وجـــه أمــــــــي ...

وعدت إليكم بقصة واقعية عشتها كتجربة شخصية عنوانها
وجـــه أمــــــــي ...

لا تقتربوا من البحر
أمواجه عالية...ورياحه قوية...لا تغوصوا
نصائح وجهتها للمحيطين بي...

رأيت مارد البحر جائعاً يريد أن يفترس احدنا


والبحر هادئا وصفحته كالزيت تنعكس عليه أشعة الشمس الذهبية
وأسراب الطيور تحلق عاليا
كل شئ خلاب هنا والسكون يلف المكان
فجاء
سمعت اسمي يتردد بين أمواجه
صوتا ..ناعما ..رقيقا .. هادئا..
يناديني من بعيد.....
أسحرني ..
آه ما أجملني ...تعالي ...اقتربي مني
تعالي أنعمي بماء الملح فأنا اليوم وحيد
حتى طيور النورس رفضت مشاركتي
قسم من عقلي كان يأمرني بالهرب وفيما قسمه الأخر يسكت أحتجاجي ..
متلهف للقائه والغوص بين أمواجه ..
أشعرني إنني وحيده بحياته.. المتربعة بقلبه
وسحرتني عيناه ..
واجتاحني الحنين إليه
وأنساني كل قوانينه وأخطاره ..
وراقبني وأنا اقترب ...نحوه
أنزلني كالمسحورة ليس لها قوة ..افقدني أرادتي
وتغيرت لون السماء فجأة وتحول الأمواج إلى مارد
أصارعه تاره وأغلبه وتارة يغلبني
وزحف الخوف كالثعبان وأمسك بي كا الإخطبوط
شل تفكيري...وارتعدت مفاصلي...وجف فمي
وخفق قلبي كسمفونية صاخبا
وأحيط الضباب بالمكان...
وصوتا قويا شق الضباب
تمسكي ...اقتربي ...لا تفقدي أرادتك
لا ترحلي ...أنا هنا معك
رأيت وجه بين الأمواج يشرق ..كالشمس من وراء الغيوم
ورأيت أيدي كثيره تتمسك بي لتخرجني من بين أنياب المارد
أكان وجهها مارأيت أم كان ذلك خيال
وهل أهذي إن ادعيت إنني رايتها تقف حاجز بيني وبين المارد
أكان هذا صوتها ...
انهزم سحره أمام سحرها
كانت تتمسك بي بقوة ...تصارع وانتصرت
وانهزم المارد أمامها

بقلمي
ســمارة