فــرج الـبـلاز
10-03-2010, 04:04 PM
قد عاد سلطان البسالة شامخا
عَمَّتْ بَشَائِرُ عَوْدَةِ الْمِقْدَامِ=وَتَمَايَلْتْ طَرَباً غُصُوْنُ غَرَامِ
مُشْتَاقَةٌ آفَاقُ مَجْدِكَ مَوْطِنِيْ =مَلْهُوْفَةٌ تُبْدِيْ لَذِيْذَ كَلامِ
غَنَّتْ مَبَالَغَةً فُصُوْلَ أَنِيْنِهَا=وَتَرَاقَصْتْ مَجْنُوْنَةً أَنْغَامِيْ
مَشْغُوْلَةٌ هَمَسَاتُ شَاعِرِكَ الَّذِيْ=يَلْهُوْ بِنَزْفِ الْعِشْقِ وَالإِلْهَامِ
وَكَذَا النَّسَائِمُ لَذَّةً مَشْغُوْلَةٌ=بِحَدِيْثِ قَافِيَةِ الْحَنِيْنِ السَّامِيْ
قَلَمِيْ مَعِيْ وَالْفِكْرُ يُبْدِعُ صُوْرَةً=فَلْتَهْنَئِيْ يَا زَفْرَةَ الأَقْلامِ
أَلْهُوْ بِتَرْتِيْبِ الْهَوَى مُتَأمِّلاً=قَلَقاً تَلاشَى صُحْبَةَ الأَوْهَامِ
لا لَمْ يَعُدْ نَبْضِيْ حَزِيْناً مُتْعَباً=لا لَمْ تَعُدْ مُسْتَاءَةً أَيَّامِيْ
وَلَّى الأَسَى وَالسَّعْدُ حَلَّ وَسَادَنَا=فَرَحٌ كَسَا بَلَدَ الْعَلا الْمُتَرَامِيْ
أَمَّ الْجَزِيْرَةَ بَعْدَ أَشْهُرِ صَمْتِهَا=سُلْطَانُ نَجْدَةُ هَذِهِ الأَقْوَامِ
وَمَضَتْ لَهُ كُلُّ الْمَدَائِنِ لَهْفَةً=لِتُعَانِقَ الْمُشْتَاقَ بَعْدَ صِيَامِ
فَتَعَانَقَا : أَرْضٌ تَئِنُّ وَعَاشِقٌ=وَهُنَا تَبَدَّدَ حَالِكُ الإِعْتَامِ
سُرَّ الْمَسَاءُ الشَّاعِرِيُّ مُؤَكِّداً=أَنَّ الْهَوَى سِرٌّ وَبَحْرُ هُيَامِ
قَدْ عَادَ سُلْطَانُ البَسَالَةِ شَامِخاً=فَبَكَتْ لِعَوْدَتِهِ ذُرَى الإِنْعَامِ
قَدْ كَانَ بُعْدُكَ صَمْتَ لَيْلٍ مُوْحِشٍ=قَدْ كَانَ خَوْفاً مُفْعَماً بِظَلامِ
أَوَلَمْ تَكُنْ يَا قَلْبُ تَشْكُوْ لَوْعَةً ؟!=هَلْ كَانَ لَيْلُ الهَمِّ لَيْلَ سَلامِ ؟!
أَوَلَمْ يَغِبْ يَا عَيْنُ مَوْفُوْرُ الْكَرَى ؟!=هَلَ طَابَ سَاعَاتِ الْغِيَابِ مَنَامِي ؟!
قَدْ كَانَ شَعْبُ الْمَكْرُمَاتِ مَكَبَّلاً=بَأَنِيْنِهِ فِيْ غُرْبَةٍ وَزِحَامِ
كُلٌّ يُنَاجِيْ رَبَّهُ فِيْ خَلْوَةً=رَبَّاهُ فَاحْفَظْ سَادَةَ الإِسْلامِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ قَدْ صَانَهُ=شَهْماً لِدِيْنِ الحَقِّ خَيْرَ حُسَامِ
يَا خَادِمَ الْحَرَمِيْنِ عَادَ مُعِيْنُكُمْ=بَعْدَ الْمُهَيْمِنِ صَاحِبِ الإِكْرَامِ
يَا وَالِدِيْ قَدْ عَادَ نَاصِرُ سَعْيِكُمْ=سَيْفُ الْهُدَى يَا كَافِلَ الأَيْتَامِ
مَدٌّ وَجَزْرٌ وَاسْتِقَامَةُ مُوْقِنٍ=وَالشَّرْعُ مَصْدَرُ مَنْطِقِ الأَحْكَامِ
قَدْ عَادَ يَا مَلِكَ الْعُرُوْبَةِ بَاسِماً=مُتَسَلِّحاً بِالْحُبِّ وَالإِقْدَامِ
شُقُّوا طَرِيْقَ الْبَذْلِ إِنَّا جُنْدُكُمْ=يَقْتَادُنَا الإِخْلاصُ لِلأَحْلامِ
مُتَوَكِّلُوْنَ عَلَى الإِلَهِ بِهِمَّةٍ=بِالْحَقِّ نَقْطَعُ رِحْلَةَ الأَعْوَامِ
مَا لَوَّثَتْ تِلْكَ الأُمُوْرُ عُقُوْلَنَا=لَمْ نِخْضِعِ الأَعْمَاقَ لِلآثَامِ
إِنَّ امْتِلاكَ بَصِيْرَةٍ تَدْعُوْ إِلَى=فَضْلٍ مُعَافَاةٌ لِذِي الأَجْسَامِ
إِنَّا جَمِيْعاً إِخْوَةٌ لِعَقِيْدَةٍ=مَا فَازَ يَوْماً قَاطِعُ الأَرْحَامِ
إِنَّا إِذَا صَاحَ الْمُنَادِيْ دِرْعُكُمْ=حِيْنَ الْوَغَى حَالَ اشْتِدَادِ صِدَامِ
إِنَّا جَمِيْعاً وَاحِدٌ لَمْ نَفْتَرِقْ=لَمْ يُلْهِنَا يَوْماً سَبِيْلُ خِصَامِ
مَا كَانَ مَنْ يَسْعَى لِنَصْرِ عَقِيْدةٍ=فِيْهَا صَلاحُ حَيَاتِنَا بِمُلامِ
يَا مَوْطِنَ الإِعْجَازِ دُمْتَ مُكَلَّلاً=بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِيْنِ وَالإِعْظَامِ
فَتَزَيَّنِيْ يَا طِفْلَتِيْ وَلْتَرْقُصِيْ=شُدِّيْ السَّحَابَ بِنَظْرَةٍ وَقَوَامِ
هُزِّي الْمَشَاعِرَ فِيْ الصُّدُوْرِ وَأَنْعشِِيْ=قَلْباً وَرُدِّيْ ضَائِعَ الأَفْهَامِ
يَا دَارَ عِزِّ الطَّامِحِيَنْ وَعِشْقِهُمْ=صِرْتِ النَّفِيْسَةَ بَعْدَ عَصْرِ حُطَامِ
دُقَّتْ طُبُوْلُ الْفَخْرِ حِيْنَ بُزُوْغِ ذَا الـْـ=ـفَجْرِ الْمُنَاجِيْ رِفْعَةَ الأَعْلامِ
يَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ يَا حَامِي الْحِمَى=آثَرْتَنَا بَتَوَاضُعٍ وَقِيَامِ
قَدْ كُنْتَ خَادِمَ أُمَّةٍ وَمَلِيْكَهَا=بَتَوَاضُعٍ وَالصَّـبْرُ خَـيْرُ وِسَامِ
مَا غَرَّتِ القَلْبَ السَّلِيْمَ رِئَاسَةٌ=مَا غَيَّرَتْكَ زَعَامَةُ الحُكَّامِ
قَدْ كَانَ وَالِدُكَ الْعَظِيْمُ مُعَلِّماً=قَدْ أَلْزَمَ الأَبْنَاءَ بَالإِحْكَامِ
فَغَدَوْتَ تَابِعَ نَهْجِهِ وَوَرِيْثَهُ=مَيَّزْتَ بَيْنَ مُحَلَّلاً وَحَرَامِ
وَوَلِيُّ عَهْدِكَ حَازِمٌ وَرِثَ الْمُنَى=فَغَدَا دَلِيْلَكَ لَحْظَةَ الإِبْهَامِ
هَوْ جَامِعٌ حُبَّ الرِّجَالِ وَنُصْحَهُمْ=هُوَ مَصْلُ بُرْءٍ ساعة الإِيْلامِ
وَالنَّائِبُ الثَّانِيْ يُسَانِدُ عَزْمَكُمْ=مَا لانَ يَدْفَعُ نِقْمَةَ الأَقْزَامِ
هُوَ حَارِسٌ لِفَضِيْلَةٍ وَكَرَامَةٍ=لَمْ تَغْفُ عَيْنٌ حُبُّهَا مُتَنَامِيْ
يَا قَائِدَ الْعُرْبِ القُلُوْبُ مُضَاءَةٌ=بِيَقِيْنِهَا بِثَبَاتِهَا بِنَظَامِ
بِوَفَائِهَا بِوَلائِهَا بِعَقِيْدَةٍ=هِيَ مَنْبَعُ التَّقْرِيْرِ وَالإِلْزَامِ
خَابَتْ نَوَايَا الْمُفْسِدِيْنَ وَزُلْزِلُوْا=وَلْيَنْعَمُوْا بِتَتَابُعِ الأَسْقَامِ
وَلْيُفْسِدِ الْمَوْلَى مُخَطَّطَ سَعْيِهِمْ=وَلْيُخْزِ رَبِّيْ حُفْنَةَ الإِجْرَامِ
مَنْ زَيَّفُوا كُلَّ الحَقَائِقِ وَانْبَرَوْا=فِيْ لُعْبَةِ التَّغْرِيْرِ وَالإِيْهَامِ
يَا مَوْطِنِيْ دُمْ سَالِماً مُتَفَائِلاً=إِنَّا سَنُلْجِمُ مَكْرَهُمْ بِلِجَامِ
إِنَّا مُوَافُوْنَ الْخُصُوْمَ بِطَعْنِهِمْ=إِنَّا مُدَاوُوْهُمْ بِضَرْبِ سِهَامِ
هُمْ زَارِعُوْنَ النَّائِبَاتِ وَقَصْدُهُمْ=أَنْ تَضْعُفِيْ أَرْضَ الْهُدَى وَتُسَامِيْ
كَلاَّ وَكَلاَّ إِنَّنَا دُوْنَ الرَّدَى=أُسْدٌ تُمَزِّقَ خُبْثَ ذِي الأَجْسَامِ
إِنَّا مُوَافُوْنَ الثَّرَى مِنْ دُوْنِهَا=يَا دَارَنَا لَنْ تُكْسَرِيْ وَتُضَامِيْ
كَانَتْ مَشَاعِرَ شَاعِرٍ عَشِقَ الْحِمَى=فَسَقَى بُيُوْتَ الشِّعْرِ لَحْنَ حَمَامِ
طُوْبَى لِمَنْ حَمَلَ البِشَارَةَ مُفْرِحاً=كُلَّ الْقُلُوْبِ بِعَوْدَةِ الضِّرْغَامِ
فَتَنَاقَلتْ خَبَرَ الْمَسَرَّةِ أَدْمُعْ=بَحَفَاوَةٍ كَوَسَائِلِ الإِعْلامِ
وَلْيَحْمِ رَبُّ الكَوْنَ رَائِدَ دَوْلَةٍ=تَسْعَى لِتَرْفَعَ رَايَةَ الإِسْلامِ
عذْراً إِذَا مَا كَانَ ضَعْفُ قَصِيْدَتِيْ=قَدْ حَالَ دُوْنَ الْعَدْلِ وَالإِتْمَامِ
صَلُّوْا عَلَى خَيْرِ الْخَلائَقِ أَحْمَدٍ=مَا ابْتَاعَ عَبْدٌ سُتْرَةَ الإِحْرَامِ
وَالْحَمْدُ للهِ الْعَظِيْمِ بِفَضْلِهِ=عَدَدَ السِّنِيْنِ وَعُدَّةَ الأَجْرَامِ
الأكاديمي/ هلال بن مزعل العنزي
عَمَّتْ بَشَائِرُ عَوْدَةِ الْمِقْدَامِ=وَتَمَايَلْتْ طَرَباً غُصُوْنُ غَرَامِ
مُشْتَاقَةٌ آفَاقُ مَجْدِكَ مَوْطِنِيْ =مَلْهُوْفَةٌ تُبْدِيْ لَذِيْذَ كَلامِ
غَنَّتْ مَبَالَغَةً فُصُوْلَ أَنِيْنِهَا=وَتَرَاقَصْتْ مَجْنُوْنَةً أَنْغَامِيْ
مَشْغُوْلَةٌ هَمَسَاتُ شَاعِرِكَ الَّذِيْ=يَلْهُوْ بِنَزْفِ الْعِشْقِ وَالإِلْهَامِ
وَكَذَا النَّسَائِمُ لَذَّةً مَشْغُوْلَةٌ=بِحَدِيْثِ قَافِيَةِ الْحَنِيْنِ السَّامِيْ
قَلَمِيْ مَعِيْ وَالْفِكْرُ يُبْدِعُ صُوْرَةً=فَلْتَهْنَئِيْ يَا زَفْرَةَ الأَقْلامِ
أَلْهُوْ بِتَرْتِيْبِ الْهَوَى مُتَأمِّلاً=قَلَقاً تَلاشَى صُحْبَةَ الأَوْهَامِ
لا لَمْ يَعُدْ نَبْضِيْ حَزِيْناً مُتْعَباً=لا لَمْ تَعُدْ مُسْتَاءَةً أَيَّامِيْ
وَلَّى الأَسَى وَالسَّعْدُ حَلَّ وَسَادَنَا=فَرَحٌ كَسَا بَلَدَ الْعَلا الْمُتَرَامِيْ
أَمَّ الْجَزِيْرَةَ بَعْدَ أَشْهُرِ صَمْتِهَا=سُلْطَانُ نَجْدَةُ هَذِهِ الأَقْوَامِ
وَمَضَتْ لَهُ كُلُّ الْمَدَائِنِ لَهْفَةً=لِتُعَانِقَ الْمُشْتَاقَ بَعْدَ صِيَامِ
فَتَعَانَقَا : أَرْضٌ تَئِنُّ وَعَاشِقٌ=وَهُنَا تَبَدَّدَ حَالِكُ الإِعْتَامِ
سُرَّ الْمَسَاءُ الشَّاعِرِيُّ مُؤَكِّداً=أَنَّ الْهَوَى سِرٌّ وَبَحْرُ هُيَامِ
قَدْ عَادَ سُلْطَانُ البَسَالَةِ شَامِخاً=فَبَكَتْ لِعَوْدَتِهِ ذُرَى الإِنْعَامِ
قَدْ كَانَ بُعْدُكَ صَمْتَ لَيْلٍ مُوْحِشٍ=قَدْ كَانَ خَوْفاً مُفْعَماً بِظَلامِ
أَوَلَمْ تَكُنْ يَا قَلْبُ تَشْكُوْ لَوْعَةً ؟!=هَلْ كَانَ لَيْلُ الهَمِّ لَيْلَ سَلامِ ؟!
أَوَلَمْ يَغِبْ يَا عَيْنُ مَوْفُوْرُ الْكَرَى ؟!=هَلَ طَابَ سَاعَاتِ الْغِيَابِ مَنَامِي ؟!
قَدْ كَانَ شَعْبُ الْمَكْرُمَاتِ مَكَبَّلاً=بَأَنِيْنِهِ فِيْ غُرْبَةٍ وَزِحَامِ
كُلٌّ يُنَاجِيْ رَبَّهُ فِيْ خَلْوَةً=رَبَّاهُ فَاحْفَظْ سَادَةَ الإِسْلامِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ قَدْ صَانَهُ=شَهْماً لِدِيْنِ الحَقِّ خَيْرَ حُسَامِ
يَا خَادِمَ الْحَرَمِيْنِ عَادَ مُعِيْنُكُمْ=بَعْدَ الْمُهَيْمِنِ صَاحِبِ الإِكْرَامِ
يَا وَالِدِيْ قَدْ عَادَ نَاصِرُ سَعْيِكُمْ=سَيْفُ الْهُدَى يَا كَافِلَ الأَيْتَامِ
مَدٌّ وَجَزْرٌ وَاسْتِقَامَةُ مُوْقِنٍ=وَالشَّرْعُ مَصْدَرُ مَنْطِقِ الأَحْكَامِ
قَدْ عَادَ يَا مَلِكَ الْعُرُوْبَةِ بَاسِماً=مُتَسَلِّحاً بِالْحُبِّ وَالإِقْدَامِ
شُقُّوا طَرِيْقَ الْبَذْلِ إِنَّا جُنْدُكُمْ=يَقْتَادُنَا الإِخْلاصُ لِلأَحْلامِ
مُتَوَكِّلُوْنَ عَلَى الإِلَهِ بِهِمَّةٍ=بِالْحَقِّ نَقْطَعُ رِحْلَةَ الأَعْوَامِ
مَا لَوَّثَتْ تِلْكَ الأُمُوْرُ عُقُوْلَنَا=لَمْ نِخْضِعِ الأَعْمَاقَ لِلآثَامِ
إِنَّ امْتِلاكَ بَصِيْرَةٍ تَدْعُوْ إِلَى=فَضْلٍ مُعَافَاةٌ لِذِي الأَجْسَامِ
إِنَّا جَمِيْعاً إِخْوَةٌ لِعَقِيْدَةٍ=مَا فَازَ يَوْماً قَاطِعُ الأَرْحَامِ
إِنَّا إِذَا صَاحَ الْمُنَادِيْ دِرْعُكُمْ=حِيْنَ الْوَغَى حَالَ اشْتِدَادِ صِدَامِ
إِنَّا جَمِيْعاً وَاحِدٌ لَمْ نَفْتَرِقْ=لَمْ يُلْهِنَا يَوْماً سَبِيْلُ خِصَامِ
مَا كَانَ مَنْ يَسْعَى لِنَصْرِ عَقِيْدةٍ=فِيْهَا صَلاحُ حَيَاتِنَا بِمُلامِ
يَا مَوْطِنَ الإِعْجَازِ دُمْتَ مُكَلَّلاً=بِالنَّصْرِ وَالتَّمْكِيْنِ وَالإِعْظَامِ
فَتَزَيَّنِيْ يَا طِفْلَتِيْ وَلْتَرْقُصِيْ=شُدِّيْ السَّحَابَ بِنَظْرَةٍ وَقَوَامِ
هُزِّي الْمَشَاعِرَ فِيْ الصُّدُوْرِ وَأَنْعشِِيْ=قَلْباً وَرُدِّيْ ضَائِعَ الأَفْهَامِ
يَا دَارَ عِزِّ الطَّامِحِيَنْ وَعِشْقِهُمْ=صِرْتِ النَّفِيْسَةَ بَعْدَ عَصْرِ حُطَامِ
دُقَّتْ طُبُوْلُ الْفَخْرِ حِيْنَ بُزُوْغِ ذَا الـْـ=ـفَجْرِ الْمُنَاجِيْ رِفْعَةَ الأَعْلامِ
يَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ يَا حَامِي الْحِمَى=آثَرْتَنَا بَتَوَاضُعٍ وَقِيَامِ
قَدْ كُنْتَ خَادِمَ أُمَّةٍ وَمَلِيْكَهَا=بَتَوَاضُعٍ وَالصَّـبْرُ خَـيْرُ وِسَامِ
مَا غَرَّتِ القَلْبَ السَّلِيْمَ رِئَاسَةٌ=مَا غَيَّرَتْكَ زَعَامَةُ الحُكَّامِ
قَدْ كَانَ وَالِدُكَ الْعَظِيْمُ مُعَلِّماً=قَدْ أَلْزَمَ الأَبْنَاءَ بَالإِحْكَامِ
فَغَدَوْتَ تَابِعَ نَهْجِهِ وَوَرِيْثَهُ=مَيَّزْتَ بَيْنَ مُحَلَّلاً وَحَرَامِ
وَوَلِيُّ عَهْدِكَ حَازِمٌ وَرِثَ الْمُنَى=فَغَدَا دَلِيْلَكَ لَحْظَةَ الإِبْهَامِ
هَوْ جَامِعٌ حُبَّ الرِّجَالِ وَنُصْحَهُمْ=هُوَ مَصْلُ بُرْءٍ ساعة الإِيْلامِ
وَالنَّائِبُ الثَّانِيْ يُسَانِدُ عَزْمَكُمْ=مَا لانَ يَدْفَعُ نِقْمَةَ الأَقْزَامِ
هُوَ حَارِسٌ لِفَضِيْلَةٍ وَكَرَامَةٍ=لَمْ تَغْفُ عَيْنٌ حُبُّهَا مُتَنَامِيْ
يَا قَائِدَ الْعُرْبِ القُلُوْبُ مُضَاءَةٌ=بِيَقِيْنِهَا بِثَبَاتِهَا بِنَظَامِ
بِوَفَائِهَا بِوَلائِهَا بِعَقِيْدَةٍ=هِيَ مَنْبَعُ التَّقْرِيْرِ وَالإِلْزَامِ
خَابَتْ نَوَايَا الْمُفْسِدِيْنَ وَزُلْزِلُوْا=وَلْيَنْعَمُوْا بِتَتَابُعِ الأَسْقَامِ
وَلْيُفْسِدِ الْمَوْلَى مُخَطَّطَ سَعْيِهِمْ=وَلْيُخْزِ رَبِّيْ حُفْنَةَ الإِجْرَامِ
مَنْ زَيَّفُوا كُلَّ الحَقَائِقِ وَانْبَرَوْا=فِيْ لُعْبَةِ التَّغْرِيْرِ وَالإِيْهَامِ
يَا مَوْطِنِيْ دُمْ سَالِماً مُتَفَائِلاً=إِنَّا سَنُلْجِمُ مَكْرَهُمْ بِلِجَامِ
إِنَّا مُوَافُوْنَ الْخُصُوْمَ بِطَعْنِهِمْ=إِنَّا مُدَاوُوْهُمْ بِضَرْبِ سِهَامِ
هُمْ زَارِعُوْنَ النَّائِبَاتِ وَقَصْدُهُمْ=أَنْ تَضْعُفِيْ أَرْضَ الْهُدَى وَتُسَامِيْ
كَلاَّ وَكَلاَّ إِنَّنَا دُوْنَ الرَّدَى=أُسْدٌ تُمَزِّقَ خُبْثَ ذِي الأَجْسَامِ
إِنَّا مُوَافُوْنَ الثَّرَى مِنْ دُوْنِهَا=يَا دَارَنَا لَنْ تُكْسَرِيْ وَتُضَامِيْ
كَانَتْ مَشَاعِرَ شَاعِرٍ عَشِقَ الْحِمَى=فَسَقَى بُيُوْتَ الشِّعْرِ لَحْنَ حَمَامِ
طُوْبَى لِمَنْ حَمَلَ البِشَارَةَ مُفْرِحاً=كُلَّ الْقُلُوْبِ بِعَوْدَةِ الضِّرْغَامِ
فَتَنَاقَلتْ خَبَرَ الْمَسَرَّةِ أَدْمُعْ=بَحَفَاوَةٍ كَوَسَائِلِ الإِعْلامِ
وَلْيَحْمِ رَبُّ الكَوْنَ رَائِدَ دَوْلَةٍ=تَسْعَى لِتَرْفَعَ رَايَةَ الإِسْلامِ
عذْراً إِذَا مَا كَانَ ضَعْفُ قَصِيْدَتِيْ=قَدْ حَالَ دُوْنَ الْعَدْلِ وَالإِتْمَامِ
صَلُّوْا عَلَى خَيْرِ الْخَلائَقِ أَحْمَدٍ=مَا ابْتَاعَ عَبْدٌ سُتْرَةَ الإِحْرَامِ
وَالْحَمْدُ للهِ الْعَظِيْمِ بِفَضْلِهِ=عَدَدَ السِّنِيْنِ وَعُدَّةَ الأَجْرَامِ
الأكاديمي/ هلال بن مزعل العنزي