أصايل
06-12-2009, 04:50 PM
(قصة الأخ خالد الهاجري )
المرأه الصالحه محزم الرجل
************************
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ,,,,
بصراحه اعجبني موضوع القصه ولي رغبه بالمشاركه ولو انه لم يسبق لي ان كتبت قصه ولكن لوجود اعضاء تهمني ارائهم وتقييمهم لما اكتب لثقافتهم العاليه وفهمهم لعلوم الاداب ومكانتهم العاليه بفكرهم واخلاقهم ,,
سوف ابداء بكتابه قصه واتمنى ان تحوز على شيء من ارضاء ذائقتكم العاليه ,,, واتمنى رويه النقد للاستفاده ايضا ,,
بسم الله الرحمن الرحيم ,,
في الحياه عقبات تمر على كل شخص ولكن يعرف الشخص من يقف بجانبه ويشجعه للقفز واكمال المسيره او تهبيط العزيمه ,,,
كان هناك شاب قد تربى على الاخلاق الحميده ويشغله ليس همه فقط ولكن هم من يعرفهم من اهل واصدقاء وكان دائم الوقوف معهم بعقباتهم وازماتهم وكان له يد بعد الله سبحانه وتعالى بتعديها وتشجيعهم ولو معنويا ,, وقد كان له اخوه اكبر منه سنا ووالده الطاعن بالسن ولا يملك من الدنيا الا دينه واعماله الصالحه ولا نزكيه عند الله سبحانه وتعالى ,,
لن اطيل عليكم ,,, كان هذا الرجل دائم التعفف ودائم الاعتماد على نفسه وتراه مبتسما للوجوه ولو كان بقلبه سيل من الهموم ,,
تزوج الشاب بعد ان كون له معيشه طيبه وبعد ان كان مستعدا لتحمل المسؤليه بتكوين عائلته ,,, وكان من اكثر الناس فرحا والده لانه رائ شخصيته في هذا الابن ,,
وقد اعطاه والده منزل كان يملكه لبيعه والزواج ولكنه رفض هذا الابن وذلك لرغبته باكمال مسيرته اعتمادا على نفسه ,, ومعرفته بان هذا مايملكه والده ,,,
وبعد ان مرت سنوات عديده ,, مر على هذا الشاب احد اكبر عقبات حياته ,, فقد انكسر ليس معنويا وانما مادياا ,, ولكنه لم يعرف اين الملتجأ بعد الله سبحانه لتيسير اموره ,,
ولكن حرص ان لا يعلم والده بضائقته الماديه , , ولم يجد اقرب من اخوته ليشكي لهم ضائقته وليست عليه بالامر اليسير ولكن هذه هي حكمه الله قد تكون لتعليمه ان
المؤمنون كالبنيان ,, فكيف بالاخوه , ,
وبعد ان استجمع قواه وسرد مايمر به من ضائقه ماليه لاخوته ,,, فكانت هنا الصاعقه العضيمه على نفسه ,,,
انسان متعفف ولم يمر عليه مثل هذا الموقف سابقأ ,, فكان ردهم له ,,,,( الله يكون بعونك ويسهل امورك ) وبدا كل منهم يشكي حالته الماديه المتعسره ولم تكن كذلك ,,
ولكن حبهم للمال ومعرفتهم واقتناعهم انه لطالما اعتمد على نفسه فسوف يمر بهذه الازمه ,,, ولم يعرفو ماعاناه ليقدم على طلبهم ,,,
وستحلفهم بعدم ذكر عائقته لوالدهم ,,,
اسودت الدنيا بوجه هذا الرجل ولم يعرف ماهو مصيره وماهي الطريقه لحل هذه العقبه في حياته ,,,
ذهب الى البيت وهو لا يعلم ما يخفيه له الغد ,,
رأت زوجته حاله فسألته هل تشكو من شئ ؟؟ ,, فكان جوابه ( الحمد لله لا اشكو من شئ )
في آخر الليل وبعد ان تاكد من نوم جميع عائلته ,, زوجته وطفليه ,,
ذهب الى احدى الغرف في البيت وأخذ يدعو الله .. في هذه الاثناء ,, كان أخوته يخططون للذهاب الى احدى الدول ,, الاسيويه
لقضاء الاجازه هناك ,,
وفي هذه الاثناء ايضا ,, استيقظت زوجته فلم تجده على فراشه ,, اين ذهب ؟؟ لا تلعم ,, فهو منذ زواجه بها لم يفعل مثل هذا الفعل ,,
فقامت من فراشها وذهبت تبحث بالمنزل بكل هدوء سمعت صوت يختنق ويجهش بالدعاء ,, فوقفت بباب الغرفه وسمعت دعائه وعرفت ما يمر به ,,
سقطت دموعهااا بهدوء كما رجعت لفراشها لتمثل نومها قبل ان يحس بأن احد قد رأه ,,
وفي اليوم التالي طلبت منه الذهاب بها للسوق لشراء حاجيات تخصها ولاولادها فلم يكن منه الا ان قال انه منشغل وسوف يذهب بهم بيوم آخر ,,وذلك لظروفه الماديه ولكن لم يقل ذلك
وبعد ذهابه لعمله اتصلت على زوجها واستاذنته لتذهب لاهلها لزيارتهم والعوده قبل رجوعه من عمله ,, فوافق لها بالذهاب ,,
هنا كانت الزوجه تملك ذهبا من مدخراتها وذهبا من زواجها في صندوق وقد اخذته وذهبت به مع احد اخوانها لبيعه دون علم اخاها ايضأ وكانت قد طلبت من اخاها الذهاب باولادها لشراء الحلويات لهم ,,
فدخلت احد المحلات وقامت ببيع الذهب التي تملكه كله بدون تردد ولا حسره ,,
وكانت فرحه جدا لتمكنها من فك ضائقه زوجها ,,
ولكن كيف السبيل لاقناعه لاخذ النقود منها من دون ان يحس بانكساره ,,, او انها قد تجملت عليه بشيء ,, فيالها من امرأه ’’
ولكن كما قال الله سبحانه وتعالى ( ان كيدهن عظيم)
فكرت بطريقه ونفذتها ’’
قامت الزوجه ,, بافتعال مشاكل مع زوجها وهو بهذه الازمه وبهذا الوضع ,, الا ان فعل مالم يكن ليفعله يوما مع زوجته ,, بعد ان قامت بطلب الطلاق منه ,, ولكن بشرط انك لن تكون افضل مني فسوف ارجع كل ما صرفته على وكل ما اشتريته لي ,,,
فلم يقبل ولكن اعطاها ما ارادت وطلقها , وازادت مصيبته مصيبه اخرى ,,,
وفي احد الايام قامت بارسال النقود له مع اخيها ولن ترجع هذه النقود لها ,, حلفا منهااا وقسما
فاخذ هذه النقود وهو يردد في نفسه رب ضارت نافعه ,,, وانهى عائقته الماليه بالنقود ,,
واخذت نفسه بالارتياح ولكن,,, ادرك ماخسره مقابل هذه النقود ,, هذه الزوجه الوفيه ذات الاخلاق العاليه ,, وتذكر سنوات العيش معها وتشجيعها له ووقوفها معه بكل ما اقدم عليه ,,,
وظل يفكر كيف يصلح ما كسره ,,, ولكنه اخذ النقود ولو ارجع زوجته سيضطر لاعطاتها المال الذي اخذه ,,
ولم يجد نفسه الا قد ذهب الا والدها لارجاعها واعاده نقودها لها ,, فطلبت ان تشترط عليه ان يكون زواجأ جديدا ,, فوافق ,, وطلبت منه مهر جديدا قدره ريال واحدا , وان النقود كانت من الزواج الاول منها ولن ترجعه ,,,
وتم ما خططت له ,, ورجعت واستمر بمسيرته بشموخه وعدم انكساره ,,, وعاشا معا سنوات عديده ,, وهو في قلبه من ما مر عليه استغراب الموقف ,, وطلبها الطلاق واشتراطها ما اشترطت ,,,
وقد كان بعد هذه المده قد كد بعمله وكون له مبلغا جيدا ,,
وقام بشراء ذهبا لزوجته بقيمه ما ارجعته له كهديه ولم يذكر انه ارجع ما اعته له ,, ولكن كان لديه احساس وقطعه بارجاعها بهديه لزوجته ,,,
وبعد ان قدمها لها تعجبت بانه نفس كميه الذهب الذي قد باعته واكثر بقيل ايضا ,,
فبكت وققالت له من قال لك ,,, وهنا عرف وقطع شكه باليقين ,, لمجرد هذه الكلمه ,,,
وكانا من اكثر الازواج سعاده و حبا ,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,
الفائده , من القصه ,,يستنتجهاا القاريء,,
اتمنى اني لم اطيل عليكم ,,
تحياتي لكم
</b></i>
ابويزيد القماصي
10-12-2009, 09:58 PM
( تضحيه لايستحقها )
كانت تلاحظ شروده , كثرة تفكيره وتغيبه عن المنزل ,
أصبح عصبيا نوعا ما , كثير الصمت
رجعت بذاكرتها إلى الخلف إلى أيام السعاده والحب , والإشتياق
أخذت تقارن مابين الأمس واليوم , هل يعقل أن يكون هذا هو (أحمد) ذلك
الشخص الهادي المليئ بالرومانسيه والعواطف المتدفقه ,
ثمان سنوات قضتها معه بحب وتفاني لم يخطر ببالها يوما ما أن تراه هكذا ,
(أحمد ) الذي أحبته بكل جوارحها ,,, من أجله ضحت بأجمل وأروع عاطفه على الوجود
ألا وهي عاطفة الأمومه .
حرمت نفسها من أن تسمع كلمة (ماما) , من أجله هو فقط .
أرتضت لنفسها أن تسمع الكلمات الجارحه من أهله ,عندما يصفونها بالأرض البور
التي لاتنبت , والشجره التي لاتثمر ,
من أجله قبلت وأرتضت أن يحكم عليها أهله وأقاربه بأن السبب منها .
كي لاتجرح رجولته أو تراه مطأطئ الرأس .
اليوم أتاها حزينا متألما .
سألته : مابك ياأحمد .مالذي أصابك ياحبيبي .
لم ينطق , صمت وطال صمته .
أدار له ظهرها وهو يفرك أصابعه .
نطق أخيرا : هناء
ردت بحنان : عيون هناء , مابك.
رد : هناء , أنا أريد أن أكون أبا , وأنت لاتستطيعين تحقيق حلمي
صدمتها كلامته , أكمل دون أدنى حساب لمشاعرها ,,
أهلي غاضبون مني , يريدون أن يروا أحفادهم .
أبتلعت دموعها , لازالت تحت هول الصدمه ,
أكمل بوحشيه لامثيل لها : لقد طلبت من أمي أن تخطب لي أحدى الفتيات ,
وكان شرطها أن لا يكون لدي زوجه , لذا ........
شعرت بأنها ستسقط من هول الصدمه , تهاوت على طرف الأريكه ,
أكمل : لذا سأقوم بإعطائك ورقة الطلاق , وأتمنى أن يوفقك الله ويرزقك
بمن هو أفضل مني ..........
سقطت , لم تعد تعلم بمايدور حولها ,
أفاقت وهي لازالت ممدده على الآريكه , وكانت أمها بجانبها تبكي ,
سألت بضعف شديد , ماذا حدث , مابك ياأمي ؟
ردت عليها والدتها : لقد أتصل علينا أحمد طالبا أن نأتي أليك , ونأخذك من هنا ,
بكت امها , أكملت بصعوبه , قالت لقد قام بتطليقك .
شعرت بأن الغرفه تدور بها , أفاقت على صوت والدها الغاضب :
أسرعي بهناء سنخرج من هذا البيت الكريه .
البيت الكريه !!!
ترددت هذه الكلمات بداخلها , هل أصبح العش الجميل , الذي حوى حبا طاهرا
وزواجا كاد أن يكون ناجحا إلى بيت كريه .
حاولت أن تقوم , ومدت يدها إلى حقيبة يدها تتأكد من الأوراق التي أخفتها عن عيون
زوجها أو من كان زوجها , أوراق التحاليل التي تثبت خلوها من أي عيب أو مانع
للإنجاب .
وخرجت تجر أذيال الألم والخيبه .
عز ومهابه
13-12-2009, 05:05 PM
مساؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤءه
هذا وشسموه ترى انا سجلت هنا وصراحة راق لي الموضوع وبقوه ..~
جنون أنثى
______
كانت شروق فتاه مليئه بالحيويه , كانت ترى الحياه أمامها شعله من الحب
والتفاؤل , لم يعرف اليأس طريقا إلى قلبها , كانت كلما شعرت بشيء من الضيق لجأت إلى أحضان
والدتها , كانت تجد الدفء والحنان , والعذوبه ,
كانت أمها أكثر قربا أليها من أي شخص آخر.
دائما تلجأ إليها في كل مايواجهها .
تأتي من المدرسه فتحكي لوالدتها كل مامر بذلك اليوم .
لكن ربما لأن السعاده دائما قصيره في حياتنا . والإبتسامه لاتدوم على محيانا ,
وكأنه قد كتب علينا أن نذرف الدموع ونستلذ بطعم الشقاء , فقد مرضت والدتها بمرض عضال
صعب على الأطباء علاجه , كل يوم يمر من حياتها تتدهور فيه صحتها نحو الأسوأ ,
كانت شروق ترى ذلك الألم البادي في عيني والدتها فلاتجد سوى الدموع تذرفها حزنا
على ماتعانيه أمها من آلام , حتى أتى يوم أستيقظت فيه وأسرعت لوالدتها ولكنها صُدمت عندما
رأتها جثه هامده , هنا شعرت بأنها أصبحت وحيده , لم يسعها الكون رغم أتساعه ,
بكت وبكت حتى شعرت بأنها لم تعدتقوى على المزيد .
سارت الأيام ببطلة قصتنا , كانت كلما شعرت بشيئ من الحزن ذهبت إلى غرفة والدتها
تشكي لجدرانها الصم علها تسمع , وتبحث عن والدتها في كل زايه من زوايا الغرفه .
إنكفأت على نفسها لم تعد شروق كما كانت , الفتاه المشرقه .
أنطفأ كل مافيها .
ومازاد من شقائها أن والدها تزوج بعد وفاة والدتها بفتره ليست بالطويله ,
ليأتي بأخرى تحتل مكان والدتها , صرخت ,,أعترضت ,,ثارت , لكن لاحياة لمن تنادي
وكانت الزوجه الجديده تريدأستبدال كل شيئ بحياةزوجها وأول لتغييرات كانت ذلك الملجأ لذي
يحتوي الام شروق غرفة والدتها .
لم تعدتحمل أكثر كل شيئ قبلت به , لكن هذا المكان لا والف لا .
حاول والدها فرض سيطرة زوجته في كل مكان , قاومت لكنه لم يسمع لها
ترجته أن يترك لها هذه الغرفه فقط فرائحة أمها لاتزال هنا , أستهان بطلبها
شروق لم تعد شروق, دب اليأس في قلبها , شعرت بأنها تتخاذل , تتحطم , شعرت بأنها تنحدر نحو
الهاويه , أهملت نفسها وحياتها وكل مايحيط بها , بعد أن فقدت مصدر الأمان , بئر الأسرار
اليد الحانيه ....شعرت بأنها تُجن .
لم يعد هناك ملجأ سوى الجنون , لم يعد هناك مهرب سوى الجنون
لم يعد هناك سوى ,,,,,,,,,,,,,,,,بقايا شروق
نرجسيّة
14-12-2009, 10:29 PM
"معانقة الصعب"
width=500 height=219
أهي روايةٌ أم قصة؟؟ أهي خاطرةٌ أم نبذة؟؟
هل كانت أكذوبةٌ أم حبكة؟؟ هل خططتُ لذلك أم كانت صدفة؟؟
أكانت مصيبةٌ أم فرحة؟؟ إني مجروحةٌ وفي الحلق غصة!!
ليس لي حولٌ ولا قوة!! ليس في جعبتي الآن سوى القصة....
عرفته جيداً منذ الصغر, فارتسمت في مخيّلتي أجمل الصور, عشت أرسمه لوحةً حائرة في صفحات أيامي, وردٌ وشجر, نهرٌ وثمر, وطيفك هناك ينتظر, يتباهى بأجمل ما لديه من صور,ينتظر ويتمنى أن يحملني إليه القدر.
كلّمني القدر:"إنه يريدك ولطالما حلمتي به", ثارت بي أنفاسي ورفضت السكون, وبعد تفكيرٍ عاصفٍ حكيم قلت:"لا أريده", قال:"ماذا؟! ويحُك, بلا شكٍ أنك مصابةٌ بالجنون!!, قلت:"بلى, إن لديّ عقلٌ رحيم, وقلبٌ يعاني الجنون!!".
قال:"إنها فرصتك", قلت:"أتقول فرصتي؟! أنا لا أتعجرف, إني لا أتمرّد على قلبي, إنما قلبي هو من أبى, إنه لا يريد أن يظلم نفسي, حيث أن قلبي يعرف أنه قاسيَ القلب!! لذا لا يريد أن يعذّب نفسي", تعجّب القدر وأبى أن يقتنع مني, وقام يردّد على مسامعي اللوم والتهديد والوعيد, ولم يكتفي بذلك بل راح يُجبرني ويتّهمني بالتمرّد والعصيان.
أغمضتُ عينيّ وأطعته, فمشيت في طريقٍ لم أختره, رضيتُ بقدري وكيف لا؟؟ إنه قدري, قضاءٌ قد كتبه الله لي, فلم اعترض على حكمة الله عز وجل, وماذا بعد الرضا؟؟ جعلتُ وقتي كلّه لأهتمّ به, أحببته وأحبّني كثيراً, أخلصتُ له وسهرتُ على راحته, وهبته عمري وروحي وكلّها أيامي.
مرّت الأيام, ضحكنا سويّاً وتألمنا سويّاً, وعرقلت مسير الأيام بعض الخلافات, يقولون أنها ملح الحياة, قد تجرّعت ذلك الملح مراراً وتكراراً, وفي كل مرة ينتهي الخلاف باستسلامٍ مني, فباعتقاده أن رأيه فقط هو الصحيح, كيف لا استسلم؟ لم استطِع أن أدمّر حياتي بهذه السهولة, آثرت البقاء وإعادة المحاولات, لعلّ وعسى أن يلين قلبه, ولكن لم أُفلح حيث استمرّ في عناده, أصبح يجرح مشاعري وأمسى يحرق قلبي.
أحسستُ وكأنه لا يحبّني, أطلقتُ له العنان وترجّيته بأن يعتقني إن كان قد كرِهني, صار مصدومٌ مصعوق من كلامي, صار يبحث عن كل الأساليب ليُثبت أنه لطالما عشَقني.
نعم كان صادقاً, أُجزم على ذلك, نسيتُ جراحه أو تناسيت ثم أخلصت في مشاعري له, حتى جاء ذلك اليوم, جاءني من يجرحني بجرحٍ أكبر من كل جراحه, ولم يتجرّأ هو أن يدافع عني, لم ينطق بكلمة, تقرّبتُ منه وشكوت إليه, وفضّل السكوت, لم استطع التحمُّل, ؤيحُك أيها العاشق, ألا تعرف أن الحب يوصف بالجنون؟ أين ذلك الجنون؟ إني لا أراه!!
"تكلّم, قُل شيئاً, انطق ولو بحرف", آثرَ الصمت, كنت أرى ألماً ماثِلاً في صميم قلبه, فقد كان جرحي من أقرب الناس إليه, فلم يستطِع أن ينتقده ولا بحرف.
هنا سافرَ إليّ الصمت الذي قد أصابه, الألم, القهر, الأسى, الحزن, الجمود, والحُرقة, أيُّ خيبةَ أملٍ قد أصابتني؟! أيُّ جرحٍ قد امتثل في الصميم؟!
تنهّدت ثمّ آثرتُ الرحيل, أخبرته بقراري, رأيتُ في عينيه الحزن والألم, لم يستطِع أن يلوم أو يعتذر أو يواسي, اكتفى بعبارتين:"أنا لا أريد أن يشمتَ بنا الناس, لنحتفظ بصورتنا أمامهم", تلامعت عيناي:" ياخيبةَ أملٍ قد أصابتني, ياقاتل حبٍ قد عايشني, أتُفكِّر بالناس وتنساني, أنا لا يهمّني الناس, مايُهِمَّني هو موقفك من جرحي!!
تمنّيتُ لو تحجّج بالحب, لو قال:"لا تهتمّي بما يقولون, المهم هو أنا وأنتِ فقط, لو اعترف بجرحي وواساني...", قلت له:" إني مجروحة, مجروحة...", لم يتفوّه بكلمة, تحطّمت آمالي وأحلامي, فما كان مني إلا أن احتفظ ببعض مابَقِيَ من كرامتي, فأطلب منه الرحيل...
توقّف ينظُر إليّ, كأنه كان يحفظ ملامحي!! فتحطّم قلبي عليه, وكيف لا؟؟ وهو لطالما سكن فيه, فقدّمتُ له العزاء, ودعوتُ له بالتوفيق, وهو ينظُر بصمت, ثم رحل.. رحل.. رحل..
في النهاية ليس المهم أنك قد أذنبت, أو غيرُك أذنب, ولكن مايُهمّني الآن هو ذنبي, وكيف أتخلّص منه, ذنبي الذي طالما بات يؤرِّق ضميري, ذنبي هو أنني استسلمت للقدر حين أجبرني, كيف استطعت أن أظلِمَ نفسي؟! يا لِنفسي المسكينة, حمّلتها فوق طاقتها, فما كان منها إلا الصمت والمثول لأوامرك ياقدر, ألم تعرف منذ البدء أنه قاسٍ؟؟ ياقدر, تكلّم لماذا الصمت؟؟ كيف تحتفظ بهدوئك؟؟ وأنت ترى قلبي يتمزّق, ونفسي حزينة, ألا تريد مواساتي في مُصابي, إني أتقبّل منك العزاء, ياقدر أنا لم أندم قط على قراري, ولكنني ندمتُ على عمري الذي أمضيتُه في حبّه, وبعد ذلك أصبح القدر يلوم نفسه وأمسى يشكو عَمَى عينيه, وكثيرٌ هم من واسوني, لكن لم تُشفى جراحي بعد...
WIDTH=500 HEIGHT=219
http://mdyf.net/vb/picture.php?albumid=7&pictureid=36