![]() |
|
![]() |
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز | المشرفة المميزه |
قريبا | ياليت الزمن يرجع ثمان سنين يالغالي
بقلم : بنت الجبل |
قريبا | قريبا |
![]() |
|
![]() |
|
مضيف الأدب والخواطر والنثر أبجديةُ بوحٍ تَتَناثرُ رحيقاً ممزوجاً بسَنا النَبْض .. يمنع فيه المنقول |
كاتب الموضوع | سلطان الرواد | مشاركات | 13 | المشاهدات | 2315 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() استهلال
تتميز المقامات عن سائر كتب التاريخ والأدب بتركيزها على الجانب الاجتماعي، فهي تحكي لنا حياة الناس بلغة أدبية ساخرة. ولقد أشارت إلى العادات والسلوكات والأعراف والتعاملات والأمراض المجتمعية سواء الدخيلة منها أم الأصيلة. فكما نعلم أن المجمتع العربي في تلك الحقبة ضم كثيرا من الأخلاط والشعوب والأعراق والثقافات والاتجاهات الفكرية والدينية. لقد كانت الغاية من كتابة المقامة توعية المجتمع وتثقيفه لئلا يقع في براثن الكدية. لكننا نجد أن الكدية استمرت وتطورت وأن المقامة توقفت عند زمان الهمذاني. فدفعني هذا لأن أكتب فيها استكمالا لتلك المسيرة التوعوية الرائدة وإحياء لذلك الفن الراقي ودمجا لمفهومي الأصالة والمعاصرة. المقامة الأنبارية حدثنا عيسى بن هشام قال: ساقتني يد الأقدار إلى الأنبار، وتقطعت بي أسباب الأسفار، وتردى حالي، ونفد مالي. فبئس الضجيع الجوع، وبئس السمير الدموع. وبينا أنا في المسجد إذ وقف علينا رجل فقال: يا مسلمون، إن الحمد لله والصلاة على نبيه، إني امرؤ من أهل نينوى، طرحتني النوى، بعد أن عكفت علينا سنون بؤس، وأيام نحس، حبست الجود، وقصفت العود، وأبادت الشحم، ونخرت العظم، وجعّدت الثرى، وفصّمت العُرى، فخلّت القاع صفصفا، فثار جوه وما صفا، وغادرت العرب أمواتا، والنبط أشتاتا، فخرجت بكف خاوٍ، وبطن عاوٍ، لا أتلفّع إلا بجلِْد، ولا أتقوّت إلا بعَلْد، فالركوبة أقدام، والوجهة أوهام، أعشو فأعشى، وأضحى فأغشى، أفزع نائما، وأجزع قائما، فهل آمرٌ بمير أو داعٍ بخير؟ كُفيتم الضر، وكُميتم الشر. فقام إليه الناس أفواجا، وألفى المال في كفيه ثجاجا، فورم كيسه، واطمئن إبليسه، فخرج واتبعته، فلما بلغ آخر السوق قبضت على يده وقلت: ألست أبا الفتح؟ فلقيني بوجه باسر، وكفيّ ياسر، وقال: عيسى بن هشام! بعدا بعدا، وسحقا سحقا. ما الذي أتى بك؟ قلت: الذي أتى بك أتى بي. فأسقط في يده فأف، وبرم بي وما عف. ثم أخرج صرة ملئت دراهم وقال: أترى ذلك الخزاف؟ قلت: بلى. قال: اذهب إليه وأفهمه أنك تاجر من بغداد ثم ابتع نصف ما عنده وقل له إنك ستعود بعد يومين لتشتري النصف الثاني. ولا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا! فانطلقت إلى الخزاف، فإذا هو رجل أشرم أخرم، إذا أقبل حسبته يضحك وهو لا يضحك، وإذا صعّر تقعّر، كأن عينيه عينا خرّاز، وأذنيه كفا خبّاز. فسلمت فما رد، ومعّج وجهه وصد، فقلت: تاجر لا فاجر، ومعطٍ لا مستعطٍ، فالتفت إلي مرحبا، وأومأ بيده مقربا، فنثرت الصرة بين يديه، فلمع الطمع في عينيه، وباعني نصف ما عنده، وخرجت وأنا أقول: بعد يومين، بلا مطل ولا مين، نقدا ليس بالدين، سآتيك وأشتري النصف الآخر. وفي اليوم التالي، خرج أبو الفتح بالبضاعة وباعها بنصف ما ابتاعها، وعاد وقد اشترى قردا أشعلَ، فرمقني لأسألَ، فذكرت مقاله، فتركت سؤاله. وجاء الأجل الموعودُ، فقلت: أين النقودُ؟ فأدخل أبو الفتح يده في أطماره، وأخرج الصرة من بين أزراره، وقال: اسمع، اذهب إليه، فإذا هممت بالخروج فقل له: عربنني كبير الكرد على قرد، فوعدته شهرا فرضي، وها هو الشهر ينقضي، فهل لك أن تعينني في ذلك، ولك ضعف مالك، فإن أبتعته بمئة فلك مئتان، أو بألف فلك ألفان، على أنني سأدفع لقاءه أي ثمن كان. فمضيتُ إلى الخزاف واشتريت باقي خزفه، فأطنب في مدحه حالفا بشرفه، ثم أخبرته خبر القرد فعجب، وضربت أوتار الطمع فطرب، ثم ضحك ونقع، ولم يدرِ أنه وقع. وزدت من عندي إمعانا في الأذى: إن جمعت لي من الخزف كذا وكذا، فسأشتريه كله. فما أطفئت ذبالة المصباح، وأشرقت شمس الصباح، حتى كان أبو الفتح يذرع السوق أمام دكان الخزاف ذهابا وإيابا بقرده، فجاء إليه الخزاف لاهثا باهثا، وأومأ إلى القرد عابثا، وقال: أتبيعني إياه؟ فقال أبو الفتح: كلا! ودار الحديث بين: كلا وهلا، حتى قال أبو الفتح: إن دفعت لي ألفي دينار بعته! فقال الخزاف: لا، بل ألفاً وخمسمئة دينار ولا أزيد. فسحب أبو الفتح يد الخزاف وقال: بورك لك فيه! فساق الخزاف قرده، واستوفى أبو الفتح نقده. ثم مضى إلي فجلسنا نرقب الخزاف، نراه ولا يرانا. فلم نلبث إلا قليلا، حتى انفلت القرد من حبله، وراح يكسر الخزف – الذي جهد الخزاف في شرائه من جيرانه – بيده ورجله! فنظر إلي أبو الفتح وقال: ويحه، أنى له هذا؟ فأخبرته الخبر، فانفجر ضاحكا وسعل، حتى كاد أن يبول في سراويله أو فعل! فأنشأت أقول:
بهذا يا أبا الفتحِ = ترفرفُ رايةُ الفتحِ فإنّ جهادَنا يسمو = عن التقتيلِ واللتحِ فأعطِ القوسَ باريها = وخلِ الحبلَ للمتحِ فكلُّ مدرّعٍ يشكو = من الإعياءِ والنتحِ |
![]() |
#2 | |
![]() ![]() ![]() |
![]() الشاعر والأديب القدير سلطان الرواد .. جميل سردك فاضلي فشكرا على أخذنا لهذا الفن البديع جنائن ود من نبض لبهاء طرحك تحياتي ![]() |
|
![]() |
![]() |
#4 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
أخي سلطان أنت للأبداع مرسى ومكان..
تحمل معك العديد من الحروف الماسيه.. بصراحه.. أقف عاجزه عن وصفها بجمل تليق لمقامها العالي.. تحياتي لهذا الحس العالي..والرقي.. تحلق في سماء المضايف بأبداع.. واصل.. واصل.. كنت هنااااا.. |
|
![]() |
![]() |
#5 | |
![]() ![]() ![]() |
![]() اقتباس:
شكرا لمرورك العذب والتحيات لك \ \ |
|
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() |
![]()
الرائع عويد الهذال
كل الامتنان لمرورك وتشريفك الكريم مودتي \ . |
![]() |
![]() |
#7 | |
![]() ![]() ![]() |
![]() اقتباس:
شكرا لإطلالتك الرائعة دمت بألف خير وامتناني الكبير |
|
![]() |
![]() |
#8 | |
![]() ![]() |
![]()
يعجبني كل ما تطرحهـ ~
وأيضاً تفرحني حين ارى ظهور ابداعك هنا ~ لا تحرمنا من استنشاق حروفك ~ دمت كما تحب ان تكون ~ قلب ممزق ~ |
|
![]() |
![]() |
#9 | |
![]() ![]() ![]() |
![]() اقتباس:
عافاكِ الله كل الشكر على مرورك الراقي دمتِ بخير |
|
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|