهل يا وسعه .. ومن فوقي الفضا واسع ..
.. ودمعي كان يخنقني .. وصدري ضايقٍ جدّا ..
.. وأنا ماني أبد وحدي .. وحولي زحمة همومي ..
.. ولا فاد الفضا الواسع .. بصدرٍ ضايقٍ جدّا..
.
\
/
\
.

ويومٍ يفرحني وعشره تبكّيني = وما نيب لاقي قلب صادق يواسيني

تطاوعني الدنيا على عكس ما أشتهي = أفارق محبيني وأرافق عدويني

تمر السنين وما بها شي مختلف = سوى هم يصبحني وهمٍ يماسيني

فحتى متى تدرج على الخد عبرتي = وحتى متى ترقص لجرحي شياطيني

حرامٍ علي أفرح حلالٍ على الردي = وأنا ما جنت يدّي حرامٍ ولا عيني

حليمٍ عن الجاهل نزيهٍ عن الخطا = بعيدٍ عن الريبه حريصٍ على الديني

فيا رب أنا طامع بعفوك ورحمتك = ومنّك وتفضيلك ونفسي تمنيني

فلا خاب طلاّبك ولا هاب زابنك = ولا يشتكي جارك من الهم والبيني

وفارقت أنا من قبل عامين صاحبي = بليّا سبب صرنا شتات وغريبيني

أنا في ديارٍ قلل الله خيرها = وهو في ديارٍ كل أبوهم سعيديني

وللحين أنا باقي على العهد والشرف = وهو خان عهده بعد ما غبت شهريني

ولا زلت أنا أحبه وأبرر له الجفا = وأقول العذر مقبول لا جا يراضيني

فلا أظن يرجع لي ولا أظن نلتقي = إلى يوم وزن أعمالنا بالموازيني

تحيّرت بالدنيا ولوّعني القضا = ومدري عن المكتوب هو زين / هو شيني

أبصبر عسى تاليك يا صبري الفرج = وأمد النظر يمكن عيونه تراعيني

فلا مطلعك يالشمس لأجلي ولا القمر = ولا مغربك يالنجم في ملك يديني

حقيرٍ هو الإنسان ما دامه انعجن = بماءٍ مهينٍ دافقٍ في لقن طيني

ألا كيف يطغى من إلى الأرض مرجعه = وما يفطن أن العمر ستين / سبعيني

وألا كيف تتكالب على جيفه البشر = وتتقطع أرحام وتيتم بزاريني

كرهت الحياه اللي على الكذب ماشيه = وكرهت الرجال اللي على الحيف ظاريني

فلا المال يرضيني ولا الجاه والنسب = ولا الضحكة الصفرا على اللين ترضيني

وإلى خاب ظني في حبيبٍ وصاحبٍ = بلا شك ربي عن هل المكر يغنيني

سلامٍ على الجاهل وصبرٍ على القدر = وعفوٍ عن المخطي ورفقٍ بالأدنيني

\
/
\
.

[ناعم العنزي]

عندما اقرى

لأبن الرواد سلطان

ينتابني شيء

في كل مره اشبه بحنين نخيل خيبر

لشيبان وايل وقت الحصاد

رائعه زاويتك وبعض الجمل والكلمات

خلتني احاول استوعبها

ليومين وثلاث وفي كل مره اجد تفسير مختلف

لايدل الا على عبقرية الحرف

لدى سلطان

f16

واعذرنا على الورده

لأن مافيه غيرها فالموقع

والا حطينا باقه

-.m4.-

[سلطان الرواد]

أخي الكريم ناعم العنزي

جعلك الله بالصحة والعافية ناعما

\
\

شكرا لك على تواجدك هنا ... وإطراؤك على حرفي شرف لي

وتسلم على الوردة ... أصدق ما في الحياة ... ولك مني مثلها وكثير من الحب

f19

\
\
.

[سلطان الرواد]

دعيت إلى زفاف أحد الأصدقاء، فمازحني أحد الجالسين قائلا: متى ستكمل دينك وتتزوج؟

فأجبته على الفور: يكمل المرء نصف دينه في الزواج، ويفقد نصف عقله. فضحك السامعون جميعا!

وعندما أردت كتابة هذه السطور فكرت فيما قلته عصر ذلك اليوم، فوجدته صحيحا، ذلك لأن الرجل ينصرف بعقله وتفكيره إلى هموم الزواج ومسؤولياته، فلا يكاد يجد وقتا لإدامة النظر والتبصر والتأمل والتفكر.

ولكن أيهما أنفع للإنسان عند ربه العقل أم الدين؟

فإن قلنا الدين، فلا دين لمن لا عقل له!

وإن قلنا العقل، فالدين نتيجة العقل.

لذلك فكلاهما معا مراد الله منا.

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق الله فيما بقي.

فكأني به يعني: نصف الدين بالفطرة، والنصف الآخر بالعقل.

[سلطان الرواد]

إلى جميع أسمائك المستعاره ... ... يا أكبر من الأسماء وأرقى من الغير
نداء وجداني شديد الحراره ... ... من شاعر(ن) صاحب رسالة وتفكير
ترى الفطن تكفيه أبسط إشاره ... ... من دون توضيح(ن) ومن غير تفسير
لولا المحبة ما كتبت العباره ... ... ولولا الضمير الحي ما صغت تعبير

[سلطان الرواد]

المطر

\
\
.

لا يعرف قيمة الأشياء جاهلها ومعتادها، أما فاقدها فيدركها بحواس جديدة، كأنه نائم يصحو على واقع مليء بالأسى والألم، فتمنى أنه لم يفق أو أنه لم ينم قط.

ها قد أقبل الشتاء يا شقيقة روحي، آه لو تعلمين ماذا يعني الشتاء؟

إنه موسم الهجرة، هجرة الحياة إلى الموت، هجرة الموت إلى الحياة!

كلما أجهدت عقلي بتفكير عميق – وبدأت أسأل وأجيب حتى اتسعت الأسئلة فما ملأتها إجابة – كنت كمن ألقى حجرا في بركة راكدة، فكان مكان سقوطها دوائرَ أخذن يتسعن ويتتابعن إلى أن ارتطمت السابقة بضفاف البركة فانعكست وتداخلت باللاحقات فغيرت ملامحهن وأعاقت تقدمهن، ولولا ذلك لظللن سادرات إلى ما لا نهاية.

هذا هو مثال الفكرة والتفكير وحدود العقل.

وكلما تمرني حالة التفكير تلك أصبح سوداويا دغمائيا ساديا، فأجنّب الناسَ شري، وأحمّل النفسَ همي، وأنجو من الخطيئة إلى تلة قاصية أديم التردد إليها.

وبالأمس جلست على تلك التلة، وأخذت أنظر إلى الأفق البعيد، وإذ بي أرى سحابة عظيمة أمامي، تتصاعد من الأرض إليها أعمدة من الدخان القاتم، وحيث لا نار موقدة في ذلك الدو الخالي، فلا ريب أنه المطر! فهبطت راكضا إلى سيارتي وسرت نحو السحابة، وإذ بالأرض ريّا، كأن نقع الماء فيها مرايا منثورة أو فضة سائلة، فأخذت أجيل النظر فيها تارة وبالسحابة المسبلة تارة أخرى، حتى خر قوس قزح راكعا إلى الأرض. وما هي إلا هنيهات حتى ذهب همي واستكانت نفسي وسكت غيظي.

هل علمتِ الآن – يا شقيقة روحي – ماذا يعني الشتاء؟

إنه موسم تُغسل فيه الهموم والآلام والأحزان، وهجرة تهاجر فيها الحياة إلى الموت فتحييه، أو يهاجر إليها الموت فتميته.

فلا تبتئسي ولا تحزني، فما الشتاء إلا ربيع قادم!

\
/
\
.

[سلطان الرواد]

في صغري كنت أخرج مع أبي إلى أسواق البادية – وهي على العكس من أسواق هذا الزمان – فكانت تنعقد في أيام محددة من الأسبوع، وتقام في موقع متوسطٍ بين مضارب القبائل ومنازل العشائر على أرضٍ منبسطة واسعة، فإن أتيته في غير موعده وجدته قاعا صفصفا. وأذكر أنني أول ما دخلته – في ساعات الصباح الأولى – كان عامرا مكتظا بالناس والمواشي والسيارات والبضاعة والأصوات والغبار والحركات العشوائية. فقد كان سوقا يباع فيه كل شيء – وضيع أو رفيع – فجانب للسلاح والممنوعات والمهربات، وجانب للسيارات الصغيرة والكبيرة، وجانب للمواشي والأعلاف، وناحية للصقور ومستلزمات الصيد، وأخرى للملابس والمؤن والأثاث، وباختصار فهو يحتوي كل ما يحتاجه البدوي وأكثر.

وأذكر مما أذكر أن شيخا كبيرا مهلهل الثياب ساهم الوجه كان يجر عنزا صهباء من أذنها ويطوف بها بين الناس يدل عليها، وهي تثغو وراءه ثغاء مريرا، فسامها أبي منه فاختلفا وراح كل منها في سبيله، دون صخب ولا جدال!

واليوم – بعد ما يربو على العشرين عاما – جئت نفس السوق لأبتاع أضحية، فوجدته على ما وصفت لك من قبل، إلا أنني لمست شيئا جديدا، ألا وهو أسلوب الناس في التعامل، فسمعت أغلظ الأيمان، وشهدت أعنف الجدال، فكأني بالبائع والمتباع خصمان بغى بعضهم على بعض، فاشمأزت نفسي، وكرهت السوق، وأسرعت في خروجي منه.

نعم لقد افتقدنا التسامح في معاملاتنا، وتركنا البساطة التي كانت تجمّل حياتنا من قبل، وحمّلناها فوق طاقتها، بالمجاملات التافهة، والعبارات المنمقة الخادعة، والأيمان الفاسدة الخبيثة، والنفوس الخسيسة، والنيات الجشعة.

فلا عجب إذن إن لم يبارك لنا الله في بيعنا وشرائنا، ذلك لأن البائع لا يبيع عن طيب نفس ولا عن انبساط خاطر، وكذلك المشتري لا يشتري بالعدل والإنصاف ولا يؤدي حق الله والناس، فيبخس الناس أشياءها، ويكثر الرفث والفسوق لتافهٍ حقير من المال.

يا أيها الناس، من شاء منكم أن يرحمه الله، فليسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى.

\
/
\
.

[سلطان الرواد]

مجرد آراء

\
\
.

يحتفظ كل الناس بآراء وانطباعات عن بعضهم البعض، ولا يشاركون بها أحدا خلا أنفسهم. هل هو الخوف؟ ربما! أم هو الصبر؟ أحيانا! أم إنها المجاملة؟ غالبا! ولكن هناك شيء آخر، وهو ما أنوي الحديث عنه اليوم.

ليس من شك أن لكل إنسان زاوية ينظر إلى الحياة منها، ومهما تشابه الناس وتقاربوا وتجانسوا تبقى الرؤى مختلفة. فمن أجل هذا الاختلاف أحتفظ بكثير عن الناس في نفسي. وفي رأيي أن من السفه أن يحدث المرء بكل ما يختلج في قلبه. فلن تجلب الصراحة الدائمة لصاحبها إلا العداوة الدائمة مع الناس.

ومن غريب الذات البشرية أنها متى أحاطت بكُنه ذاتٍ أخرى وسبرت أغوارها وهتكت أستارها وكشفت عن جوهرها، زهدت بها واستصغرتها ثم نبذتها ونفرت منها. لذلك أرى رأي من قالوا إن الغموض هو داعي الحب ودافعه، فلقد جبل الإنسان على حب المعرفة، وكره الجهل، وفي قصة أبينا آدم مع الشيطان والشجرة المحرمة أبلغ مثل.

هل تريدين مني – يا شقيقة روحي – مزيدا من الإيضاح؟ فليكن ذلك إذن:

إليك أبسط الحقائق التي يعرفها كل الناس، "تشرق الشمس من الشرق وتغرب في الغرب"، فهل في تلك العبارة ما يشده العقول أو يخلبها؟ كلا! ومع ذلك فهي حدث جلل ومعجزة عظيمة إلا أن اعتياد البشر عليها أفقدها كثيرا من عظمتها وإعجازها. وما دام الحديث عن الشمس، فما قولك بالعواصف التي تثيرها الشمس بين حين وحين وتـؤثر في أرضنا ومناخها وحتى في أمزجتنا وسلوكنا؟ إن هذا لأمر يستدعي البحث والتفكير ويشد الانتباه ويضرم في القلوب لواعج البلبال!

ومن هنا يتضح لك، أن الحب ما هو إلا ضرب من الفضول الذي يجنح بصاحبه نحو المجهول ويحدو به إلى غير المألوف في الآخر. لكنه متى ألفه واعتاد عليه بدأت جذوة الفضول تخبو وصار ما اتفق الناس على تسميته حبا يذوي ويذبل! أما ما يزعمه البعض من ديمومة الشعور ودفء العلاقة فما هو إلا فضول لم يرتو أو عادة استحكمت منه فلا يقدر أو لا يشاء أن يقلع عنها.

إن الاستئناس بعد العصف الوجداني هو ما يطلق عليه مفهوم المودة هذا إذا كان الاستئناس من باب الإعجاب، أما إذا كان من باب الشفقة فهو الذي ندعوه بالرحمة. أما العصف الوجداني وما يتخلله من سلوك فهو ما نسميه الحب.

لنعد يا شقيقة روحي إلى بادئ الأمر، فلقد قلتُ آنفا إن الرغبة بالتفرد والاختلاف هي من أسباب التحفظ عند البعض، ولكن لماذا؟ لأن الإنسان لا ينكر من الآخرين إلا ما يكرهه في نفسه ومع هذا فهو لا يفتأ يُكره نفسه على ما يستحسنه الآخرون. ولذلك يخبؤ العاقل مواطن الضعف في نفسه عن عيون الناس من حيث يظفر بحبهم ولا يثير عداوتهم. فيظل محافظا على تفرده بينهم.

ألم تر إلى الملوك والأمراء وأولي الشأن يتخذون من قصورهم وحصونهم وبيوتهم أدراقا من الناس؟ فما ذاك إلا توكيد على ما أفضيت به إليك.

قد تعترضين قائلة: ينفر الضد من الضد، فالهادئ ينفر من الصاخب، والصادق يفر من الكاذب، والأمين يجتنب الخائن وهكذا دواليك. فليس الهادئ صاخبا في ذاته، وليس الصادق كاذبا في نفسه وكذلك الأمين ليس خائنا في شخصه. بمعنى أن المرء يدنو من صنوه، وينأى عن ضده. فكيف تقول: إن الإنسان لا ينكر من الآخرين إلا ما يكرهه في نفسه؟

كلا يا عزيزتي، إن المرء عندما يكره خِلة في نفسه لا يعني مطلقا أن نفسه متخلقة بها، فيظهر خلاف ما يبطن. فالنفاق – وإن كان سلوكا بشريا شائعا – فهو ليس المقصود في هذا المقام. بل إن ما أعنيه هو ما نراه من حياة الناس، فالصادق يعمل على شاكلته ويرى فيها ذاته ولا ينكر منها خلقا يجده فيها، والكذاب والأمين والخائن والكريم والشحيح أمثاله.

فلنتفق هنا، أن من الناس من يسكت عن توجيه النقد إلى الآخرين حفاظا على ذاته، لأنه لا يرى في النقد إلا عمليتي هدم وبناء، فإن هدم ذاتا أخرى فكيف يبنيها؟ أيبنيها على أساس ذاته؟ فكيف له إذن أن يوفق بين رغبتيه في التفرد والإصلاح؟

لا الأثرة ممقوتة دائما ولا الإيثار محمود أبدا، ولكنها حالة من التناغم بينهما، فالوسطية أدوم من التطرف والغلو، فما أعمق ما صرح به الرب أزلا: "وابتغ بين ذلك سبيلا". وعليه سأحكي لك حكاية:

يحكى أن شيخا شحيحا دميما تقدم إلى فتاة كريمة جميلة، ولأنه صاحب ثروة طائلة، ولأنها من عائلة معسرة مقترة، أجبرها ذووها على الزواج به، وما مضت على ذلك سنون حتى وهبهما الله بنين وبنات.

الشيخ ظل عاكفا على تجارته ينمّيها ويهتم بها ولها ولا يُلم ببيته إلا لَمَما، والفتاة ظلت حانية على فلذات كبدها لا يطرق أذنيها إلا ضحكاتهم في النهار وغطيطهم في الليل. وظلت بهم الأيام سادرة رتيبة باهتة الألوان.

وكلما آوت الزوجة إلى سريرها وحيدة فتقت عروقَها دماءُ الشباب، وخلج فؤادها العنفوان، ونضّت مسامُها رائحةَ الغريزة الشبقة. وكلما رنت إلى المرآة – لترى وجهها الجميل البض، تراءى لها وجه زوجها الساهم المتغضن – خرت باكية. كيف لا وهي التي ترى وردتها تذبل، وجذوتها تخبو، وشبابها يرحل، وليس في يدها أن تصنع شيئا! إنها موثقة بالرباط المقدس الذي لا يبته إلا سيف القدر أو كلمة الطلاق!

لم أسمع عن امرأة تتمنى خلاصها وتفرح به مثل تلك البائسة، فلكم تضرعت إلى الله الواحد القهار وابتهلت آناء الليل وأطراف النهار ألا يمهل ذلك الشيخ الأرعن ساعة. لكن الأقدار أقدر من البشر فهي لا تفتأ تسخر منهم وتلهو بهم حتى يتضعضعوا ويتحطموا تحت مناسمهما.

لقد كانت تحلم – كأي فتاة في عمرها – بالحب، وتعتقد في قرارة نفسها أنها ما تزال أرضا بكرا لم تفترعها المعاول والمحاريث، رغم إجبار الطبيعة لها بعد كل هطول أن تخرج من بطنها الزهور والرياحين.

بقيت أعماقها راكدة، وأنفاسها مخنوقة، وطاقاتها كامنة، حتى دخل ذلك الشاب الوسيم حياتها، فشغفها حبا، فهي ترى فيه كل ما تصبو إليه، رجلا بمعنى الكلمة، نسيبا حسيبا أريبا شريفا ماجدا وزيادة عليه كان لا يزال عازبا!

استطاعت بصادق عواطفها ودافئ مشاعرها أن تجذبه إليها وترغمه على الدوران في فلكها إعجابا وإكبارا، ولم يمض وقت طويل حتى أضحت ربة الجمال في عينيه، فأحبها حتى كاد أن يؤلهها فيعبدها، نعم لقد صدقت معه في كل شيء، إلا أنها لم تقل له إنها متزوجة، وهو كذلك تفانى في صدقه وإخلاصه لها!

كانت تشعر أنها صغيرة حقيرة أمامه، على عكسه تماما، فهو لا يراها إلا قامة كالجبال وهامة فوق هام السحاب، ولم يألُ جهدا في معاملتها كذلك تعظيما وتوقيرا وتبجيلا. وكانت تحس أن ما تخفيه من الحقيقة يسقطها عن عرش قلبه ويقزمها في عينيه، وظلت متلكئة حيرى، تهم بمصارحته تارة، وتحجم أطوارا.

وذات مساء، أفضت إليه بسرها فجأة، دون سابق تفكير ولا تدبير، فكان هول الصدمة عليه عظيما، وكانت نازلة ذات جلاجل، ونائبة ذات أجراس.

ومع هذا، فلم تتزحزح عن قلبه قيد أنملة، ولم تغب عن عينه لحظة عين، إلا أنه كان يكبر فيها شرفها وعفتها، وأراد أن تظل كذلك. فهو لا يرضى لها الخيانة، ولا يقبل لها الرزية، فحبه لها أسمى من نزوة وأبقى من شهوة.

هو يريدها لأطفالها وبعلها، وهي تريده لنفسها.

هو يضحي بحبه من أجلها، وهي تضحي بكل شيء من أجله!

هو يتكلم لغة الحقيقة وهي لا تفهم إلا لغة المستحيل.

كيف له أن يُفهمها، وكيف لها أن تُفهمه؟

هما على طرفي نقيض، وكلاهما على حق!

ماذا سيصنع؟ وماذا ستصنع!

دعي الأيام تكمل عني باقي الحكاية!

\
\
.

[سلطان الرواد]

الذكريات الجميلة

للتحميل والاستماع (http://www.4shared.com/video/lwL7o5Tf/__online.html)

\
/
\
.

.. إذا في يوم لاقيتك .. وعيني بوّست عينك ..

.. أبي أنسى العتب لحظه .. وأقول وعيني بعينك ..

..بأني ما لقيت اللي .. ملا من عقبكم عيني ..

\
/
\



مدري الجفا همّنا وإلا تلاقينا = وحنا ولا كن في يومٍ تلاقينا

أغراب نسمع خبر عن بعضنا صدفه = ويمر بأسماعنا ما كِـنْـه يعنينا

والذكريات الجميله كلها صارت = دمعٍ جرى – لا طرت – من فوق خدينا

هذا التناقض تركني حايرٍ أنشد = صدق اللقا همّنا وإلا تجافينا؟

إن كانها أغنتك عني ضحكة الدنيا = أو عكّر الوقت نبعٍ من تصافينا

أو شوّه الناس أحلامٍ رسمناها = على خدود السحاب ووجه تشرينا

إن كان هاذي الحقيقه، فالسعد فالك = الله يهنيك، ويخلف كل أمانينا

ما نيب نادم على لحظه قضيناها = بالوصل، والحب يسقينا ويروينا

ولا نيب ناقم على دنيا رجيناها = لا تمتحنّا ولا بالبين تجزينا

واللي خبرها يقول الله يالدنيا = إن ضحّكتنا لها عاده تبكّينا

ودي أسجل مواقف للزمن تبقى = إن كان متنا وقروها الناس تحيينا

في مثل هاليوم ذكرى عيد ميلادك = يا أكمل الناس تصويرٍ وتكوينا

الله من اللؤلؤ المكنون سوّاها = أما البشر من تراب الأرض والطينا

يا أطهر من المزن يا أعذب من أمطاره = يا ألذ من نسمةٍ بين الرياحينا

أذكر قعدنا سوا في مركبٍ هندي = في زاويه عن عيون الناس تخفينا

النور خافت وضوء الشمع يتراقص = كنه عرفنا وقام مرحبٍ فينا

وناح الكمان وتناغى العود والطبله = وتشبّع الجو إيقاعٍ وتلحينا

وفاح البخور وطغى في ريحه الصندل = وسكر النسيم وتمايل بين أيادينا

والعقد يهمس وخلخال الذهب يهمس = والموج يهدا ويطرق بالنعس عينا

والبدر من بين فرجات السحب ينظر = كنه هنوفٍ ورا الأستار ترعينا

والورد قدامنا تحضنه بلّوه = متخالفٍ بين يشمومٍ ونسرينا

عيني بعينك ويدّي بين يدينك = وطير السعد بالسعد رفرف حوالينا

وأذكر دموعك وهي في ورد خدينك = مثل الندى لا غشى بالصبح يسمينا

تبكين من سكرة الإحساس والفرحه = وأبكي لك أحيان وأبكي حبنا حينا

فيني من الخوف والتشكيك والحيره = أنّ الزمن للسعاده ما يخلينا

كنا وكانت ليالي وصلنا حلوه = واللي خذيناه منها ما يكفّينا

واليوم حنا شتات وحالنا قشرا = لا قلب يرحم ولا عينٍ تراعينا

نصبح ونمسي وما غير الكدر باقي = والوقت من خيبة الآمال يعطينا

والصبر ما عاد له بقلوبنا لذه = لولاه يا بنت ما ضعنا وذلينا

كاره حياتي ومتشائم من الآتي = وأترك عوضنا على الرحمان بارينا


\
/
\
.

4th NOV, CYPRUS
-

[سلطان الرواد]

الحقيقة البشعة

عد الصحيح وما نبي غيره ... عده ولو يجرح مشاعرنا
لولاك حر وتلتهب غيره ... ما كان خلّيناك شاعرنا

\
/
\
.


الكتب والأقلام والثالث الكنت = أصحابي اللي من كثيرين ظلّوا

يا كثر ما قالوا على اللين لا هنت = واليوم لا هم رحّبوا بي وهلّوا

الوقت يعركني وأنا صلف ما لنت = وأشاهد رجالٍ مع الوقت ذلّوا

تلحقني همومي إلى أشملت وأيمنت = وإن تهت دلتني على قوم ضلّوا

أصبر وأصابر وأبتسم كيف ما كنت = ما آمل حتى لو هل الصبر ملّوا

وآخر ساجد للذي فيه آمنت = وأستغفره لا ما المصلين صلّوا

أخطيت وتماديت وأسرفت وأمعنت = وأشوف كل الناس عني تخلّوا

أهلي وأحبابي وحتى بعد أنت = ولّيت من شفت القريبين ولّوا

وقّفت واستوقفت وأدركت وأيقنت = أن البشر بآلام بعضٍ تسلّوا

أما الحقيقه واحده لو تفطّنت = خذوا من الدنيا كثيرٍ وخلّوا

آثارهم تنبيك كانك تمعّنت = كل الحكايه كيف شالوا وحلّوا

وأخبارهم تغنيك عمّا تكهّنت = لو يصدق الكهّان لاشك زلّوا

عزاه يا وقتٍ للأنذال مكّنت = وأهل العلوم الغانمه فيك قلّوا

ويا معاتبٍ دنياك تشره على بنت = كلّيت ومن قبلي هل الطيب كلّوا


\
/
\
.

[سلطان الرواد]

يتغير الثابت ... ويثبت المتغير ... والاختلاف أمر نسبي

\
\

يحكى أن مدير مصنع لصناعة الأحذية، أراد أن يستثمر جزء من ثروته في بلدة نائية متخلفة، فبعث بمندوبين – لا يعرف أحدهما الآخر – إليها، فمكثا هنالك شهرا يستطلعان فيه أخبار الناس وأحوالهم وجدوى الاستثمار وحجمه. فلما عادا، رفع كل منهما تقريره.

جاء في التقرير الأول ما يلي: "... إن أهل هذه البلاد بدائيون سذج، يخرجون عراة، ويمشون حفاة ... لذلك لا يمكننا الاستثمار في هذه البلدة التي لا يعرف أهلها ما هو الحذاء ..."

وجاء في التقرير الثاني ما يلي: " ... أحمل إليكم خبرا سارا من الجهة التي أوفدتموني إليها، فالسكان هناك لا يعرفون ما هو الحذاء. وفي ذلك فرصة عظيمة للاستثمار الناجح والربح الوفير، إذا قُيض لها الدعاية والترويج المناسبين ..."


ولهذا يمكنني القول: تختلف الرؤى للشيء الواحد، وبذلك تختلف الآراء، فالخطأ والصواب في الرأي مسألة شخصية، أما الحقيقة فهي كل ذلك!

\
\
.

[سلطان الرواد]

الابتلاء

\
\
لم يسلم من الابتلاء أحد حتى الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا أتم الصلاة والسلام.

فحين أفكر في الحياة الدنيا، وأستذكر أنها شجرة تفيأ بظلالها عابر سبيل يوشك أن يغادرها، فلا يغربن عن بالي فيها وعثاءُ السفر، وكآبةُ المنظر، وسوءُ المنقلب في المال والأهل والولد.

اللهم إنا نسأل في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، وأطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل.

آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون.

\
\

[سلطان الرواد]

مزاين الإبل

\
\

كل مساء، أجلس مع أبي وهو يشاهد التلفاز، فيضغط على جهاز التحكم، وينتقل بنا من محطة فضائية إلى أخرى. ويكاد ينحصر اهتمامه في موضوع واحد ألا وهو تراث البادية والشعر. لذا تراه لا يكل ولا يمل مما تعرضه تلك القنوات.

ومما شد انتباهي أن كل قناة منهن، تفسح للإبل و"مزاينها" والخيول وسباقاتها مجالا واسعا. وألاحظ إقبالا واسعا من أصحاب الثروات في الجزيرة العربية على اقتنائها والتباهي بها. فهل كان ذلك وليد المصادفة والبذخ العابث المستهتر؟

كلا!

لكأني أستشعر حكمة الله في ذلك. فلا ريب أن ما نراه من مظاهر الحضارة والتقدم والتطور سيؤول يوما إلى الزوال، وبذلك يعود الناس إلى سالف عهدهم.

ولكن ماذا يعني هذا للعرب والمسلمين؟

يوقن المسلمون في أعماق قلوبهم، ويعتقدون في سرائر أنفسهم، أن حروبا مصيرية ستقع بينهم وبين أعدائهم – من اليهود والنصارى والمشركين – آخر الزمان، وأن كلمة الفصل في ذلك ستكون للسيف. ويؤمنون في ذلك إيمانا راسخا، تصديقا لما بين أيديهم من صحيح حديث نبيهم وثابته.

فلعل الله يعد لنا من وسائل القوة والمنعة والغلبة، ما أنصرفنا عنه وتناسيناه مذ حلّت بنا النكبات والنكسات. فها هو يجعل في يد العرب أكرم الإبل وأعرق الخيل، ويُخدمهنّ عبادا له: أكرموهن غاية الإكرام، وأحسنوا لهن منتهى الإحسان، ولم يرغبوا بهن إلى والد أو ولد.

نعم الرعاة رعاة الرب!

وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته!

فلا تبخلوا عليها بما أثقلكم الله به من الذهب والفضة، وتنافسوا وتكاثروا وتفاخروا، ولا تنسوا أنكم مؤتمنون على ما بين أيديكم منها، فعسى الله أن يبعث على ظهورها رجالا يكون على أيديهم نصر الله والفتح.


\
\
.