((تاريخ إربل))
هو كتاب لمن ينظر إلى عنوانه، فيظن لأول وهلة أنه كتاب يختص بإربيل الاكراد اليوم، نعم هو لها ولكنها كانت عربية السكان والاسلام وتدعى بأسم إربل عند العرب، وما ملكوها الأكراد الا بعد سقوط الخلافة العباسية سنة ٦٥٦ للهجرة على يد المغول التتريين، وعودة العرب هربا الى جزيرتهم جزيرة العرب ومن ثم اصبحوا قبائل بدوانا تغزوا بعضها بعضا . الى عهد الدولة السعودية الأولى. وكانت إربل من ضمن جزيرة بن عمر الفراتية وعاصمتها الموصل، حتى تمكنوا الاكراد من امتلاك العراق والشام ومصر واصبحوا العرب ولاة عندهم وقادة لجيوشهم الا من استقل بأمارته عنهم ويدفع لهم رسم الخلافة.
ولقد الف بن المستوفي تاريخ إربل خمسة مجلدات وللأسف لم نجد له الا الجزء الأول. ولو وجدنا ما فقد لأراحنا رحمه الله من كثير البحث بتاريخ أنساب العرب وبطونها المتأخره والمنقطع منها خاصة ومن تداخل مع بني عمومته وانتما للجد الجامع كقولهم اليوم عنزة وشمر وعتيبه وقحطان الى اخر من عرف بهذا الزمان من العرب.
ولقد أنهى رحمه الله الخلاف في نسب بني رسن، العقيليين العامريين، والذي ذكره بعض الاخوة الاخيار على أنهم بطن من جاليات عنزة. ثقة منه بالموروث والنقل الشفهي عند البادية، وهذا ما حذر منه الدكتور جواد علي في كتابه المفصل من ان الموروث ربما باعد بينه وبين الحقيقة ضعف الذاكرة وتطاول الزمن وضياع الحق في ذلك . فلابد من التدوين فإن العلم بعد الاسلام لم ينقطع الا بعقل وفهم من لم يتسنى له كتاب يغير من رأيه ويستجد له فهم جديد ينسخ عنه القديم. فقد ورد عند ابن المستوفي رحمه الله في الكتاب الذي بين ايدينا تاريخ اربل قال :
ابو لجام رسن النفاضي. ثم ساق سلسلة نسبه بقوله: هو أبو لجام رسن بن مصبح بن جمل بن رسن بن محمد بن علي بن ثابت بن عروة بن زياد بن الاسود بن نفاضة.
هو بدوي يعرف الكتابة تصفه العرب بالشعر لجهلهم كثير الخطأ واللحن. انشدني لنفسه في رمضان من سنة اثنين وعشرين وست مءة ٦٢٢ للهجرة. انتهى بعد ذكر القصيدة.
قلت : صدق والله فالنفاضة لقب لعامر بن معاوية بن عبادة وهو جد
جاهلي، وعبادة عشيرة عقيلية ابناء عمومة المنتفق وخفاجة. ومن عبادة الرئيس العراقي العبادي الذي حكم بعد الجعفري والمالكي حديثا ومعاصرا.
والعقيليين هؤلاء هم من قاتلناهم واقمنا الدولة الوايلية العيونية بشرق الجزيرة. ثم اخذوها منا ابناء عمومتهم العصفوريون. ثم اخذناها منهم بقيام دولة ال جروان من عنزة ثم اخذوها منا ابناء عمومتهم الجبريين العقيليون، ثم أخذها منهم بنو عمومتهم بنو خالد آل حميد واحفادهم ال عريعر وكانت الحرب سجال بيننا وبينهم حتى انتهت الى ال سعود اليوم.
فتاريخهم هو تاريخنا لم يغب ابدا ومدون الى يومنا هذا . فالتاريخ محفوظ لا يغيب ولم ينقطع الا بعقل العاجز عن البحث والتقصي.
فمن بني النفاضة هؤلاء كما ذكر بن الكلبي الاعلم بن خويلد قال : قيل له : اتشهد ان لا اله الا الله فقال : اشهد ان ابن النفاضة نعم الفوارس يوم القرى. وليلى بنت حذيفة بن شداد بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل.
قلت : وهي ليلى الأخيلية الشاعرة ولقد اسلمت ووفدت على عبد الملك والحجاج في آخر عمرها. ولنا ان شاء الله مواضيع سوف ننزلها تباعا واخبار ضمنها بن المستوفي كتابه وذكرها بخصوص قبايل العرب واخبارها في زمنه رحمه الله.
القارظ العنزي
|