![]() |
|
![]() |
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز | المشرفة المميزه |
((جمر الغضا زين عنوانك))
بقلم : القارظ العنزي |
قريبا | قريبا |
![]() |
|
![]() |
|
ჲ჻ أورآق صآمتة ჻ჲ مُـتكأ لإجنِحة ِالروُح بِحُرّية صَاخِبَة { هُـدُوءْ } |
كاتب الموضوع | سلطان الرواد | مشاركات | 179 | المشاهدات | 22134 |
![]() ![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#11 |
![]() ![]() ![]() |
![]() السعادة
\ \ أكذب على نفسي إذا قلت: إنني راضٍ. إنني يا شقيقة روحي ساخط على كل شيء حولي. لقد شقيت بالسعادة التي أدّعيها شقاءَ الشقي بشقائه! أتعلمين ما معنى أن يكون الإنسان سعيدا؟ أن يكون بيده كل شيء! أن يكون إلها! وهذا حلم أكبر من الإنسانية ذاتها! فمن العبث إذن أن يفكر الإنسان بالسعادة! قد تقولين لي: كفاك تجديفا! وها أنا أصمت على مضض، ثم أتململ، ثم أقول: أغمضي عينيك يا حبيبتي وفكري في السعادة. أعلم أنك ستبعثين في لحظات كل أحلام الطفولة والشباب من أجداثها، وستتراءى لك السعادة بجسدها العاري وضفائرها الطويلة الشقراء المتدلية على متنيها وهي تنفخ الفقاقيع فتتطاير في الجو حولك كأنها فراشات بألون الطيف ثم لا تلبث أن تنفجر ويتلاشى كل شيء! ألم تدركي يا مطبقة الأجفان أن أول شيء رأيته كان ظلاما دامسا! كل الألوان سوداء في العتمة! كل ما نراه وعيوننا مغمضة وهم! إن الشقاء الحقيقي أقل ألما من السعادة الوهمية! ألم يقل لنا الله: خلق الإنسان في كبد! فلماذا نبحث عن إبرة الذهب المزعومة في كومة قش؟ دعينا من السعادة والشقاء، فلست إلها حتى أجلبها أو أدفعه! إنما نحن بشرٌ أو بالأحرى إنما نحن بشرٍ! قد تعترضين قائلة: لِمَ كل هذا التشاؤم؟ فأقول: أن أكون متشائما خير لي من أن أكون واهما! ولكنني – في الحقيقة – يا حبيبتي متفائل وسأعيش حياتي كيفما كانت، ولن أتخاذل أمام صعابها حتى الرمق الأخير. وما هو الرمق الأخير؟ هو آخر نظرة يودع بها الميت عطشا – في الصحراء القاحلة وقد بلغ حبواً قمة الكثيب الأخير المطل على الواحة – الواحة! عجيبة هي الحياة يا شقيقة روحي! إن من أبسط أشكالها تلك الزهرة التي تزهر في الصباح وتموت عند المساء، وعلى الرغم من قصر حياتها إلا أنها لا تكف عن نشر عبيرها على صدر المرج الندي، ولا تمسح ابتسامتها عن ثغرها، ولا تخجل من التثني والتهتك لأصغر نفخة ريح أو نفحة نغم! فلماذا لا نكون بسيطين كتلك الزهرة؟ هل عشنا ولو للحظة كما عاشت؟ أم هل قدمنا – في أكثر من عشرين عاما – بعض ما قدمت؟ أكاد أجن! أكاد أعقل! سأعود للتجديف! إن لم أكن سعيدا فكيف أكون راضيا؟ هل السعادة أن أكون راضيا؟ لطالما كنت راضيا ولكني لم أكن سعيدا! فما هو الرضا إذن؟ الرضا هو أن تكف عن لعب دور الطفل الذي يريد أن يأخذ كل شيء يراه! يقول البوذيون: الرضا هو أن تحدد أحلامك لا أن تحققها! ولكن كيف لي يا هؤلاء أن أحدد أحلامي وأحلامي لا تعرف حدودا؟ كفرت بكل شرائعكم وآمنت بنفسي! نعم ستكونين يا نفس معبودتي منذ اليوم! وإن لي معك عينا وقلبا يعشقان كل جميل! فهل سأكون سعيدا؟ أستغفرك ربي ما كفرت بك طرفة عين! ما أنا إلا بشر حيرته أكبر من عقله، وحلمه أكبر من حيرته! تعالي واسمعيني يا حبيبتي، كنت قد قلت في إحدى قصائدي: إن لك صورة ما بين جفني وعيني وحيثما قلبت طرفي رأيتك! ولكني عدلت عن ذلك لأقول: إنك أنتِ عينيّ فذريني أرى الوجود جميلا! لا تبتعدي أكثر من ذلك... بدأت أحس الصقيع يسري في أعماقي! زمليني زمليني... دثريني دثريني... بجسدك / بروحك بعقلك / بقلبك بأنفاسك / بحواسك الخمس. \ / \ |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|