المقعد الأخير

واحد ...اثنين ...ثلاثة .....مئة
كم مرة ياترى هرب مني سجيني لاجئاً إليك ؟
وكم مرة بكيت على قارعة طريقك استجدي صخبك ؟
وكم مرة نهرت مشاعري وأبكيت جنوني ؟
وكم مرة تكسّرت قوارير صبري بحثاً عنك ؟
فكنت ابتعد... وابتعد ..وابتعد... ليبقى هرمك في قلبي لا تصل إليه يد عابث
ولا تلطخه هذه الدنيا بدرنها
فإحساسي بك مختلف .
يرتقي عن سفاسف الكلمات ، وسواد الحروف ،وظنون البشر
مازا ل أمامك الكثير ومازالت الدنيا تبتسم لك .
أتيت إليك وأنا اعرف أني أخر شخص في مفكرتك
ولكن مالذي أتى بي ؟
مالذي أحيا ناراً قضيت أيام وأنا أحاول إخمادها
ومالذي أحيا مارد ظننته مات
ومالذي أعادني من منفاي
منذ البداية وأنا أخر أنثى في مقاعد قلبك
أنثى يرضيها فتات مشاعرك وفضلات كلماتك
ومازلت
لذلك فضلت أن أكون الأخيرة التي تطرق بابك
كرهت الازدحام وضجيج البشر من حولك

كرهت أن أكون ضمن فقاقيع تظهر وتختفي
كرهت لعبة الكراسي ففضلت الانعزال لأراقب عن بعد
ضوء نبضك واسمع خرير كلماتك
فأنا مختلفة ليس في الظاهر ولكن في المضمون
أحب هدوء اشعارك حينما تتحول في لساني إلى الحان
أتغزل بحروفك كما يتغزل الشاعر بمحبوبته
والفارس بفرسه
وحناني لك تعدى حدود القارات
كعين تفيض كلما غٌرف منها
أحنو عليك كحنان الأم
حتى أصبح كل مافي عالمي يغار منك
فلا تسألني مالذي أتى بي