اعتذار

اعتذار .....!!


أعتذر "لأحبائي

لأني بكيت في وقت فرحهم..
وضحكت في وقت ألمهم..
وأطلقت صرخاتي في لحظة هدوئهم..
وصمت في لحظة مشاركاتهم..
وبقيت وحدي في لحظة رحيلهم.
ورحلت في لحظة اجتماعاتهم ولقاءاتهم..
وأعتذرت لهم في وقت حاجتهم ..
و بدون إبداء الأ سباب تخليت عنهم وتركتهم
والآن أحن كثيرا للبقاء معهم و بجوارهم
ولكن هيهات أن يعيدني الندم إلى أحضانهم
فلقد فرق الموت بيني وبين بعضهم
فأعتذر منك جميعا يا أحبائي ..



أعتذر "لأمي

لأنها تألمت عند ولادتي ..
وسهرت على تربيتي ونشأتي ورعايتي..
فهي تسعد بمشاركتي فتبكي على بكائي..
وتسعد عندما تسمع ضحكاتي..
وتسقم لسقمي.
.وتتعافى بمعافاتي..
وصبرت وتحملت طيشي وأزعاجي
وتجاوزت عن أخطائي..
وتذكرت حسناتي
تنصحني عند عثراتي
وتشد من أزري عند النجاحاتي
وتتغاضى عن أغضابي لها في كثيرا من الأوقاتي ..
أعــــــــتذرمنك يا أحب الأمهاتي



أعتذر"للواقع

لأني بكل قسوة رفضته..
وأغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المره..
وشكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة..
ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني أكون صاحبة نظرة
في أحلك الأمور وفي المواقف الصعبة..
فهو أمر لا مفر من أن اختبار فيه القسوة ..
وهو ابتلاء من رب له الحكم و القدرة ..
ولكن يجب الصبر فهو إله قدير ولأمره حكمة ..



أعتذر "لقلبي

لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي..
وجرعته ألما في لحظة حزني..
ونزعته من مكانه وبدون تردد لأهبه لغيري
وبه عطفت وحنوت على كل من حولي
وكذلك في أحيان كثيرة قسوت على من حاول قربي
أعتذر لك كثيرا كثيرا يا قلبي ..



أعتذر "لأوراقي

لأني كتبت بها الكلمات واحرقتها..
ورسمت الطبيعة بما تحتويه عليها..
وبدون ألوان وزخرفة تركتها..
وفي لحظة همومي وأحزاني لجأت إليها..
وفي لحظة فرحي وراحتي أهملتها..
وعندما عزمت الإعتكاف عن الكتابة مزقتها
فقد أصبح قلمي يأبي علي الكلمات التي أرسلتها
و إلى الأبد كلماتي ودعتها
وإلى أوراقي أقدم إعتذارات ابديتها
فعذرا منك أيتها الأوراق ..



*أعتذر"للقلم

لأني في معاناتي أتعبته..
ولأني حملته الألم والأحزان وهو في بداية عهده..
وعندما انتهت وظيفته رميته..
واستعنت بأخر أفضل وأحدث منه
وأنكرت علي وعليه محبته
وانا من فضل مفارقة صحبته
ولكني في نهاية الأمر أكتشفت أني لن أجد مثله
فعذرا وعذرا أيها القلم ..



أعتذر "لخواطري

لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن وبالآلام حاصرتها ..
فلقد أصبح الكل يبحث عنها وعن معاني غموضها
في قواميس لا وجود في هذا الزمن لها..
ولكني ماذا أفعل لمعاناتي في تنسيقها ..
ولأضطراب خواطري واختيار كلماتها ..
فلقد أصبحت أعاني في رصدها
وحجبتها عني بزعم أني لا أرغبها ولا أحبها
بكل رجاء حتى أستعيدك أعتذر منك خواطري ..



أعتذر"للأحلام

لأني أطرق على ابوابها في كل ساعة
.. واجعلها تبحربي في كل مكان أريده..
فهي من يريني كل أمنياتي دون تردد..
وهي من أتعبتها معي حينما كبرت
وكبرت معي أحلامي..
ورغم ذلك كله ،
لا تتذمر وإنما تقول:" أطلبي وأنا على السمع والطاعة"
ولكن يجب أن تربطيني بالإرادة والقناعة
ولا تطلبي أحلام يصعب تنفيذها وتتصف بالبشاعة
فلتجعليها ذات أهداف واقعية لا خداعة
قد أكون خالفتك في بعض الأمور الغبية
فعذرا عذرا أحلامي الخيالية



أعتذر "للأمل

حينما رحلت عنه وبدون إستئذان..
ولازمت اليأس في محنتي..ومكابرتي
رغم مرارتي والآمي أقول بأني أسعد انسانة..
فلقد كانت سعادتي الوهمية تكويني في صمتي..
وتعذبني في ليلي..
دون احساس الاخرين بي
ولكني تمسكت بحلمي
ولم أفقد الرجاء لتحقيق أملي ..
فعذرا أيها الأمل ،



أعتذر" للسعادة

لاني عشقت الحزن ،
وحملته شطرا من حياتي..
وعشقت البكاء لأني انفس به عن ألمي..
وعشقت قول الآه لأنها تطفئ حرقة أناملي..
وعشقت الجراح لانها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي..
وعشقت الصمت في لحظة الألم لانها تحفظ لي كبريائي
وأحببت البعد حتى أظل في وحدتي
واستمتعت بالبقاء في ظل شجوني..
فعذرا أيتها السعادة لاني أبعدتك عن حياتي..



أعتذر"للزهور"...وخاصة الحمراء

لأني قطفتها وهي في بداية تفتحها..
وحرمتها من العيش في بستانها..
ثم شممتها ولغيري أهديتها..
وبعدما لفظت أخر انفاسها رميتها ودهستها
فلقد ألهمتني الكثير من الكلمات ورميتها
ولم اهتم كثيرا لأنينها والمها
وسعدت كثيرا بمعاناتها وهي تفقد عبيرها
فعذرا منك أيتها الزهور الحمراء ..



أعتذر"للبحر

لأني عشقته بجنون..
وطعنته متعمدة في خواطري بالمليون..
وأضفت إليه الغدر في هدوئه..
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه..
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلقة
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته
احببت فيه صمته وشجونه
فلقد بعث في الحياة في صمته
وأصابني باليأس في قوته وهدره
أزعجني كثيرا بتقلباته
فعذرا منك أيها البحر ..



أعتذر "للقاء

لأني كتبت عن الرحيل والوداع ..
ولأني جردته من قاموسي الملتاع..
والأن أصبحت خاضعة للمقادير
فأمنت بالرحيل كثيرا
وبكيت لأجله زمنا طويلا..
وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء
وكأن الفراق حتما يحدث للأحباء
ولكن رحمة الله دوما تحيط عباده الأصفياء
وتناسيت رحمته وتخفيفه والوعد باللقاء
فعذرا منك أيها اللقاء ..



أعتذر........

لأني لن أصبح بعد اليوم ليلاه..
ولن أصبح اليوم أملا سكنه ودنياه..
ولن أصبح اليوم أمه وأخته..
ولن أصبح صديقته وحافظة أسراره..
ولن امسح بعد اليوم دموعه..
ولن أبكي مع بكاءه..
ولن أتسامر مع أطيافه..
ولن أنتظر رسائله..
واتتبع خواطره وأشعاره..
ولن أتفاخر بعشقه..
لأني أنهيت كل شي بعدما ضاع الأمل
فلقد فقدته بعد نحيب وعويل
وفررت من حبه بعد عناء طويل
فلن أجل قلبي سكنا له
وسأحيا مصطحبة أقلامي وأوراقي
أبثها الشجون وحتى تعطيني كل الآمال
أعتذرا أعتذر .........

أعتذر"للحبيب

الذي أمتدحني في جميع أشعاره..
و ذكرني وافتخر بي أمام احبابه..
ووهبني قلبه ودموعه وكبريائه..
وجعلني مصدر ثقته العمياء..
وفضلني على كل أقوامه
فلم يعد في قلبي مكان لحبه
لقد فقدت الرمز وأخرمن أحببته
وأدعو لك بلقاء من تحبه
وأن يعينك الله على نسياني بقربه
فعذرا عذرا يا من كنت الحبيب ....



أعـــــــــتذر

للحياة حينما اتهمتها بالقسوة والجفاء..
وللطيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء..
ووللجبال لأني أنسب اليها في علياء..
وللدموع حينما جمدتها بالعين في كبرياء ..
ولصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه بكل إباء
فعذرا عذرا لكل هؤلاء ..



أعتذر"لكلمة أعتذر

لأني أدخلتها في بحور شتي من الإعتذار ..
فشكرا لك شئ وعذرا من لا شئ
فقد أدمعت عيناي عندما سمعت أعتذاراتى
ولكن ماذا أفعل والقلم من دفعني لإبدي تحيراتي
وأحرر نفسي من كل أسراري
وهذا الورق يشهد علي وعلى بوحي بأخباري


فلقد عدت إليكم بعدما رجعت لرشدي و صوابي
بعد علمي أن الحياة والموت أقدارهم وأقداري
ولا مفر من الحياة قبل أن تحين الأجالي
فهي نعمة الإله فلنتمتع بها قبل ارتحالي
ولنجعل أعمالنا شاهدا على كل أفعالي


منقولة