أُنثَى تَعشَقُ السَهَر ...!!

عابرة للتواصل .. مَدخل .. قالت لي .. لن يستمر ُ سَهرنا ولقانا بعد الآن ..! صَمتَتَ .. ونَظَرت لـ الأسفل ِ .. ثمّ رَفَعَت رأسها وتنهّدت بـ حُرقة ..! نظرت ُ إليها .. وأمعنت ُ النظرَ في عينيها لـ دقائق .. تلك الدقائق كانت كفيلة بقراءة كل شيء .. وفَهم ِ مايجري وما سـ يجري بـ أدقّ التفاصيل .. مؤلم أن تنتهي سعاداتُك الصغيرة بـ هذه ِ البساطة ..! أن تختنق َ أمامك َ كُل أشيائك الجميلةِ التي تعني لك َ كُل شيء .. أن تقِفَ هكذا خائر القِوى مسلوب َ الإرادة ..! أن تقِف َ وعيناك َ دامعتان .. تُلوّح ُ للراحلينَ بـ منديلكَ الأبيض المُبلّل بـ الدموع ..! لا أُطيل .. فـ مهما حاولت ُ أن أصِفَ تلكَ المشاعر .. أعجز .. وأتألم .. وأصمت ..! .. وقَبلَ الرحيل .. أرسَلتْ لي نسائما ً فجرية ً ودائعية .. وغلّفت لي من شوقِها الحارق ُ فُرقَدا ً محُمّلا ً بـ اللهفةِ والإنتظار .. وفي أحشاء ِ صبرها الآت ِ .. زَرَعَت آمالها أجنّاتٍ تحتضر ..! وقَفَتْ .. وعَزَفَت لي ولها ولـ الرحيل لحن المونامور الهاديء .. لحنا ً .. سـ يحتفي بي ويُعذّبُني مِرارا ً .. حتى موعد ِ لقانا القادم ..! قادم ..! قادم ..! : أتذكّرها .. وأتذكّر ُ عِشقَها لـ السَهَر .. نهريّة ً تعشق ُ السَهَر .. سَهَرَا ً .. يمضَغُني لـ أجلها شِلياقا ً يمانيّ .. ويعزفُني أمامَها لحنا ً قيثاريّ .. ثم يرميني .. يرميني .. أسيرا ً .. على ضِفافِ ساحِلها البردونيّ ..! : هي الفَضَاآ .. والفَضَاآ يعشقُ السَهَر .. هي الرَجاآ .. والرَجاآ أمل ُ الدَهَر .. هي أول ُ رحلة ٍ .. وأول ُ من سافرتْ بي لـ القَمَر .. قَمَر .. قَمَر .. وكيفَ لا أعشق القَمَر ..؟ وأنا مَن يرسِم ُ العَنقاء َ في أزاريرِ الفَضَاآ .. جوزاء َ تبعث ُ فينا الإنتماء .. ِهيَ .. أوّل ُ حورية ٍ أنهتني غُروبا ً ضلّلُ دَهشَتي .. وأوّل ُ مَن في هذه الدُنيا بدأتني حُلُمَا ً يعصِف ُ بـ واقعي .. سُباتا ً يُؤرّق ُ يَقَضَتي .. بـ فتنة ٍ كوثليّة ٍ يستثيرُها بـ آخر َ لحظتي ..! هِيَ .. أولَ أشرعة ِ اللقاآ .. وآخرَ شُطآن َ الضماآ ..! هِيَ التي ذِبت ُ على سواحلها إنتظارا ً .. كُرسيّا ً أصابه ُ مَللُ البقاآ ..! هِيَ ..!!! هِيَ أفخم ُ إنسانة ٍ وبمثلها لن ألتقي ..! : فاتنتي .. عذرائة ً دينهُا السَهَر .. دَيرانة ً في رحَى القَدَر .. سَكرانة ً ورِشائِها كأس الطُهُر .. بيضائة ً .. نوّارة الأقواس ِ ضيّا .. فتانة ً .. قرّاعة الأجراس ِ غيّا .. هِيَ .. أُنثى ً مُسَلسَلة .. تمتهن ُ الخِباء َ جُناحا ً .. يَضِلُها .. تملأ بطن َ قيطَسِها جَبَارا ًً .. لعلّها .. تُخضِع ُ الميسَان َ عِشقا ً بـ الأنا ..! والأنا .. وهِيَ .. وأنا كـ حارس ِ السماآ .. قَتلت ُ نَسري الطائر ِ.. وعَشَقت ُ وطني الساهر ِ.. أنا أعشق ُ السَهَر .. حتى تتثائبَ لحظاتي وتغفوا نهاياتي .. جميلة ً تلك اللحظات .. تُحرّض العاشقينَ على البَقاآ .. وتدعوا البقيّة ِ لـ السَهَر ..! : أُنثى الفَضَاآ .. تأتيني مِن خارج حدود ِ الدُنيا .. تدعوني حتى تأخُذُني لـ خارج ِ أقطار ِ الدُنيا ..! تُحاكيني .. تُناجيني .. تُسليني .. تَعبث ُ بي وتُشقيني .. أشكُوها وتَشكيني ..! تُضحُكني .. تُبكيني .. تأتيني بـ أجملِ النجْمات .. وتُهديني أروع المجرّات .. تحجزُ لي مقعدا ً في مُذنبٍ جُرُميّ .. يأخذُني .. ويطوفُ بي .. بـ رحلةٍ من أجمل ِ الرحلات ..! هُناك .. إبتاعت لي سَديما ً مُضيئا ً .. مُتألقا ً .. أسمته ُ كوكب ُ الرَقَصات .. أسمته ُ .. ورَحَلَت .. وترَكَت بـ داخله ِ بقايا أمنيات ..!! حبيبتي .. هدية ُ قَدَري .. ونسائمُ فَجري .. أنفاس ُ أقماري .. وعطور ِ أزهاري .. أعيشُك نشوة ً مُنعِشة .. وأذوبِك إفتِقادا ً مُهلك ..! مُهلك ..! مُهلك ..! مخرج .. في حضورهِا .. كُنتُ أجمل ُ مافي الدُنيا بِها .. كُنت ُ .. كانت .. كُنّا .. وكُل ُ ماض ٍ قد إنتهى ..!