نرجسيّة
09-12-2009, 01:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني / أخواتي روّاد
مضيف الأدب والخواطر والنثر
كوني متخصصة في مجال الأدب أحببت أن أفيدكم بتقديم أهم عناصر كتابة القصة القصيرة...
*************************
إن القصة القصيرة والرواية فنون سرد أدبية متعارف عليها في مجال الأدب, فإن فن الحكاية أو السرد الأدبي يهدف إلى الإمتاع والإفادة بالمجمل وقد يتناول عددا من المواضيع أو موضوعا محددا وبهدف محدد في أثناء حركته, والمنهج في الكتابة واحد كما إن لدى هذه الفنون السردية عناصر مشتركة أساسية وعناصر قد تتمايز بين شكل عن آخر .
يعتقد الكثير أن الرواية تأتي تطوراً لفن القصة القصيرة على اعتبار التشابه الكبير بينهما، وأن الرواية تفصيل اكبر في الأحداث والشخوص والزمن.
غير أن الحقيقة خلاف ذلك..
فالقصة القصيرة في الواقع هي التي خرجت من رحم الرواية، وحدث ذلك نتيجة أسباب عديدة, يأتي منها نشأة الصحافة التي كانت بحاجة إلى أعمال سردية قصيرة يمكن نشرها في زواياها بدلاً من نشر روايات طويلة مسلسلة على مدى زمن طويل، والقصة القصيرة والرواية يجمعهما مصطلح واحد وهو مصطلح (القصة) وهذا المصطلح أكثر تحديدا من مصطلح السرد الفضفاض، فحين نطلق مصطلح القصة، فإن الإشارة تكون للرواية والقصة القصيرة وتدخل معهما القصة القصيرة جدا, والأقصوصة هو مصطلح لا يزال متأرجحاً في دلالته..
كثيرون يكتبون كلاما سردياً ونثراً محكياً، لكن القليل منه يدخل تحت فن القصة القصيرة، ولكثرة الذين يكتبون حكايات أصبحت القصة القصيرة فن من لايحسن الإبداع.. فالذكريات والسيرة الذاتية والخاطرة كتابات ينتجها البعض ويعتقد انه يكتب قصة قصيرة!!!
في البدء يمكن لنا أن نلاحظ أن معظم الكتّاب المبدعون والنقّاد يركزون على مسألة السرد والرواية وكأنها التقنية الوحيدة !!
دون ريب السرد هو البوابة الرئيسية التي يؤلّف من خلالها كاتب القصة القصيرة وكذلك الرواية، لكن هناك معالم ودروباً أساسية لا تساعد في رفع المستوى التقني للقصة والرواية فحسب، بل من دونها لاتكون قصة قصيرة، إنما تصبح شيئا آخر..
وبالرغم من فن القصة القصيرة وفن الرواية متشابهين فإن هناك خطوطا عريضة تتصل بتعريف فن القصة القصيرة، لاسيما أن المبدع يكون على وعي بها، حين يجد الفرد نفسه ينساق إبداعيا نحو فن السرد...
إن معرفة مفهوم القصة القصيرة جملة والإلمام الأساس بتقنياتها الأساسية تجعل الفرد المبدع يستفيد بشكل مبكّر من الخلفية النظرية لهذا الفن الأدبي.. وبالتالي البدء في خطواته بشكل سليم.. ومن المهم جدا التأكيد على ضرورة القراءة المكثفة والواعية لنماذج مختلفة من القصة القصيرة مع التأكيد أن تكون القراءة لأسماء بارزة في عالم القصة القصيرة..
عناصر القصة القصيرة:
1- الفكرة (Theme):
كل قصة تهدف إلى فكرة معينة يريد الكاتب نقلها إلى القارئ، وقد يريد إبداء رأي في الحياة أو سلوك معين رافضاً أو مؤيّداً. وهو لا يقدم الحلول، بل يكتفي عادة بإبراز سلبيات أو إيجابيّات الموقف. وهناك كتّاب يذكرون الفكرة حرفياً في القصة على لسانهم أو لسان أحد الأبطال. ولكن معظمهم لا يذكرونها مباشرة بل يتركون للقارئ لذّة هذا الاستنتاج.
2- الحبكة (plot):
هي الطريقة التي يسلسل فيها المؤلف الأحداث للوصول إلى الهدف أو النهاية. والقصة تبدأ عادة بالأحداث بطريقة التسلسل من أولها إلى آخرها، فيتعرف القارئ على البطل والأجواء التي تدور فيها القصة. ثم تبدأ الأحداث بالتوتر والتعقيد إثر حادث غير عادي يشكّل انعطافاً في حياة البطل أو الأبطال حتى يصل إلى الأزمة (climate). بعدها تبدأ الأحداث بالتراخي حتى تصل إلى النهاية أو ما يشبه الحل. يخرج بعدها الأبطال وهم ينظرون إلى الحياة والأمور بطريقة أخرى مختلفة.
والتسلسل الترتيبي ليس حتمياً، فقد يعمد المؤلف إلى خلق ترتيب جديد، فتبدأ القصة من القمة أو من النهاية أو من أي موضع آخر.وعندها على القارئ أن يعيد هذا الترتيب في ذهنه لفهم القصة فهماً جيداً.
3- الشخصيّات (characters):
البطل هو الشخصية التي تتركز حولها الحبكة أو الأحداث،في القصة القصيرة أو المسرحية. والشخصيات نوعان:
أ- الشخصية الجاهزة أو المسطحة: وهي التي تظهر في القصة بشكلها النهائي منذ اللقاء الأول ولا تتغير صفاتها حتى نهاية القصة.
ب- الشخصية النامية أو المستديرة: التي نعرف عنها القليل ثم تنكشف لنا مع نمو الأحداث واكتمال القصة.
4- الزمان والمكان (setting):
كل حادثة لا بد أن تقع في زمان ما ومكان ما، ولكل زمان ومكان ظروف خاصة تفرض على الأبطال نوعاً من التصرف، وما يناسب مكاناً لا يناسب مكاناً آخر. وبالنسبة للزمان فهناك نوعان من الزمان في القصة:
أ- زمن القصة الحالية.
ب- زمن الأحداث جميعها الذي يذكر في القصة. وعادة يكون أطول من الزمن الأول.
5- الأسلوب (Style):
الأسلوب هو ما يميّز كاتباً عن الآخر. فهناك كاتب يبدو لنا أنه يعرف كل شيء عن الأبطال فيصف ويقرر وينتقد ويعلق. وآخر لا يتدخل في القصة، إنما يقدم لنا الأحداث وينقل إلينا ما يقوله شخوص القصة دون تعليق وهي الطريقة المفضلة. وبعض الكتّاب يكثر في القصة من السرد وبعضهم يهتم بالحوار ويكثر منه. ومنهم من يستعمل الأساليب البلاغية وبعضهم ينتقي الكلمات ببساطة.
ونلاحظ أنهم جميعاً يهتمون باختيار أقرب السبل وأقصرها إلى الإيضاح، وهم يُبرِزون أهم ما في الشخصية أو الحدث بموقف قصير بسيط، فلا مجال للإطالة في القصة القصيرة، ويجب الاستغناء عن المواقف التي لا تخدم الفكرة التي يود الكاتب إبرازها للوجود.
6- الصراع (Conflict):
الصراع في الأصل هو أساس الدراما. ولكن القصة مبنية أيضاً على الصراع. وهو تضارب يأخذ بالتضخم بين قوّتين: الإنسان والقدر، القديم والجديد، الفرد والمجتمع، الإنسان والطبيعة أو قوى مختلفة في نفس الإنسان.
ملامح تزيد من جمال القصة:
1- الكتابة باللغة العربية الفصحى:
إن اللغة العربية من اللغات الراقية و الغنية بالفصاحة و البلاغة منذ القدم. فإني أعتبر القصة المرويّة بالفصحى ممتعة جداً في القراءة.
قرأت هذه القصيدة عن اللغة العربية وراقت لي كثيراً....
لا تلمني في هواها أنا لا أهوى سواها
لست وحدي افتديها كلنا اليوم فداها
نزلَتْ في كل نفسٍ و تمشتْ في دماها
فبها الأم تغنت و بها الوالد فاها
وبها الفن تجلّى و بها العلم تباهى
كلما مر زمان زادها مجداً و جاها
لغة الأجداد هذه رفع الله لواها
فأعيدوا يا بنيها نهضة تحيي رجاها
لم يمت شعب تفانى في هواها واصطفاها
2- التشويق وبقاء الأثر:
كاتب القصة القصيرة يحقق التميّز إذا استطاع أن ينسج قصصه باستخدام السحر الأدبي, فتكون قصته راقية مشوّقة, أي باستعمال هذا المزيج المتفرّد من التوابل الفنية إذا أراد أن يأسر قارئ قصته, إذ يستحوذ القاص على القارئ فلا يدعه من أول كلمة حتى الخاتمة المفاجئة, ثم إذا استمتع القارئ بالقصة وتشويقها الفني, فيبقى الشق الآخر وهو الأثر الباقي من القصة على مرّ الأيام, فالقيمة الموضوعية والجمالية هي التي تستقر في ذهن القارئ, وبذلك تحقّق القصة نجاحها المأمول بين التشويق وبقاء الأثر, وليست الخاتمة المفاجئة هي مدار نجاح القصة في حد ذاتها, بل هي وسيلة للتشويق أيضاً بحيث لا يكشف القاص جميع أوراقه سريعاً.
3- البناء اللغوي:
يعد البناء اللغوي أساسا هاما من الأسس الجمالية والفكرية التي يقوم عليها الجنس الأدبي، حيث أن البناء اللغوي في الأجناس الأدبية يرتكز على المفردة، التي تعدّ أيضا نقطة البدء في أي تحليل لغوي، لهذا النصّ أو ذاك.
أنّ النسيج اللغوي هو الأسلوب بصيغة أو بأخرى، وأنه الذي بدونه لا تكتمل صنعة الأدب.
إن الكلمات المناسبة في المواضع المناسبة هي التعريف الحقيقي لأسلوب البناء اللغوي. وعلى ذلك يجب أن لا يُفهم من هذا كله، أننا نطالب الكاتب بأن يوافق على أن يكون أحد سجناء اللغة، ذلك لأنّ الكمال في الأدب، لا يتحقق باللغة وحدها، وإنما هناك عناصر أخرى ينبغي الانتباه إليها، ربما بالدرجة ذاتها التي يتم فيها الاهتمام باللغة، الناقل الرئيسي للأفكار وللجمال، عبر الأجناس الأدبية المقروءة.
4- البناء النحوي:
النحو العربي هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب, فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.
ومما يزيد من جمال النصوص الأدبية أن يكون قوي نحوياً, فإن الجملة تعد العمود الفقري لسلامة الأداء اللغوي، وإن احتوى النص على أخطاء نحوية أصبح ممل في القراءة خالي من الجمال الأدبي, وخلو النص من الأخطاء النحوية يدل على أن الكاتب متمكّن من اللغة وعلى ثقافته العالية وما يتمتع به من حس أدبي.
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق...
http://mdyf.net/vb/picture.php?albumid=7&pictureid=36
أخواني / أخواتي روّاد
مضيف الأدب والخواطر والنثر
كوني متخصصة في مجال الأدب أحببت أن أفيدكم بتقديم أهم عناصر كتابة القصة القصيرة...
*************************
إن القصة القصيرة والرواية فنون سرد أدبية متعارف عليها في مجال الأدب, فإن فن الحكاية أو السرد الأدبي يهدف إلى الإمتاع والإفادة بالمجمل وقد يتناول عددا من المواضيع أو موضوعا محددا وبهدف محدد في أثناء حركته, والمنهج في الكتابة واحد كما إن لدى هذه الفنون السردية عناصر مشتركة أساسية وعناصر قد تتمايز بين شكل عن آخر .
يعتقد الكثير أن الرواية تأتي تطوراً لفن القصة القصيرة على اعتبار التشابه الكبير بينهما، وأن الرواية تفصيل اكبر في الأحداث والشخوص والزمن.
غير أن الحقيقة خلاف ذلك..
فالقصة القصيرة في الواقع هي التي خرجت من رحم الرواية، وحدث ذلك نتيجة أسباب عديدة, يأتي منها نشأة الصحافة التي كانت بحاجة إلى أعمال سردية قصيرة يمكن نشرها في زواياها بدلاً من نشر روايات طويلة مسلسلة على مدى زمن طويل، والقصة القصيرة والرواية يجمعهما مصطلح واحد وهو مصطلح (القصة) وهذا المصطلح أكثر تحديدا من مصطلح السرد الفضفاض، فحين نطلق مصطلح القصة، فإن الإشارة تكون للرواية والقصة القصيرة وتدخل معهما القصة القصيرة جدا, والأقصوصة هو مصطلح لا يزال متأرجحاً في دلالته..
كثيرون يكتبون كلاما سردياً ونثراً محكياً، لكن القليل منه يدخل تحت فن القصة القصيرة، ولكثرة الذين يكتبون حكايات أصبحت القصة القصيرة فن من لايحسن الإبداع.. فالذكريات والسيرة الذاتية والخاطرة كتابات ينتجها البعض ويعتقد انه يكتب قصة قصيرة!!!
في البدء يمكن لنا أن نلاحظ أن معظم الكتّاب المبدعون والنقّاد يركزون على مسألة السرد والرواية وكأنها التقنية الوحيدة !!
دون ريب السرد هو البوابة الرئيسية التي يؤلّف من خلالها كاتب القصة القصيرة وكذلك الرواية، لكن هناك معالم ودروباً أساسية لا تساعد في رفع المستوى التقني للقصة والرواية فحسب، بل من دونها لاتكون قصة قصيرة، إنما تصبح شيئا آخر..
وبالرغم من فن القصة القصيرة وفن الرواية متشابهين فإن هناك خطوطا عريضة تتصل بتعريف فن القصة القصيرة، لاسيما أن المبدع يكون على وعي بها، حين يجد الفرد نفسه ينساق إبداعيا نحو فن السرد...
إن معرفة مفهوم القصة القصيرة جملة والإلمام الأساس بتقنياتها الأساسية تجعل الفرد المبدع يستفيد بشكل مبكّر من الخلفية النظرية لهذا الفن الأدبي.. وبالتالي البدء في خطواته بشكل سليم.. ومن المهم جدا التأكيد على ضرورة القراءة المكثفة والواعية لنماذج مختلفة من القصة القصيرة مع التأكيد أن تكون القراءة لأسماء بارزة في عالم القصة القصيرة..
عناصر القصة القصيرة:
1- الفكرة (Theme):
كل قصة تهدف إلى فكرة معينة يريد الكاتب نقلها إلى القارئ، وقد يريد إبداء رأي في الحياة أو سلوك معين رافضاً أو مؤيّداً. وهو لا يقدم الحلول، بل يكتفي عادة بإبراز سلبيات أو إيجابيّات الموقف. وهناك كتّاب يذكرون الفكرة حرفياً في القصة على لسانهم أو لسان أحد الأبطال. ولكن معظمهم لا يذكرونها مباشرة بل يتركون للقارئ لذّة هذا الاستنتاج.
2- الحبكة (plot):
هي الطريقة التي يسلسل فيها المؤلف الأحداث للوصول إلى الهدف أو النهاية. والقصة تبدأ عادة بالأحداث بطريقة التسلسل من أولها إلى آخرها، فيتعرف القارئ على البطل والأجواء التي تدور فيها القصة. ثم تبدأ الأحداث بالتوتر والتعقيد إثر حادث غير عادي يشكّل انعطافاً في حياة البطل أو الأبطال حتى يصل إلى الأزمة (climate). بعدها تبدأ الأحداث بالتراخي حتى تصل إلى النهاية أو ما يشبه الحل. يخرج بعدها الأبطال وهم ينظرون إلى الحياة والأمور بطريقة أخرى مختلفة.
والتسلسل الترتيبي ليس حتمياً، فقد يعمد المؤلف إلى خلق ترتيب جديد، فتبدأ القصة من القمة أو من النهاية أو من أي موضع آخر.وعندها على القارئ أن يعيد هذا الترتيب في ذهنه لفهم القصة فهماً جيداً.
3- الشخصيّات (characters):
البطل هو الشخصية التي تتركز حولها الحبكة أو الأحداث،في القصة القصيرة أو المسرحية. والشخصيات نوعان:
أ- الشخصية الجاهزة أو المسطحة: وهي التي تظهر في القصة بشكلها النهائي منذ اللقاء الأول ولا تتغير صفاتها حتى نهاية القصة.
ب- الشخصية النامية أو المستديرة: التي نعرف عنها القليل ثم تنكشف لنا مع نمو الأحداث واكتمال القصة.
4- الزمان والمكان (setting):
كل حادثة لا بد أن تقع في زمان ما ومكان ما، ولكل زمان ومكان ظروف خاصة تفرض على الأبطال نوعاً من التصرف، وما يناسب مكاناً لا يناسب مكاناً آخر. وبالنسبة للزمان فهناك نوعان من الزمان في القصة:
أ- زمن القصة الحالية.
ب- زمن الأحداث جميعها الذي يذكر في القصة. وعادة يكون أطول من الزمن الأول.
5- الأسلوب (Style):
الأسلوب هو ما يميّز كاتباً عن الآخر. فهناك كاتب يبدو لنا أنه يعرف كل شيء عن الأبطال فيصف ويقرر وينتقد ويعلق. وآخر لا يتدخل في القصة، إنما يقدم لنا الأحداث وينقل إلينا ما يقوله شخوص القصة دون تعليق وهي الطريقة المفضلة. وبعض الكتّاب يكثر في القصة من السرد وبعضهم يهتم بالحوار ويكثر منه. ومنهم من يستعمل الأساليب البلاغية وبعضهم ينتقي الكلمات ببساطة.
ونلاحظ أنهم جميعاً يهتمون باختيار أقرب السبل وأقصرها إلى الإيضاح، وهم يُبرِزون أهم ما في الشخصية أو الحدث بموقف قصير بسيط، فلا مجال للإطالة في القصة القصيرة، ويجب الاستغناء عن المواقف التي لا تخدم الفكرة التي يود الكاتب إبرازها للوجود.
6- الصراع (Conflict):
الصراع في الأصل هو أساس الدراما. ولكن القصة مبنية أيضاً على الصراع. وهو تضارب يأخذ بالتضخم بين قوّتين: الإنسان والقدر، القديم والجديد، الفرد والمجتمع، الإنسان والطبيعة أو قوى مختلفة في نفس الإنسان.
ملامح تزيد من جمال القصة:
1- الكتابة باللغة العربية الفصحى:
إن اللغة العربية من اللغات الراقية و الغنية بالفصاحة و البلاغة منذ القدم. فإني أعتبر القصة المرويّة بالفصحى ممتعة جداً في القراءة.
قرأت هذه القصيدة عن اللغة العربية وراقت لي كثيراً....
لا تلمني في هواها أنا لا أهوى سواها
لست وحدي افتديها كلنا اليوم فداها
نزلَتْ في كل نفسٍ و تمشتْ في دماها
فبها الأم تغنت و بها الوالد فاها
وبها الفن تجلّى و بها العلم تباهى
كلما مر زمان زادها مجداً و جاها
لغة الأجداد هذه رفع الله لواها
فأعيدوا يا بنيها نهضة تحيي رجاها
لم يمت شعب تفانى في هواها واصطفاها
2- التشويق وبقاء الأثر:
كاتب القصة القصيرة يحقق التميّز إذا استطاع أن ينسج قصصه باستخدام السحر الأدبي, فتكون قصته راقية مشوّقة, أي باستعمال هذا المزيج المتفرّد من التوابل الفنية إذا أراد أن يأسر قارئ قصته, إذ يستحوذ القاص على القارئ فلا يدعه من أول كلمة حتى الخاتمة المفاجئة, ثم إذا استمتع القارئ بالقصة وتشويقها الفني, فيبقى الشق الآخر وهو الأثر الباقي من القصة على مرّ الأيام, فالقيمة الموضوعية والجمالية هي التي تستقر في ذهن القارئ, وبذلك تحقّق القصة نجاحها المأمول بين التشويق وبقاء الأثر, وليست الخاتمة المفاجئة هي مدار نجاح القصة في حد ذاتها, بل هي وسيلة للتشويق أيضاً بحيث لا يكشف القاص جميع أوراقه سريعاً.
3- البناء اللغوي:
يعد البناء اللغوي أساسا هاما من الأسس الجمالية والفكرية التي يقوم عليها الجنس الأدبي، حيث أن البناء اللغوي في الأجناس الأدبية يرتكز على المفردة، التي تعدّ أيضا نقطة البدء في أي تحليل لغوي، لهذا النصّ أو ذاك.
أنّ النسيج اللغوي هو الأسلوب بصيغة أو بأخرى، وأنه الذي بدونه لا تكتمل صنعة الأدب.
إن الكلمات المناسبة في المواضع المناسبة هي التعريف الحقيقي لأسلوب البناء اللغوي. وعلى ذلك يجب أن لا يُفهم من هذا كله، أننا نطالب الكاتب بأن يوافق على أن يكون أحد سجناء اللغة، ذلك لأنّ الكمال في الأدب، لا يتحقق باللغة وحدها، وإنما هناك عناصر أخرى ينبغي الانتباه إليها، ربما بالدرجة ذاتها التي يتم فيها الاهتمام باللغة، الناقل الرئيسي للأفكار وللجمال، عبر الأجناس الأدبية المقروءة.
4- البناء النحوي:
النحو العربي هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب, فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.
ومما يزيد من جمال النصوص الأدبية أن يكون قوي نحوياً, فإن الجملة تعد العمود الفقري لسلامة الأداء اللغوي، وإن احتوى النص على أخطاء نحوية أصبح ممل في القراءة خالي من الجمال الأدبي, وخلو النص من الأخطاء النحوية يدل على أن الكاتب متمكّن من اللغة وعلى ثقافته العالية وما يتمتع به من حس أدبي.
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق...
http://mdyf.net/vb/picture.php?albumid=7&pictureid=36